الإعلامية نسرين نجم: حجابي جزء من هويتي

الاعلامية نسرين نجم
من هي نسرين نجم ابنة حومين التحتا؟ وما هي البرامج التي قدمتها عبر اﻻثير؟ كيف تصف علاقتها بالجنوب؟ وكيف ترى المرأة الجنوبية في مرحلة ما بعد تحرير الجنوب؟ وهل وقف الحجاب حائلا امام عملها اﻻعلامي؟ حديث خاصّ لـ"جنوبية".

ناشطة اعلاميا وتربوية، ونجمة في حين أصبح نجوم الاعلام الاثيري في مرتبة ثانوية نوعا ما في ظل اكتساح الميدان من قبل نجوم الشاشات. رغم ذلك لا يزال للاذاعة جمهورها عند سائقي السيارات في ازدحامات السير على مختلف الاراضي اللبنانية دون تمييز.

من هي نسرين نجم؟ وما هي البرامج التي قدمتها عبر اﻻثير؟ كيف تصف علاقة مع الجنوب وكيف ترى المرأة الجنوبية خلال العقود اﻻخيرة؟ وهل وقف الحجاب حائلا امام عملها اﻻعلامي والتربوي؟ هل بات مجتمعنا يُقبل على اﻻستشارات الأسرية أكثر؟ وأسئلة أخرى أجابت عنها نسرين.

هي فتاة جنوبية الهوى والهوية، تربت في بيت يقدّر المعرفة والعلم، وتعتبر ان سلاح الفتاة هو علمها. انطلقت في حياتها من قناعة انها اذا اردت شيئا فيمكنها ان تسخر الكون لتحقيق ما تريد.. وهكذا كان. حازت على دبلوم دراسات عليا معمقة في علم النفس الاجتماعي من الجامعة اللبنانية.

دخلت عالم الاعلام عن طريق الصدفة، بطلب من الاعلامي انور نجم، فكانت اولى انطلاقاتها في اذاعة الرسالة المستمرة فيها حتى الآن، هذه الاذاعة التي لها الفضل الكبير في دعمها، والاهم الثقة التي منحتها اياها لتكون على منبرها حيث تقدم أربع برامج من اعدادها وتقديمها.

انطلقت مع انطلاقة الاذاعة. ولا تنوي تركها لانها “تحمل رسالة انسانية ووطنية تنطلق من فكر الامام موسى الصدر”. برامجها الأربعة تتنوع ما بين الاجتماعي كـ”مشكلة وحل”، والثقافي كـ”اصدارات”، وقضايا المرأة كـ”أنتِ والمجتمع”. وتقدم برنامجا خاصا حول فكر الامام الصدر بعنوان “سيد القرى والمدائن”.

الى جانب عملها في الاذاعة، لها في التلفزيون اعداد وتقديم برامج في محطات منها: الزهراء، والعهد، والثقلين، وهادي، واللؤلؤة البحرينية، وكربلاء الفضائية، الى جانب تسجيل افلام وثائقية بصوتها.

اضافة الى كل ذلك، فانها اختصاصية في علم النفس الاجتماعي الامر الذي يسمح لها بأن تحلّ ضيفة على عدد كبير من الاذاعات والقنوات الفضائية والمحلية في مجال اختصاصها.

كما خاضت تجربة التعليم في عدد من المدارس، وتشغل حاليا مسؤولة القسم الاعلامي في مؤسسات أمل التربوية، الى جانب كونها مدرّسة مادة علم الاجتماع لقسم التمريض في الجامعة الاسلامية، وخاضت ايضا تجربة كتابة المقالات في عدد من المجلات والجرائد المحليّة والعربية.

عن الجنوب تحدثنا الزميلة نجم: “انا جنوبية الهوية من بلدة كان لها شرف مقاومة العدو عندما دنس ارضها، لكنّه اندحر عنها بفضل مقاومة ابنائها وقدمت عشرات الشهداء والجرحى والاسرى يوم عيد الام أي في 21 اذار من عام 1985”.

وتتابع: “انا من حومين التحتا، البلدة التي افتخر بها، الجنوب بالنسبة لي هو العزة والكرامة ورمز الانتصارات في زمن الهزائم العربية”.

“عندما نتحدث عن المرأة الجنوبية، فإننا نتحدث عن المناضلة، المقاومة، الشهيدة والاسيرة، ام الشهيد، المرأة التي صبّت على العدو الزيت المغلي في بلدة معركة، ونتحدث ايضا عن المرأة المتعلمة الجامعية صاحبة الاختصاصات الهامة، التي استطاعت بفضل كفاءتها ان تحجز لها مكانة هامة ضمن عناوين التميّز والابداع، فنرى نسبة كبيرة من المحاميّات، والقاضيات ورئيسات الدوائر، والمعلمات، والطبيبات، والاعلاميات، والشاعرات، والأديبات، اللواتي استطاعن بشكل عام ان يزاوجن بين قيّمهن وعاداتهن وتقاليدهن وايمانهن، وبين الحداثة”، تقول معتدّة بجنوبيتها.

وعن حجابها وعما إذا وقف حائلا امام طموحها تقول: “أنطلق من قول السيد موسى الصدر إن الحجاب الشرعي لا يمنع المرأة من ممارسة أي نشاط في العالم، لذا فإنّ الحجاب هو أرقى درجات الانسانية. عبر التاريخ نرى أنّ الانسان بحث عن رداء يغطيه، وكلما تطور العالم كلما ازداد اهتمامه بالرداء الذي يستر عوراته. اذن الحجاب يُعد نموذجا التطور والتقدم والرقيّ، فلا يشكل لي أي أزمة او مشكلة لانني مقتنعة به كل الاقتناع. وعندما تقتنعين بالامر، فإنّك تنقلين هذا الاقتناع الى الآخرين بطريقة غير مباشرة، وتفرضينه عليهم بسلوكك الانساني، وعلمك ومعرفتك واحترامك”.

وتختم الإعلامية نسرين نجم بالحديث عن العمل الارشادي والتوعوي الذي تمارسه كمختصة: “بشكل عام أصبح الى حد ما هناك وعي وادراك بأهمية وظائف الاسرة وتقسيم الادوار الامر الذي يتطلب معرفة التفاصيل كلها، وهذا لا يتوفر الا في مراكز الاستشارات الاسرية”. فهل ان مجتمعنا بات يُقبل على اﻻستشارات الأسرية أكثر؟

ترى نجم ان: “المشكلة التي نواجهها هي قلة عدد هذه المراكز على صعيد لبنان، فنحن بحاجة الى وضع استراتيجية تربوية أسرية إجتماعية تُعنى بالاهتمام من خلال زيادة اعداد هذه المراكز، ونشر ثقافة تحصين الاسرة عبر معرفة كل فرد فيها لحقوقه وواجباته، لنصل حينها الى مجتمع سليم متعاون متكاتف ينظر الى الامام”.

السابق
فليقاتل الجيش والشعب الى جانب ‘المقاومة’ في سوريا
التالي
ماذا لو برأت محكمة لاهاي المتّهمين بقتل الحريري؟