حكومة الفضيحة المباركة: القتلة والعملاء الصهاينة

حكومة
إنها لفضيحة فعلا، أن تسود، في لحظة، أجواء التوافق على حكومة الثمانات الثلاث. والفضيحة هنا ليست في التوافق بل في الاسباب والظروف التي أدت إليه والملابسات المتصلة به.

قد يكون تدوير الزوايا أمرا ممكنا في الهندسة كما في السياسة، وربما يكون أمرا محببا حتى، لكن ما حصل حتى الآن يتجاوز أمر تدوير الزوايا، ليصل إلى حدود الإنقلاب على الذات.

تنازل محور حزب الله ومن يدور في فلكه عن الثلث الضامن أو المعطل، تأمينا للشراكة مع اولئك الذين يشكلون البيئة الحاضنة للتكفيريين، الذين هم جزء لا يتجزأ من المحور السعودي الصهيوني الاميركي، وبين قوسين، ذلك الأميريكي الذي يمثل محور الشر، وهو اليوم يسير في ركاب سائر دول الغرب ضمن حوار جدي وإيجابي مع ايران.

يتنازل محور الممانعة عن شكوكه وظنونه وتحفظاته وهواجسه، من اجل الشراكة الوطنية مع اولئك الذين تناولوا الغداء على مائدة السفارة الأميركية في حضور كوندوليزا رايس خلال عدوان 2006 . إنها سياسة اليد الممدودة، التي إذا امتدت فإنها تمتد للشراكة أو لفك الرقاب، وفي الحالتين تعتبر ممدودة .

في المقلب الآخر، قبلت قوى 14 آذار الشراكة، ولو مبدئيا، مع حزب ولاية الفقيه، الحزب الداعم للنظام السوري المجرم، قاتل النساء والأطفال. والأنكى، فإن المصلحة الوطنية العليا كما يدعي الفريقان، هي التي جعلت قوى 14 آذار تتشارك الحكم مع (القتلة) قتلة الشهداء من الرئيس الحريري إلى الوزير شطح(والقاتل واحد) .

أسئلة ثلاثة لا مناص من طرحها إزاء ما سبق:

1-  هل تراجع فريق الممانعة عن التهم التي كان يرمي بها الطرف الآخر، من العمالة الى دعم التكفيريين والإرتباط بالغرب؟ أم أن هذا الفريق نفسه قد وصل إلى اقتناع (وليس قناعة) بأن التهم السياسية عندما تصل الى ما وصلت إليه، فإنها تكرس الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ذي الكيان المتصدع .

2-  هل اقتنع فريق السيادة والحرية والإستقلال بأن في مشاركة حزب الله في سوريا مصلحة وطنية عليا، وهي قرار لبناني اتخذه الحزب لحماية اللبنانيين، وليس بطلب من الولي الفقيه؟ وفي السياق نفسه هل وصل الفريق نفسه إلى اقتناعات ومحصلات تحقيق، عشية بدء المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس الحريري، بأن لا علاقة لحزب الله بتلك الجريمة وأخواتها، أم أن ثمة استدراك بأن استباق التحقيق ورمي التهم يساهم في تعميق الشرخ القائم ويزيد من التعصب المذهبي المتفاقم؟

3-   بالنسبة للسؤالين السالفين، فالجواب ليس لدي . ولا أظنه لدى أحد. أما السؤال الثالث الذي املك جوابه، أو ربما أدعي ذلك فهو:  هل حسب كلا الطرفين أن في موقفه الهجومي ثم في تراجعه، ثمة مدّ وجزر يسيطران على علاقة اللبنانيين ببعضهم، بل ربما يهددان استمرار تلك العلاقة؟ واستطرادا، ولو افترضنا أن الفريقين يعيان النتائج السلبية التي أفضت إليها مواقفهما المتشنجة، فهل كان في حسابات كل منهما بأن هناك جمهورا قد يقف، فيما لو توفرت له، وفيه، أسباب المساءلة، ليسائل ويسأل عن سبب اتخاذ تلك المواقف ثم التراجع عنها.

الجواب الذي أملكه أو أدعي كما أسلفت، هو انه لو كانت للجماهير المتجمهرة المصطفة وراء الفريقين المتضادين، القدرة للإرتقاء من مستوى القطيعية العمياء، إلى مستوى المواطنية المنفتحة، او إلى سبيلها في أضعف الإيمان، لو كان لها ذلك، لفكر القياديون من الضفتين المتقابلتين ألف مرة قبل الإنجرار الى تلك المواقف وما تخللها من سب وشتيمة، وما تسببته من جروح في نفوس اللبنانيين وما القته بينهم من عداوة وبغضاء.

لو كان جمهور كلا الطرفين شعبا ذا عقل وحرية وقرار لنزع الخمار عن الوجوه التي تراجعت عن مواقفها.

بالعودة الى العنوان: حكومة الفضيحة المباركة، أشير إلى ان كلمة “المباركة” تعود الى الفضيحة، التي أسقطت الاقنعة، وليس الى الحكومة التي تضم المقنّعين.

 

السابق
توقيف مواطنين لحيازتهما لحشيشة الكيف
التالي
لبنان ومثقّفوه وفنانوه والشرخ العميق