Aleda Bss: نخلق هوية اقتصادية للضاحية

تقوم جمعية "Aleda Bss" على مبدأ الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص. بدأت العمل بعد حرب تموز 2006 لتنظيم تدفق المساعدات إلى لبنان وهدفها خلق هوية اقتصادية واستراتيجية لضاحية بيروت الجنوبية. ويقول رئيسها، نائب رئيس بلدية حارة حريك، المهندس أحمد حاطوم، إنّها "لا تتعاطى بذهنية طائفية أو مذهبية أو حزبية بموضوع الفقر فالإنسانية هي المعيار الأول".

نشأت جمعية “وكالة التنمية الاقتصادية المحلية” في ضاحية بيروت الجنوبية بعد حرب تموز 2006، لتنظّم آلية تدفّق المساعدات وتصرفها في مكانها الصحيح. وإلى جانب الإعمار، لإنماء اقتصادها وإعطائها هوية اقتصادية، بعد انهيار معظم القطاعات فيها، خصوصا الصناعية والتجارية: فما الذي حققته؟ وهل فعلاً أصبح للضاحية هوية اقتصادية؟ رئيسها نائب رئيس بلدية حارة حريك المهندس أحمد حاطوم أجابنا.

· كيف تأسست جمعية وكالة التنمية الاقتصادية وما هو الهدف منها؟

– تأسست جمعية وكالة التنمية الاقتصادية المحلية، في ضاحية بيروت الجنوبية سنة 2010 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أرت – غولد. وهي تقوم على مبدأ الشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص. تضم هذه الشراكة اتحاد بلديات ساحل المتن الجنوبي. أي بلديات الضاحية التي تضم بلدية حارة حريك – برج البراجنة الشياح، فرن الشباك، الحازمية والمريجة وغيرها من البلديات التي تمثل القطاع العام، وجمعيات محلية غير حكومية، ومعاهد وغيرها ممن تمثل القطاع الخاص. تعتبر الجمعية وكالة للتنمية وهي وكيلة عن الآخرين، في المبادرة إلى تبنّي وطرح أفكار استراتيجية. وقد بدأت تجربة الجمعية بعد حرب تموز وذلك بعد تدفق المساعدات إلى لبنان.

· ما هي أهداف الجمعية؟

– كان لا بد من وضع خطط إستراتيجية تتلائم مع الواقع الموجود، في إعادة إنماء القطاع الاقتصادي لضاحية بيروت الجنوبية. ولذا تهدف هذه الجمعية إلى خلق هوية اقتصادية وإستراتيجية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية المحلية في الضاحية، عبر زيادة مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل، تستهدف الأفراد، لا سيما الشباب والنساء وأصحاب المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة: والتعاونيات الإنتاجية.

· كم هو عدد الوحدات التي تتألف منها هذه الجمعيّة وما هو دور كل وحدة؟

– تتألف الجمعية من 4 وحدات: 1 – وحدة تنمية الموارد البشرية: وهي تساعد في العثور على وظيفة. تحسين السيرة الذاتية. التوجيه العملي. تنمية المهارات. والتوجيه على الصعيد المهني وبيئة العمل. 2 – وحدة تطوير الأعمال ودورها تقديم معلومات قانونية ومالية. تقديم استشارات وإرشادات. تقديم معايير ومقاييس مطابقة للنوعية. تشبيك وتقديم خدمات. إعداد خطط عمل ودراسات تحسين ظروف ومكان العمل. تطوير الأعمال والدخول إلى أسواق جديدة والتعريف بالجهات المعدلة. 3 – وحدة التخطيط الاستراتيجي ودورها: تقديم الدعم التقني إلى البلديات والاتحادات والتعاونيات في التخطيط الإقليمي والمحلي. إعداد الدراسات والأبحاث ومسوحات إنمائية، إيجاد هوية وعلامة تجارية. 4 – وحدة تطوير المشاريع وتمويلها: تشبيك محلي وإقليمي ودولي. وتعتمد جمعية وكالة التنمية الاقتصادية المحلية في ضاحية بيروت الجنوبية نهجاً مبنياً على الشراكة. والتّعاون مع الجهات المعنية المحلية من أجل تطوير رؤية مشتركة، تهدف إلى تحقيق مستقبل اقتصادي مستدام وشامل.

ويشير حاطوم إلى أنه لا يوجد نظام بالقانون اللبناني ينظم الشراكة. لأن القوانين الحالية لا تلحظ وجود الشراكة. وهو ما يشكل عائقاً أمام التنمية، حتى المجتمع المحلي لا يلحظ الشراكة بأنظمته. من هنا ارتأينا إعطاء فسحة للناس للمشاركة بإعطاء القرار والبدء بعملية تنمية اقتصادية.

بعد عامين من الأبحاث والدراسات بدأ العمل في الجمعية، كما يقول حاطوم: “حددنا نظام العمل وإدارة الجمعية. وبعد دراسة لسلسلة خطوات حول واقع التنمية الاقتصادية في الضاحية، وضعنا منظومة قيم، كما أعلنا عن توظيف الكفاءات المطلوبة لفريق العمل، وقررنا عدم التعاطي بذهنية طائفية أو مذهبية أو حزبية بموضوع الفقر. فالإنسانية هي المعيار الأول للعطاء والعدالة الاجتماعية والنزاهة والشفافية. والعمل على تنمية قدرات الفرد، ليكون فاعلاً في المجتمع ما يؤدي إلى تأمين استقرار اجتماعي عبر التنمية الاقتصادية المستدامة.

