ندوة عن كتاب العقل التكفيري في الضاحية

عقد المعهد الشرعي الإسلامي ومؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر والمركز الإسلامي الثقافي ندوة حوارية عن كتاب “العقل التكفيري: قراءة في المنهج الإقصائي” للعلامة الشيخ حسين الخشن، في حضور عدد من علماء الدين والمثقفين والإعلاميين.

قدم للندوة هاني عبدالله الذي سلط الضوء على أبرز ما تناوله الكتاب. ثم تحدث رئيس اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي – المسيحي الأب الدكتور أنطوان ضو عن أن “كتاب العقل التكفيري كتاب حجة يدعو المجتمع إلى التحرر من كل فكر إقصائي”.
وأشار إلى “النصوص الإسلامية والمسيحية التي تؤكد المحبة والرحمة”، منبها من “خطورة الحركات التكفيرية التي تشوه الإسلام وتعزز الإسلاموفوبيا، ومن دور الإعلام التحريضي الذي يخلق مناخا من الإيثارات المذهبية”، معتبرا أن “القضية التكفيرية هي قضية عصبيات ومصالح سياسية طمعا بالوصول إلى السلطة”.

ورأى أن “الأعمال الإرهابية هي مسؤولية الجميع، ولا يمكن حلها بردات الفعل والعنف، بل بالحوار بين جميع الحضارات والثقافات والدول، من أجل بناء حضارة الكرامة والحرية والسلام في عصر العولمة”.

وكانت كلمة لعضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ أحمد عمورة اعتبر فيها أن “كتاب العقل التكفيري يصلح كمنطق حيوي ودليل استرشادي لإدارة التباين في حقل الإجتماع السياسي”، مشيرا إلى أن “التكفير ظاهرة من ظواهر الإجتماع السياسي وهو مؤشر على اتساع هوة التباين بين مكونات التدافع السياسي الذي يتكىء على التكفير كموقف لاهوتي لتبرير التدمير كممارسة لاإنسانية”.

وقال: “التكفير ليس مرضا بحد ذاته إنما هو عرض لمرض التباين. يجب أنسنة الدين كمدخل طبيعي لتدين الإنسان وإحياء التجديد الديني والفكر. هناك الحاجة إلى فقهاء دستوريين يعملون على إخراج الدولة من صورة الرعاية إلى منطق الإدارة ومن تعاقدية التفويض إلى التوكيل”.

الكلمة الأخيرة كانت لأستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور وجيه قانصوه الذي نوه بالكتاب من حيث “كشفه زيف الأساس الديني الذي تستند إليه الجماعات التكفيرية، ومن حيث تأسيسه لمنهج إسلامي في التفكير والفهم والسلوك يحاصر ظاهرة التكفير ويمهد لعلاقة تواصلية إيجابية مع الأديان الأخرى”.

وتحدث عن “التكفير كظاهرة موضوعية ومجتمعية تمثل تجليا من تجليات الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي الذي ينتجها كما وتمثل ظاهرة عابرة للحدود وأزمة بنيوية ومعضلة حضارية بالإمكان تلمس أسبابها من الإستبداد وفشل المشاريع التنموية والتمييز العنصري والتهجير والشعور الدائم بالمؤامرة، وما تولده هذه الاسباب من شعور بعدم الأمان ودافع للانتقام، إلا أن الظاهرة تعود في عمقها إلى سببين، أولهما تحدي الحداثة كونها استحقاق تاريخي حضاري يعبر عن مرحلة جديدة من السلوك الإنساني لم تعد الهوية الدينية فيها هي هوية المجتمع، بل هوية خاصة داخل المجتمع، الأمر الذي يبطل مفهومي الردة والكفر، والثاني هو التدين المعاصر الذي نمارسه اليوم والذي لا بد من تمييزه عن الإسلام، بحيث أنه تدين مأزوم ومحمل بخطاب سلبي وبأسلوب إقصائي يقيني دوغمائي يرفض أن تطرح الأسئلة على بديهياته وثوابته”.

السابق
يجري التداول باسمي القاضية أليس شبطيني والدكتورة فاديا كيوان لتولي حقيبة وزارية
التالي
ابراهيم امين السيد: حسمت المعركة و”استطعتم ان تهزموا العالم “