نخالات لكبح الشيخوخة والكوليسترول والسرطان

نخالات

في الخمسينات من القرن الماضي انتشرت عادة سيئة للغاية هي أكل الحبوب المقشرة من غلافها، وتعرف هذه بالنخالة، فجلبت للناس الكثير من الأمراض. ومرت سنوات طويلة قبل أن يدرك العلماء ان إزالة القشور، خصوصاً قشور القمح، كانت خطأ فادحاً كونها تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية والأحماض الأمينية الضرورية ومركبات مهمة جداً لصحة الإنسان تحميه من العديد من الأمراض.
لقد كشفت الدراسات والبحوث أن النخالة تملك فوائد طبية مهمة، خصوصاً لمرضى السكري والبدانة والقلب وضغط الدم والإمساك. وفي ما يأتي نعرض بعض أنواع النخالة وتأثيرها على الصحة:
1- نخالة القمح. تمتاز هذه النخالة بغناها بالألياف غير الذوابة في الماء، وقد تبين أن استهلاك كميات معتدلة منها يساعد على الوقاية من الإمساك الذي هو مرض العصر. كما يوصى بإدخال نخالة القمح في النظام الغذائي للمصابين بالسمنة من أجل خفض الوزن، لأنها تعجل في الشبع، وتبعد الجوع، وبالتالي تحد من تناول المزيد من السعرات الحرارية التي لا لزوم لها.
وتوصف نخالة القمح للذين يعانون من بعض المشاكل المعوية، مثل البواسير.
وهي تشتهر بغناها بالمركبات المضادة للأكسدة، وأهمها مادة «سوبر أوكسيد ديسوستيز» التي تعتبر من أقوى الأسلحة التي يعتمد عليها الجسم في مواجهة الشوارد الكيماوية الحرة، إذ تمنعها من تشكيل بؤر توتر في الخلايا تمهد الطريق لزرع أمراض كثيرة أخطرها السرطان.
وإلى جانب المادة المذكورة أعلاه توجد مادة أخرى لا تقل أهمية عنها أسمها «بي4 دي1»، وتملك ثلاث خصائص: الأولى هي الحض على تجديد الشفرة الوراثية وبالتالي فرملة عجلة الشيخوخة. والثانية في تخفيف التفاعلات الإلتهابية في الجسم. والثالثة في مساعدة الجسم على تدمير الخلايا الورمية الخبيثة.
2- نخالة الشوفان، وهي تعج بالألياف الذوابة في الماء، فهي تتحد معه (الماء) وتمتصه لتعطي مزيجاً ثخيناً ينزل هنيئاً ويسري مريئاً في تلافيف الأمعاء. ويساعد تناول هذه النخالة أيضاً على تحسين عملية استقلاب سكر الغلوكوز في الدم، خصوصاً عند الأشخاص الذين يشكون من مرض السكري ما يحد من استعمال الأنسولين أو الأدوية الخافضة لسكر الدم. وتفيد نخالة الشوفان في خفض مستوى الكوليسترول السيئ في الدم بنسبة لا تقل عن 15 في المئة، وهذا له أطيب الأثر في الحماية من الأمراض القلبية الوعائية.
وتقي نخالة الشوفان من سرطان القولون لأنها تشكل على جدرانه ما يشبه الطبقة العازلة التي تمنع السموم والمركبات الضارة الآتية من الغذاء ومخلفاته من زرع بذور هذا المرض الخبيث.
وتساعد نخالة الشوفان في التخلص من الوزن الزائد بفضل بثها الشعور بالشبع عند آكليها، خصوصاً إذا ترافقت مع شرب الماء. والسر يكمن في أن الألياف في الشوفان قادرة على امتصاص كمية كبيرة من الماء إلى درجة أن حجمها يمكن أن يتضاعف 30 مرة خلال رحلتها في المعدة، الأمر الذي يثير الشبع وبالتالي الإقلال من كمية الأكل. عدا هذا فإن ألياف الشوفان تتمتع بخاصية اللزوجة الكبيرة وهذه تمكنها من جذب السكريات اليها فتلتصق بها لتخرج مع الفضلات مانعة بذلك عبورها إلى مجرى الدم.
3- نخالة الرزّ. أفادت دراسة قامت بها اليزابيث رايان الباحثة في مجال التغذية في مركز السرطان التابع لجامعة كاليفورنيا أن نخالة الرز لها خصائص وقائية من بعض الأمراض السرطانية. وكشفت الباحثة في دراستها للمكونات الحيوية للنخالة أنها لا تعمل فقط على الخلايا السرطانية بهدف تثبيطها، لكن جهودها الطيبة تمتد لتطاول المجال المحيط بها من أجل تحفيز الخلايا السليمة أيضاً.
أخيراً، إذا قررت أن تضم النخالة الى نظام وجباتك اليومية فإننا ندعم توجهاتك بقوة، لكن شرط أن لا تبالغ في تناولها، لأن الكميات الكبيرة منها تنطوي على أخطار أبرزها النفخة في البطن، وعرقلة امتصاص المعادن، والتهابات المجاري البولية، وقد تزيد من التهابات القولون، وتؤجج التقرحات الصغيرة في داخله.

السابق
لماذا ترك بيل غيتس إدارة “مايكروسوفت”؟
التالي
اميركا تخفف قواعد الهجرة لقبول مزيد من اللاجئين السوريين