فليقاتل الجيش والشعب الى جانب ‘المقاومة’ في سوريا

سوريا
في سياق تحصين لبنان امام الموجات التكفيرية وعملياتها الانتحارية، يجب ان يبذل حزب الله جهدا من اجل دفع الجيش اللبناني الى المشاركة في مواجهة الخطر التكفيري الى جانبه. فإذا كان الخطر التكفيري يطال كل لبنان، واذا لم يكن هناك من وسيلة لمنع مخاطره الا بالقتال الى جانب الرئيس بشار الاسد، فلا بد لحزب الله ان يعمل على اقناع قيادة الجيش بشرف القتال في سورية دفاعا عن لبنان، الى جانب سليمان فرنجية وطلال ارسلان وميشال عون وغيرهم.

“لأنه مزور وخائن ويساهم بتغطية الجريمة، فعلى من يحاول الربط بين قتال حزب الله في سورية والتفجيرات الانتحارية في الضاحية والهرمل، ان يمتنع عن ترداد هذه المقولة، لأنها تحمل في طيلتها تبن ومشاركة في الجريمة”. هذا ما يردده الموافقون وداعمو انخراط حزب الله في القتال بسوريا. وحزب الله مستمر على عناده في تنفيذ هذا القرار، ولا يزال على اقتناعه بأنه يخوض حربا استباقية ضد من يسميهم التكفيريين، وان هذه الحرب هي الرد المناسب على مخاوفه من انتقال جزء من التكفيريين الى القتال في لبنان.
ولأن حزب الله لم يستطع ان يمنع تسلل هذا الخطر، فهو في سياق ما يقدمه من مبررات للقتال في سوريا، امام خيارين: فإما ان يقر بفشل وسيلة القتال الاستباقي داخل سورية لمنع التكفيريين من دخول لبنان ويقر بفشله منع دخول الانتحاريين الى قلب مناطق نفوذه وتفجير انفسهم كما حصل امس في تفجير الهرمل اي التفجير الانتحاري الرابع خلال اقل من شهر، او ان يخاطب جمهوره واللبنانيين عموما ويقول ان القتال في سورية هو الوسيلة التي حالت دون حصول عشرات التفجيرات الانتحارية ان لم يكن المئات، شرط ان يقدم شواهد على المنفعة التي يحققها للبنان من وجوده للقتال على ارض دولة اخرى.
ولأن حزب الله لما يزل متمسكا بخيار القتال في سوريا كما تقول الوقائع العسكرية والسياسية، فهذا يعني انه على اقتناع بأن هذا القتال فيه مصلحة للعباد والبلاد، وفي هذه الحال فإن مكملات المنطق الذي يقدمه حزب الله يفترض منه ان يزيد من عديد مقاتليه في سوريا، وان يشغل التكفيريين على كل الجبهات في سورية، وان ينفذ فعليا المقولة الشهيرة التي واكبت قتال حزب الله في سوريا: نذهب لقتالهم قبل ان يأتوا الينا ليقتلونا. وفي هذا السياق لا بد لحزب الله ان يضاعف اعداد مقاتليه في سورية مرة ومرتين او ثلاثة. ليس هذا فحسب، بل ان يطلب من حلفائه، المؤيدين لدوره في سورية، ان يرفدوه بمقاتلين باعتبار ان واجب الدفاع عن الوطن ضد التكفيريين ليس وظيفة حزب الله او مهمة شيعية بل هي مهمة لبنانية اولا. من هنا يجب ان يفتح حزب الله باب التطوع لكل المناضلين ضد التكفيريين، من اجل الدفاع عن لبنان في قلب سورية.
الى هذه الخطوة، وفي سياق تحصين لبنان امام الموجات التكفيرية وعملياتها الانتحارية، يجب ان يبذل حزب الله جهدا من اجل دفع الجيش اللبناني الى المشاركة في مواجهة الخطر التكفيري الى جانبه. فإذا كان الخطر التكفيري يطال كل لبنان، واذا لم يكن هناك من وسيلة لمنع مخاطره الا بالقتال الى جانب الرئيس بشار الاسد، فلا بد لحزب الله ان يعمل على اقناع قيادة الجيش بشرف القتال في سورية دفاعا عن لبنان، ومواجهة الفتنة بقتال التكفيريين في سورية. ويمكن لحزب الله ان يستعين لهذه المهمة بحليفه الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصا ان فرنجية صديق قديم للاسد ومؤيد للقتال في سورية سواء دفاعا عن الاسد او في مواجهة التكفيريين.
فإذا كان اصدقاء النظام السوري في لبنان لم يهبوا لنصرته فمن سيهب؟ وكيف اذا كانوا على اقتناع بوجوب مواجهة الخطر التكفيري المتسلل من سورية؟ وعلى اقتناع ايضاً بأن حزب الله يدافع عن لبنان في سوريا؟ مقتضى التحالف والوفاء الا يتفرد حزب الله والشيعة وحدهم بدفع ضريبة الدم والمال، بل يجب ان يساهم حلفاء حزب الله من ميشال عون الى سليمان فرنجية الى طلال ارسلان بمشاركته في هذا القتال بالانفس والمال، وليس بالكلام فحسب، ودائما وفق نظرية “الجيش والشعب والمقاومة”.

السابق
أبو سياف الأنصاري: «داعش» لم يقبل «البيعة» بعد وليبتعد مسلمو لبنان عن مراكز الجيش الصليبي والحكومة
التالي
الإعلامية نسرين نجم: حجابي جزء من هويتي