كثرة المقبلين على مهنة إختصاصية التغذية مضرّ

الدايتريشين زينب الحاج
أنصح الذين يهتمون بأجسامهم ألاّ يعيشوا هاجس النَّحافة. عدم تناول الفطور والعشاء كنوع من الريجيم الغذائي، من المعتقدات الخاطئة. لكنّ اللافت في استفتاء سريع أنّ المرأة تهتم بصحّتها من أجل الرجل وليس من أجل صحّت!

زينب الحاج متخصّصة في التغذية. خريجة الجامعة اللبنانية الدولية من قس “علم التغذية وتنظيم الوجبات”. تخرجت في العام 2011. وفي حديث خاصّ لـ”جنوبية” عبرت الحاج عن قلقها من انتشار هذا الاختصاص: “لأنّه كلما كثر تدنت الفائدة علىينا نحن المتخصصين، كما حصل مع اختصاص الصيدلة في فترة من الفترات”.

واكدت انها اختارت هذا الاختصاص لانها ترغب “باختصاص طبي، وهو الأقرب الى ذلك”. وترغب بالحصول على شهادة الدكتوراه “إلا أنه في لبنان الى الآن ليس هناك من جامعة تمنح هذه الدرجة”. واعربت عن ضرورة افتتاح فروع لتدريس اختصاصات علمية باللغة الانكليزية في الجامعة اللبنانية “حتّى لا يضطر الطالب الى البحث عن جامعة خاصة”.

“ويتضمن اختصاص التغذية دراسة الأمراض، ما يعني انه ليس اختصاصاَ للتنحيف كما يظن الكثيرون. وهو حقيقة اختصاص مهم جدا للصحة والنفس ويساعد على راحة الجسد كالاهتمام بالكلى والغدد. وهذا يعني غياب الوعي، وتقول عندما انصح بتناول نوع غير مشهور من الفاكهة فان المريض ينظر إليّ مستغرباً”، تقول الحاج.

وتضيف: “غالبا ما يهتم المريض لاسم الاخصائي وليس لدوره، وتهتم النساء غالبا بزيارة اخصائية التغذية اكثر من الرجل الذي يستمع للتفاصيل وبدقة. والمرأة تهتم بصحتها لاجل الرجل اي زوجها او حبيبها وليس لاجل صحتها. وهاجس المرأة غالبا ما يكون نحافتها ليس إلا”.

وتنصح “الذين يهتمون بأجسامهم الا يعيشوا هاجس النحافة، لانه لكل جسم شكله المعين، فلا تتماشى مقاييس الجمال العالمية على الجميع. وانا أُجري مسبقا فحوصات للشخص منها فحص الكلى والغدد والأملاح حتى لا تكون الوصفة واحدة للجميع كما يعتقد البعض”.

وترى ان “للعوامل النفسية دورها في العلاج، فعندما تهتم العائلة بالشخص وتسانده فانه ينجح. وهناك من العوائل من لا تساند المريض فيفشل في نظامه الغذائي الجديد”.

وترى أنّه “الأهم هو ان يدرك طالب النحافة ضرورة تغيير نمط العيش والاكل والتفكير بالغذاء، وان يتبع الوقاية، في زمن يموت الناس باكراَ بسبب المشاكل الغذائية. ومعظم النساء تتداولن في موضوع النظام الغذائي الافضل والصحي بكثرة دون اي علم، اذ يعتقدن أنهن يعرفن أكثر من الطبيبة”.

وتؤكد انه “على الاخصائية ان تكون واعية للوضع الاجتماعي والاقتصادي للمريض، فلا تفرض عليه أكلات غير متوفر في المنزل، وان تنظم له طعاماَ لا يكلفه كاليخنة والسحلب والرز بحليب والمغلي.. فهذه كلها مفيدة وغير مكلفة”.

وعن كثرة الوصفات التي لا تعطي نتيجة عملية تقول الحاج “انّ الطبيب الجيد لا يُعرف مباشرة، بل بعد وقت”. وابدت استغرابها من “انتشار فلسفة عدم تناول الفطور والعشاء كنوع من الريجيم الغذائي.. فهذه كلها معتقدات خاطئة”.

وختمت: “التوعية تحتاج الى عمل مستمر كتوزيع البروشورات، واقامة الندوات، والبحث عن منبر اعلامي كجنوبية، لاطلاع القراء على التفاصيل”.

السابق
الثرثرة النسائية وقد خصّبتها السوشال ميديا
التالي
عاشق العملات بالنبطية: 3550 قطعة نقديّة عالميّة