حيّرتم ربنا فخامة الرئيس!

كل الحديث عن “الحقيبة”، عن الوطن الذي يتم اختزاله في حقيبة، او عن الحقيبة التي تجعل لبنان “أكبر وأهم من حقيبة”، كما سمعنا ولم نصدق، ربما لأننا تذكرنا صرخة “آه يا وطنّا”!

كان يمكنهم الحديث عن “الكشة”، فنحن احفاد المغتربين الذين حملوا الكشة، ورعايا دولة سياسات الكشة وحامليها و”لله يا محسنين”، ولكن سواء خرج لبنان من رحم تلك الحقيبة او كانت ستخنقه، على الجميع من دون استثناء ان يتذكروا انه يذوب في طوفان الحقائب المهاجرة عند المرافئ هرباً من سياسات الكشة وزعامات الكشة!
عندما سأل ميشال سليمان “هل التمسك بوزير او بشرط او بحقيبة اهم من التمسك بلبنان”، رد عليه جبران باسيل بالقول “اننا نعمل لكي يكون لبنان اهم وأكبر من حقيبة”. بدا ضمناً كأنه يعتبر لبنان الراهن حقيبة وان التيار العوني يعمل على تكبيرها، ولكن هل كان من الضروري ان يغمز من قدرة الرئيس على استكناه الامور بالقول “سواء فهمتمونا ام أسأتم فهمنا”، ولكأن فهم “علم الحقيبة” اصعب من اكتشاف النفط يا طويل العمر؟
بعيداً من الحقائب والكشّات وبكثير من الجدية، اسأل الرئيس سليمان، اذا كان “ليس هناك من سبب يمنع تشكيل الحكومة” على ما غرّد حجل فخامتكم في “تويتر” ليرد عصفور العونيين من دبي، فما الذي يمنعكم حتى الآن من تشكيلها؟ وماذا تنتظرون منذ عشرة اشهر بحمدالله سبحانه وتعالى؟
واذا كانت “الظروف الداخلية اصبحت مهيأة عبر “اعلان بعبدا” (نكروه قبل صياح الديك) والاستراتيجية الدفاعية ومذكرة بكركي الوطنية، وانه ليس لدينا اي سبب يمنع تشكيل الحكومة”، فماذا تنتظرون من غير شر، ام انك تريدنا مثلاً ان نفهم ضمناً من كلامك، ان تمام سلام هو الذي يؤخّر التشكيل في حين انك ترى ان ليس هناك اي سبب يمنع ذلك؟!
لقد حيّرتم ربنا فخامتك ودولته، حتى ليكاد طقس التشكيل يتفوق على طقس هذا الشتاء العاقر، ولن أخفيك انه بعد تغريدتك ( كيف تجد وقتاً لتغرّد في المناسبة ) التي تقول: “اصبح من المعيب ان نتأخر بتشكيل الحكومة، وان نظهر حرصاً اقل مما يظهره العالم والمجتمع الدولي على لبنان”، صار من حقنا ان نتساءل: ترى من تخاطب وأي همم تستثير وأي ضمائر تقرع، بعد عشرة اشهر والبلد في قبضة الخطر والنار ومن حولنا الجحيم في اشتعال؟
تقول “علينا ان نبرهن اننا نستطيع ان نبني دولة وان نشكّل حكومات وننتخب رؤساء ومجالس نيابية وان لا نمدد…”، عظيم، ولكن لماذا لا تفعلون وماذا تنتظرون وليتحمل المعرقلون مسؤوليتهم، إلا اذا أردت ان تكتب مقالاً نقدياً… فأهلاً بك!

السابق
الأسد.. ومزيد من المراوغة
التالي
الجيش في مواجهة الإرهاب: لا مكان للغطاء السياسي