فساد السياسة

American Hustle

إنه الفائز هذه السنة بغولدن غلوب أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، وافضل ممثلة في دور رئيسي (ايمي آدامز) وثان (جنيفر لورانس). انه المرشح لعشر جوائز اوسكار من ضمنها افضل فيلم واخراج (ديفيد أو راسيل) وسيناريو اصلي (دايفيد أو راسل واريك وارن سنجر) وممثل في دور رئيسي (كريستيان بايل) وثان (برادلي كوبر) وممثلة في دور رئيسي وثان (ادامز ولورنس) وازياء ومونتاج. انه الفيلم الذي تنشد اللبنانية ميسا قرعة اغنيته White Rabbit باللغة العربية بعد المشهد الذي يتحدث فيه ضيف الشرف روبرت دي نيرو ايضاً بالعربية. إنه American Hustle الذي لا يحتاج الى شهادتنا لجهة كونه احد اجمل افلام هذه السنة، واكثرها تكاملاً واثارة وواقعية ومرحاً يتخطى الفكاهة ليصل الى ابعاد اكثر جدية وعمقاً. فيلم يتميّز برؤية فنية مبتكرة وذكاء في ربط الحبكات والاحداث، وغنى في اداءات الشخصيات الملونة والبسيطة رغم تعقيداتها، والديكورات والازياء والاكسسوارات والموسيقى والأغاني التي اعادت خلق حقبة السبعينات باتقان. مجدداً مع كاتب السيناريو والمخرج دايفيد أو راسل وابطال فيلميه Silver Linings Playbook (جنيفير لورانس وبردالي كوبر وروبرت دي نيرو) وThe Fighter (كريستيان بايل وايمي آدامز)، نعود الى فترة السبعينات لنتابع لمحة ساخرة عن الفساد السياسي من خلال قصة حقيقية مقتبسة من الملفات السرية لمكتب التحقيقات الفيدرالية. انها عملية “أبسكام” التي شكلت فضيحة في بداية الثمانينات بعدما اطاحت بعدد من أعضاء الكونغرس الاميركي الفاسدين. بطل الفيلم هو النصّاب إيرفينغ روزنفيلد (كرستيان بايل) المتزوج بروزالين (جينفر لورانس) والذي يجبر مع عشيقته وشريكته في الاحتيال سيدني (ايمي آدامز) على دخول عالم العصابات والمافيا بالتعاون مع العميل الفيدرالي ريتشي (برادلي كوبر)، بغية الإيقاع بالسياسين الفاسدين امثال عمدة الولاية كارماين بوليتو (جيريمى رينر) صاحب النيات النبيلة والاساليب الخاطئة لبناء مشاريع يحقق من ورائها مكاسب كبيرة غير مشروعة، وأعضاء المافيا أمثال فيكتور تيليجيو (روبرت دي نيرو) الذين يتاجرون بأحلام الناس وتقديمهم للعدالة. بسلاسة يبدأ راسل بتعريفنا بالشخصيات العديدة التي يرافقها سرد صاخب للاحداث المتشابكة والجريئة والحافلة بالمفاجآت التي تنتهي بتويست يقلب الامور رأساً على عقب. ايضاً يتميّز الفيلم بحبكة ذكية للعلاقات العديدة المتداخلة التي تجمع الشخصيات، والتي تتنوع بين حب وخيانة واعجاب وصداقة، تفجرها باقة من اهم الممثلين. كريستيان بايل مثالي بشكله الخارجي الذي يصعب التعرف إليه بشخصية محتال ذكي وماكر وانساني في الوقت عينه من خلال علاقته بزوجته المضطربة وعشيقته الجامحة. ايمي آدامز برعت في تركيب شخصية صعبة لأنها تجمع تناقضات كثيرة، فجعلتنا نرى تلوناتها كافة مثل طيبة قلبها ودهائها وعهرها وتماسكها وضعفها وطموحها. جنيفر لورانس تفاجئنا بشخصية جديدة فيها كثير من ملامح الجنون والغيرة، وبرادلي كوبر طريف في دور العميل الفدرالي الطموح المختلف تماماً عن رئيسه المتردد في السير في عملية الايقاع بالرؤوس الكبيرة. الفيلم يمسك بنا من اول مشهد حتى النهاية التي نتوقع ان تتوّج بكمية كبيرة من جوائز الاوسكار.

السابق
الاسلام والغرب: الإستبداد على أساس ديمقراطي!
التالي
بيكيه: إنها امرأتي