جميزتان تؤرخان للنبطية

لم يتبقَ من شجرات الجميز المعمرّة في شارع النادي الحسيني في النبطية سوى شجرتين ارتأت بلدية النبطية عدم اقتلاعهما والحفاظ عليهما، بعدما أتى التوسع العمراني وبناء الأرصفة وتأهيل البنى التحتية والخدماتية في المدينة على حساب مثيلاتهما من الشجرات النادرة الأخرى، علماً بأنّ شجرات الجميز زينت الشارع المذكور لأكثر من ثمانين سنة، وعايشت جيلاً كاملاً من أبناء النبطية ومنطقتها، وأرّخت جذوعها وأغصانها ذكريات العديد منهم، لتتساوى في ذلك مع رفيقاتها من الشجرات المعمرة التي اقتلعت من عدد من شوارع المدينة منذ سنوات عدة كرمى لأرصفة جديدة وتأهيل البنى التحتية، وقد أعادت البلدية غرس عشرات الشجيرات في الشارع المذكور.
شجرات الجميز التي ميزت شارع حسينية النبطية وحده زرعت في بداية الثلاثينيات في عهد رئيس البلدية الراحل محمد شاهين، الذي يعود له الفضل في تشجير قسم كبير من الشوارع الرئيسية في المدينة، وبناء وتبليط الأرصفة وقنوات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، وفق الشيخ علي صادق. ويبلغ قطر جذع كل شجرة من شجرتي الجميز المتبقيتين نحو ثلاثة أمتار، ويراوح ارتفاعهما بين ثمانية وعشرة أمتار، وقد تحولتا إبان فصل الصيف إلى ظل يتفيأ تحته أصحاب المحال والمؤسسات التجارية والعاملون في الشارع المذكور، ويقيمون اللقاءات والجلسات تحتهما ويعلقون على جذعيهما بعضاً من البضائع، لا سيما أثناء سوق الإثنين التجاري.
تولي بلدية النبطية اهتماماً خاصاً بشجرتي الجميز في شارع النادي الحسيني، لأنهما من التراث النبطاني الذي يجب الحفاظ عليه، كما أنها تولي عناية خاصة بغرس الأشجار في المدينة، وفق رئيس البلدية الدكتور أحمد كحيل، الذي يلفت إلى قيام البلدية بحملات تشجير عدة شملت شوارع النبطية وأحياءها وخراجها. ودعا كحيل المواطنين إلى الحفاظ على هاتين الشجرتين وغيرهما من الأشجار التي تزين مختلف شوارع وأحياء النبطية.
إحدى هاتين الشجرتين أصاب جذعها تجويف عميق أثّر سلباً في استمرار نموها بشكل طبيعي منذ سنوات عدة، بينما بدأت قشرتها الخارجية المعقدة والمنتفخة بالتفتت، فضلاً عن إصابتها بحشرة النمل الأبيض، لذلك ينصح المهندس الزراعي محمد الأخرس بضرورة معالجة هذا التفتت وطلائه بالمواد الحافظة كمادة الكلس قبل فوات الأوان، وهذا ما تقوم به البلدية من حين إلى آخر.

السابق
عزلة إسرائيل
التالي
إشكال مسلح في كترمايا