رفعت عيد لـ ”الأنباء”: واهم من ينتظر حكومة جديدة أو انتخابات رئاسية قبل خروج سوريا من أزمتها

رأى أمين عام الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد ان اهالي طرابلس والشمال لاسيما المسيحيين منهم والسنيين “الأوادم” سيصبحون في وقت ليس ببعيد غرباء في قراهم ومناطقهم ان لم يكونوا نازحين عنها في ظل استمرار السلطات الأمنية في التعامل بخجل مع تكاثر المنظمات التكفيرية والإرهابية، خصوصا ان تلك المنظمات اصبح لها قواعد ثابتة ومتحركة وتتخذ من طرابلس مسرحا لتحركاتها واعتداءاتها، ليس فقط على العلويين انما ايضا على المسيحيين، فمن اطلاق النار على ارجل اكثر من مائة موظف علوي حتى الساعة، الى احراق مكتبة السائح وإلقاء قنبلة على كنيسة مار جاورجيوس للروم الارثوذكس في الزاهرية، الى حواجز التفتيش والخطف التي تقيمها مجموعات مسلحة، كلها محطات تنذر بانفلات الامور ودخول الشمال وكل لبنان في نفق من الظلام.
ولفت عيد في تصريح لـ”الأنباء” الكويتية الى ان ما نشهده من اعتداءات يومية في طرابلس وعكار وكل الشمال على العلويين والمسيحيين، يندرج ضمن المشروع العام في المنطقة، والقاضي بتهجير الأقليات من مصر والعراق وسورية ولبنان، مشيرا من جهة ثانية الى ان اصرار تيار المستقبل وحلفائه في قوى 14 آذار على انكار وجود داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الارهابية والتكفيرية في طرابلس والشمال، يشكل غطاء لهم ويسهل عملية انتشارهم وتكاثرهم بما لا يعود يسمح للجيش والقوى الأمنية بالإمساك بالوضع، مستدركا بالقول ان الجيش اللبناني دخل الى الضاحية الجنوبية بطلب من حزب الله فيما يعجز في الوقت عينه عن الدخول الى باب التبانة بالرغم من مناشدة العقلاء له، وذلك ليس لعدم قدرته على الدخول إنما لعدم وجود قرار بدخوله، معتبرا بالتالي ان ما يعلنه الرئيس سليمان عن ملاحقة المخلين بأمن طرابلس، مجرد كلام للتسويق الاعلامي ولا يرقى الى الجدية والحزم.
واستطرادا لفت عيد الى ان تيار المستقبل اوقع الجيش اللبناني في الفخ، بحيث دعاه للانتشار في طرابلس، وسرعان ما عاد وسحب الغطاء عن انتشاره وترك المسلحين يتصرفون على هواهم، فوزارة الداخلية تتنصل من مسؤولياتها وتقذف بالكرة الى ملعب الجيش ليتحمل وحده وعن غير حق الملامة حيال انفلات الاوضاع، مؤكدا ان الخيارات لم تعد كبيرة في طرابلس فإما ان تدخل المنطقة في حرب اهلية كبيرة لا يسلم منها احد، وإما ان تتحمل الدولة مسؤولياتها، كاشفا لـ”الأنباء” انه بادر من تلقاء نفسه وكبادرة حسن نية الى الاتصال بألد خصومه (القيادات الاسلامية والسلفية في طرابلس) بهدف ايجاد مساحة مشتركة للتفاهم على وقف العنف وتفادي المزيد من الوقوع في المطبات الامنية وسقوط طرابلس وكل الشمال في المجهول، الا ان القيادات المذكورة وبالرغم من انها ابدت استعدادها للتعاون تذرعت بوجود خرق للساحة الطرابلسية يحول دون تمكنها من ضبط الوضع بشكل كامل، مستدركا بالقول ان التفاهم بين ابناء المنطقة الواحدة وإن حصل، تبقى مخابرات بلد ما صاحبة القرار الفصل.
في سياق مختلف، ختم عيد لافتا الى ان عملية تشكيل الحكومة “طبخة بحص” واهم من ينتظر نضوجها، وما مبادرة الرئيس الحريري لتسهيل التأليف سوى كذبة كبيرة ومناورة سياسية من مناورات المستقبل وقوى 14 آذار التي توزع ادوارها في هذا الخصوص، مؤكدا بالتالي انه لن يكون للبنان حكومة جديدة على المدى المنظور ايا يكن شكلها ولونها، ولن يكون هناك من انتخابات رئاسية مادام الوضع الاقليمي على حاله المتأزم، وذلك ليقينه بأن الافرقاء اللبنانيين كل الافرقاء دون استثناء، يدفعون اليوم ثمن اخطائهم وتورطهم بالأزمة السورية، وما عاد بمقدور اي استحقاق دستوري ان يقيهم شر التكفير والارهاب، بمعنى آخر يعتبر عيد ان اللبنانيين ادخلوا لبنان في “ستاتيكو” سياسي وأمني لن يخرج منه قبل خروج سورية من ازمتها.

السابق
الأنباء: الحكومة رهن الـ 48 ساعة المقبلة
التالي
جبهة النصرة تتبنى تفجير الشويفات