أبادي: التعاون بين السعودية وإيران يفيد لبنان والمنطقة بأسرها

دعا السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي اللبنانيين إلى “عدم الاتكال على الخارج، لا على إيران ولا على السعودية”، لافتا إلى “اننا نريد أن يكون اللبنانيون متفقين، بغض النظر عما يحصل في الخارج”، موضحا أن “سرّ قوة الشعب الإيراني تضامنه وتكاتفه حول المسؤولين والنظام، وبسبب هذه الوحدة تحققّت الإنجازات، ونحن كإيرانيين مستعدون لتقديم كل مساعدة لتوفير هذه الوحدة لشعب لبنان، ونعلم أن التعاون بين دول المنطقة أمر جيّد، ونعتقد أن التعاون بين السعودية وإيران لا يفيد لبنان فحسب، بل المنطقة بأسرها والعالم الإسلامي والدولي بأسره”.
وفي حديث لجريدة “الثبات” الأسبوعية، أكد أن “لإيران مصالح حيوية كباقي دول العالم، ورغم ذلك نحن نُخضع مصالحنا الأمنية والاقتصادية لمبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي انطلقت منذ 35 عاما، وهذه المبادئ تنطلق من إنسانية الإنسان وتتحرك انطلاقا من مبدأ نصرة المظلوم “المؤمن”، بغضّ النظر عن دينه أوعرقه أو طائفته”، قائلا: “صحيح أنّ دولتنا شيعية، ولكن انظروا كيف يعيش فيها السّنة، والمسيحيون واليهود، نحن لا نقترب من الغرب ولا من روسيا، الغرب هو الذي يقترب منا ويغازلنا من حين إلى آخر، أما اقترابنا من روسيا فهو لأنها تقترب من مبادئ الثورة الإسلامية، فإيران شعارها معروف “لا شرقية ولا غربية، بل مبادئ الجمهورية الإسلامية”، وبوصلتنا الدائمة أينما كان نصرة المظلومين على الأرض وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر”.
ولفت إلى أن “العلاقة اليوم مع الغرب تشهد تهافتا من قبلهم”، مؤكدا “أننا لم نتراجع من جهتنا قيد أنملة عن مبادئنا، بالعكس؛ هم من أبدوا استعداداً للاستماع إلى رأينا الذي نطرحه منذ 10 أعوام، وانطلاقاً من ثوابت إيران جاءت مفاوضاتنا مع دول (5+1)، ونأمل خلال أيام إجراء المحادثات النهائية حول قضية الملف النووي”.
وعن ثقة إيران بأميركا، إعتبر أن “العبرة في التنفيذ”، لافتا إلى ان “تجاربنا السابقة لم تكن جيدة، وإيران التي تتبع سياسة الهدوء بإمكانها أن تجرّب الأميركيين مرّة أخرى”، مضيفا: “تاريخياً، الأميركيون يعادون الشعب الإيراني قبل انتصار الثورة وما بعدها، وهم يريدوننا على الدوام دولة تابعة، وهذا الأمر نرفضه، وانطلاقاً من تلك المبادئ نحن بدورنا نرفض التدخل بشؤون الآخرين، وهذا ما يميزنا عن باقي دول العالم، وعلى هذا المسار نسير منذ 35 عاماً، ويدنا ممدودة على الدوام لتحسين هذه العلاقات مع أميركا أو غيرها من الدول لزرع السلام بدل الحرب بين الشعوب والدول”.
وفيما يتعلق بأوضاع سوريا، أكد آبادي أن “موقف إيران ثابت وواضح للجميع”، لافتا إلى “أننا نؤيد الحل السياسي وندعم أي قرار يختاره الشعب السوري، ونرفض التدخل في شؤون الدول، وكدولة قدمنا مقاربتنا لحل الموضوع، ويمكن تلخيصها بستة بنود”، موضحا أن “البداية تكون بوقف العنف والبدء بالحوار، يليه تأليف لجنة مصالحة وطنية حرّة، ثم تشكيل حكومة انتقالية مهمتها إدارة الدولة وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وإجراء تعديل في الدستور، ويكون آخر البنود بإجراء انتخابات رئاسية في العام 2014، بالإضافة إلى تشكيل لجنة وطنية لتمرير المساعدات الإنسانية للشعب السوري في مختلف المناطق، ولجنة إعلامية حيادية لنقل الحقائق الموجودة على الأرض بغية نقلها للرأي العام العالمي”.
وقال: “انطلاقا من هذه الرؤية أعربنا عن استعدادنا للمساعدة، وأشرنا إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى أن مساعدة الشعب السوري يجب أن تكون من كلّ الفرقاء، وليس من جانب واحد، ونحن مصرون على مواقفنا هذه، بغضّ النظر عن مشاركتنا في “جنيف 2″ أو عدمها، ونؤيد بالمطلق ما سيفرزه صندوق الاقتراع في الاستحقاقات الديمقراطية”.

السابق
الإنجازات الأمنية بين الحقيقة والفبركات
التالي
الوضع متوتر في طرابلس