«الجهاديون» وسّعوا انتشارهم في لبنان

علم القاعدة

في 25 كانون الثاني، نشر المدعو “أبو سياف الأنصاري” تسجيلاً يعلن فيه إنشاء جناح لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في طرابلس ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي. “يعتقد الأنصاري أن دعوته لمحاربة “جيش الصليب اللبناني المدعوم من حزب اللات” (حزب الله) ستساعده في الحصول على الموارد اللازمة وتوحيد “جهاديي طرابلس” حول قيادته، في الوقت الذي يظهر جلياً تعاظم قوة الجهاديين يومياً”، وفق ما أورد تقرير نشره معهد “كارنيغي”.

وفيما ينقل تقرير “كارنيغي” عن مصادر في دار الفتوى تأكيدها وجود حوالي 3 آلاف سلفي في طرابلس من بين 500 ألف من المقيمين، يشير الى أن الانتشار السريع للحركة الجهادية المتشددة في المدينة بات مصدر قلق كبير، بالرغم من سجن عدد من هؤلاء بعد معركة البارد التي خاضها الجيش ضد تنظيم “فتح الإسلام”، مشدداً على أن الحرب السورية وانخراط “حزب الله” فيها أدى إلى استعار نشاطات هذه التنظيمات.

وأفاد كاتب التقرير رافائيل لو فيفر بأنه “حين أطلق بعض القادة السلفيين الدعوات لأتباعهم للانخراط في الحرب السورية في نيسان الماضي، لبّى كثيرون الدعوة وقدموا إلى طرابلس للتطوّع”. ونقل عن أحد القادة السلفيين البارزين إعلانه أن “200 جهادي توجّهوا بالفعل وقاتلوا في سوريا”، مؤكداً أن “الأزمة السورية عزّزت العمل السلفي الجهادي في لبنان”.

وأشار إلى أن بعض العائدين من القتال في دمشق انخرطوا في الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن، مشدداً على أن “تدفق الجهاديين عزز ميليشيات باب التبانة وجعل قدامى المحاربين يعودون إلى طرابلس بالخبرة والعتاد للانخراط في حرب المدن، فيما تؤكد التقارير الأخيرة أن أسلحة جديدة ومتطورة رصدت في حي سني (التبانة)، بما في ذلك مدافع الهاون والقاذفات الصاروخية”.

ولفت الكاتب الانتباه إلى أن “القتال بين السنّة والعلويين في طرابلس مرتبط ارتباطاً مباشراً بالصراع السوري من جهة ومحلي إلى حدٍّ كبير من جهة أخرى”، مشيراً إلى أنه بالنسبة إلى العديد من المسلّحين، فالقتال ضد “الحزب العربي الديموقراطي” هو سبيلٌ لكسب “الشرعية” المحلية ومساعدة المسلّحين في سوريا بطريقتهم الخاصة.

وأكد الكاتب أن “الجهاديين” السلفيين وسّعوا رقعة أهدافهم، إذ لم تعد تقتصر على المنطقة العلوية، مشيراً إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، لعب الجيش اللبناني دوراً فعالاً في محاولة لاحتواء الاشتباكات في طرابلس، وهو ما جعله على تماس مع “الجهاديين”، الذين حوّلوا وجهة بندقيّتهم إلى “الجيش الكافر” والدولة اللبنانية.

وأوضح أحد المسلّحين البارزين أن “الجيش، الذي يحصّن حزب الله، يحفر قبره بيده. فهو يلعب دوراً بارزاً في التبانة، وهو ما سيؤدي إلى تسريع دخول عناصر داعش وجبهة النصرة إلى طرابلس”.

وأشار الكاتب إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء المسلّحين لا يفرّقون بين الصراع في سوريا وفي لبنان. ونقل عن مصدر جهادي تحذيره من أن “لبنان، وطرابلس خاصة، هي مجرّد محافظات وقرى تابعة لدمشق. لقد بات واضحاً أن الدولة اللبنانية هي جزء من النظام السوري”.

وختم الكاتب: “بات الجهاديون يعتبرون مؤسسات الدولة (اللبنانية) أهدافاً مشروعة في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة المخاوف من انتشار داعش في لبنان بشكل كبير”.

السابق
«السفير»: البلد مقبل على مرحلة شديدة الخطورة
التالي
الراي الكويتية: حكومة امر واقع باتت محسومة!