· ما هي الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها الجمعية لتطوير الأعمال؟

– يوجد في الضاحية العديد من القطاعات الاقتصادية، التي ينبغي العمل على تطويرها. مثلا: قطاع الجلديات والأحذية الذي كان مشهوراً في التسعينات، اذ انتشرت مصانع الأحذية التي كان يشتهر بصناعتها أهالي بنت جبيل. وكانت هذه الأحذية تباع للمحال التجارية في وسط بيروت والحمراء ومار الياس بأسعار مرتفعة. عملنا على تحسين الجودة والنوعية، وخفض التكاليف عبر تصنيع كافة الألبسة في مكان واحد، ما يؤدي إلى تخفيض فاتورة الكهرباء والماء وباقي التكاليف وتشجيع العمل التكافلي، الذي يجمع العمال وأربابهم في مكان واحد. وشجعنا العمل على تطبيق خدمات الوحدات الأربع كتعزيز المهارات، لرفع مستوى العمل وتحسين الراتب الذي يضمن الاستقرار الاجتماعي.

تعمل الجمعية على تحسين صناعة الجلديات والألبسة، فهي تعمل أيضاً على تحسين قطاع الصيادين في منطقة الأوزاعي، كونها جزء من الضاحية الجنوبية. وفي هذا السياق تعمل الجمعية على تنظيم القطاع عبر تحسين بيئة العمل وتطويرها، وتحسين التسويق وإدارة الملفات بشكل منظم. وهذا ينطبق على القطاعات التجارية والصناعية كافة في ضاحية بيروت الجنوبية.

وعن كيفية خلق فرص عمل في ظل البطالة الموجودة، يتحدث حاطوم عن التدريب المهني وبناء المهارات وتقديم المعلومات، بناء على قواعد سليمة:

– التشبيك مع الجهات الموجودة أو عبر مكتب التوظيف. فتقوم الجهة المدربة كالبلدية مثلاً بالتنسيق مع الجمعية لتوظيف المُدربين. من جهة أخرى قد نجد أشخاصاً بحاجة لتأهيل وتطوير بالمعلوماتية مثلاً، أو بحاجة لبعض التجهيزات التي تحسن واقع العمل، وتجعلهم يثبتون في مهنتهم. وعبر دراسة الجدوى الاقتصادية علمِنا أن التسويق المحلي يتم عبر تواصل وتشبيك الجمعية مع باقي الشركاء المحليين. أما التسويق الإقليمي فيتم عبر اتصال الوكالة في لبنان بالوكالات حول العالم، وتحديد الاحتياجات بمواصفات ومعايير محلية وتقديمها للوكالات العالمية، فإذا تم الالتزام بالشروط والمعايير يتم تصدير المنتج للعالم.

تقوم الجمعية بدراسات طويلة الأمد، كالدراسة التي تتناول موضوع التكنولوجيا، وعدم التصدي لهذا الجانب من قبل جامعات الضاحية الجنوبية والسعي للاهتمام بهذا الجانب. هناك دراسة أخرى تتناول النزوح السوري إلى الضاحية.. إذا ما استمر بهذا الزخم: ماذا سيحدث بعد عشر سنوات لمجتمع الضاحية واقتصاده؟. مع العلم أن الضاحية الجنوبية تعاني من كثافة سكانية قبل بدء النزوح السوري إليها. وهناك دراسة عن الأُسر التي تعتاش من الحد الأدنى للأجور: كيف تعيش هذه الأُسر؟

· من هي الجهات المُمّوِّلة للجمعية وكيف يتم دعمها؟

– يساهم المغتربون في دعم الجمعية عبر معارفهم. أما الجهات الرسمية الممولة فهي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهو مموّل عبر المقاطعات الإسبانية والإيطالية وللبلديات مساهمتها أيضاً بدعم الجمعية.

· ما هي السياسات الخدماتية التي تتلائم مع واقع الضاحية؟

– نعمل على خلق الأسواق، وتحسين بيئة وظروف العمل عبر التأهيل والتطوير. تعزيز الثقة بمنتج الضاحية وتعزيز مستوى المنتج في المناطق اللبنانية كافة، سواء كانت ملبوسات وأحذية أو أي منتج كان. بالإضافة إلى تعليم العامل المهارات كيف يقدم نفسه للآخرين. كيف يسوّق سلعته، وتحسين ظروف العمل كما ذكرنا تمهيداً لتحسين ظروف الإنسان.

· في ظل الفوضى وعدم التقيد بالقوانين والاكتظاظ السكاني كيف السبيل لازدهار مجتمع الضاحية؟

– دورنا إحداث فسحة أمل في هذا الواقع. أما كيف تحسنه؟ بتغيير ثقافة الفوضى السائدة، وتحويلها إلى نظام شراكة، يساهم به المجتمع المحلي مع الشركاء والقطاعات الخاصة والعامة، هنا يكمن دور السياسة الإنمائية.

· ما هي أهم المنجزات التي قامت بها الجمعية؟

– هي: تحضير النظام الداخلي للجمعية وتأسيس مركز لها. تحضير فريق العمل. وضع الخطط الاستراتيجية للإنماء والإعلان عن الافتتاح الرسمي لأنشطة Aleda. وهي تنتظر زيارات المواطنين. التواصل مع القطاعات الاقتصادية والتجارية لتحديد آليات العمل. وأخيراً دراسة الجدوى الاقتصادية.

ورغم الوضع الأمني وعدم الاستقرار السياسي، وانعدام الحركة في الضاحية كحركة المرور التي لا تتجاوز الـ50 % مما كانت عليه سابقا، فنحن كجمعية Aleda جاهزون للعمل مع أي بلدية، وأي قطاع ضمن الإمكانات الموجودة خصوصا أن ثقافة العمل البلدي تحتم التعاطي بشكل إيجابي.

السابق
الكوتا النسائية وسيلة لا غاية
التالي
الزجل قريبا في مناهج الجامعة اللبنانية رسميا