النبطية: السائقون والركاب خائفون

موقف سيارات النبطية

قبل صعودها في «الفان» المتجه من موقف فانات النبطية إلى بيروت، سألت آمال بصار أحد المسؤولين عن الموقف عما إذا كانوا يفتشون الركاب غير المعروفين، تحت جاكيتاتهم والحقائب والأغراض التي يحملونها، خوفاً من احتوائها على متفجرات. نسبة الخوف والحذر ترتفع بين الركاب وأصحاب الفانات على حد سواء، من حصول تفجيرات ينفذها انتحاريون داخل أحد الفانات او في الموقف المذكور. وذلك إثر التفجير الانتحاري الأخير الذي استهدف فاناً للركاب في منطقة الشويفات. وقد بات المسؤولون عن الكاراج والسائقون والركاب على حد سواء خفراء، يخافون على حياتهم. وقد تجلى ذلك من خلال الإجراءات الاحترازية الذاتية التي يتخذونها، لجهة قيامهم بالتدقيق والتفتيش والمراقبة في كل ما هو مشبوه من أشخاص وحقائب وأغراض، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية.
أكثر ما يشغل بال «اللجنة المسؤولة عن كاراج الفانات في النبطية» هو تحول الطريق المؤدي إليه إلى طريق رئيسي تسلكه جميع السيارات بالاتجاهين، بعد إقفال طريق سرايا النبطية الحكومية فرع مصرف لبنان أمام حركة السير لدواع أمنية، ما قد يعرض الكاراج بمن فيه من السائقين والركاب للخطر، كما يؤكد أحد المسؤولين في اللجنة عبد الأمير قبيسي، الذي أشار إلى محاولة معالجة الأمر مع المسؤولين في بلدية النبطية. وقد «طلبنا منهم أن يسمحوا للسيارات الآتية إليه من مدخله المتفرع من شارع حسن كامل الصباح الرئيسي من الجهة الشمالية فقط، والخروج منه من الجهة الجنوبية، منعاً لما قد يحصل لا سمح الله، إضافة إلى وضع المكعبات الإسمنتية على جانبي المدخل المذكور، منعاً لتوقف السيارات على جانبيه وإعاقتها حركة السير عليه. وقد وعدونا بتحقيق هذا المطلب على نحو عاجل». يضيف قبيسي: «السائقون في الكاراج حذرون، لأنه في حال حصول أي شيء فإن الكارثة ستطال الجميع، لذلك نحن نقوم بواجباتنا في التدقيق في أوراق وهويات الأشخاص غير المعروفين وتفتيش حقائبهم وأغراضهم، لا سيما الأشخاص السوريين من أصحاب الهويات التالفة والمستندات غير القانونية وعدم حيازة بطاقة الدخول إلى الأراضي اللبنانية، ومن نشك به نسلمه لمخابرات الجيش والباقي على الله فهو الحامي».
«الإجراءات المتخذة لها علاقة بمستوى وعي المواطنين الذين باتوا خفراء»، كما يقول السائق حسن نجم، لأن «حماية مجتمعنا مسؤولية يتحملها الجميع. وليس الأجهزة الأمنية أو الحزبية المعنية فقط، فالموضوع الأمني خطير وحساس جداً، ويستدعي منا أن نكون في أعلى مستويات الوعي والانتباه. علماً بأن بيئتنا مألوفة ومعروفة، ونعرف بعضنا البعض، وأي شخص غير مألوف نتعاطى معه بالاسلوب المناسب، لجهة التدقيق في أوراقه ومستنداته الثبوتية وتفتيش أغراضه». «نحن نقوم بأخذ احتياطاتنا على أكمل وجه، لجهة المراقبة والتفتيش ومساعدة الأجهزة الأمنية على هذا الصعيد»، وفق السائق أحمد سعيد، «لأن من شأن هذه الأمور المساهمة في حفظ المجتمع من الأخطار في ظل الوضع الذي نعيشه. لذلك فإن كل شخص غريب يحمل حقيبة أو أغراضا هو موضع رقابة وتفتيش. ومن يمانع في ذلك نبلغ الأجهزة الأمنية عنه لتتولى مسؤوليته، ومعظم الأشخاص يستجيبون لإجراءاتنا».
ويصف السائق قاسم ياسين الكاراج بأنه «منطقة حساسة كثيراً والناس يقصدونه بكثافة، لذلك نطالب بحارس بلدي أو دركي على مدخله الرئيسي، لمراقبة وتفتيش السيارات الغريبة عن المنطقة، كما يحدث على حواجز قوى الأمن الداخلي المنتشرة على الطرق الرئيسة في المنطقة، إضافة إلى حصر الدخول إليه من هذا المدخل فقط. وعدم استعماله في الاتجاهين». ويلفت إلى أن «اليقظة مطلوبة من قبل السائقين والركاب على حد سواء، ونحن كلنا عيون ساهرة. كما أننا على ثقة بأن منطقتنا خالية من الإرهابيين إلا إذا كانوا غرباء عن المنطقة». ويرى الراكب حسن حيدر أن «على السائقين والمسؤولين في الكاراج الانتباه كثيراً للأشخاص المجهولين، والقيام بالتدقيق في أوراقهم ومستنداتهم الثبوتية وتفتيش حقائبهم وأغراضهم. ونحن سنساعدهم على ذلك قدر المستطاع».
«المسلم ألله» يقول الراكب فضل حايك، لكن الإجراءات الاحترازية «واجبة من قبل السائقين، لجهة المراقبة والتفتيش والتدقيق. كذلك من قبل الركاب الذين يجب عليهم تفهم الإجراءات المتخذة حفاظاً على حياة وسلامة الجميع. ويللي بيجي من ألله يا محلاه». وبالرغم من الأخطار التي قد تتهدد الفانات وركابها وسائقيها، فإن الراكب محمد ياسين مضطر للذهاب يومياً إلى بيروت بواسطة الفان بحكم عمله فيها، جازماً بأن «المكتوب ما في منو مهروب»، ومستشهداً بالآية القرآنية «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».

السابق
لمساعدة النساء على تجنب السكتة
التالي
أضواء على روسيا بوتين