السنيورة: الإصلاح ليس قصيدة تلقى من على المنابر بل هو فعل إلتزام وكفاح

أشار رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة إلى ان “التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية ولاسيما بلدان “الربيع العربي”، تطرح تساؤلات عدة حول كيفية تعزيز قدرتها على إكتساب الصفات الأساسية للحكم الرشيد الذي تطمح إليه الشعوب من خلال إصرارها على ولوج باب الإصلاح”، لافتاً إلى ان “العالم العربي يمر بمرحلة إنتقالية تاريخية وشديدة الخطورة ستحدد معالم ومستقبل منطقتنا وعلاقتنا مع جوارنا ومع العالم لعقود قادمة”.
وفي كلمة له خلال إفتتاح المؤتمر السنوي لشبكة معاهد ومراكز التدريب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان: “الدولة وقدراتها البشرية: تحدّي البناء في أزمنة التغيير”، أضاف ان “هذه المرحلة تتسم حالياً بالكثير من الغموض والضبابية، ويعود ذلك إلى عدد من العوامل والكوابح السياسية والأمنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة والمتداخلة، والتي تحدّ من قدرة دولنا ومجتمعاتنا العربية على التعامل والتلاؤم مع مقتضيات وتحديات الحاضر والمستقبل”.
كما أضاف: “علينا ألا ننسى أن أوروبا مثلاً قد خاضت قبلنا غمار مثيل هذه التجارب وعالجت الكثير من مسائلها وتحدياتها على مدى عشرات السنين حيث تعرضت لعدد من الاخفاقات في مسيرتها وهي مع ذلك لا تزال مستمرة تحاول وتسعى للتطوير والتلاؤم مع حركة التغيير التي لا تهدأ”، لافتاً إلى ان “لهفة شعوبنا للتقدم على مسارات المستقبل وحاجتها الماسةَ للتلاؤم مع التحديات القائمة والمرتقبة تحتم على دول العالم العربي العمل من أجل أن تختصر الزمن وأن تنجح في مواجهتها لهذه التحديات خلال بضع سنوات، وهي أهداف ربما ليس باليسير تحقيقها من دون إشكالات وإخفاقات بما في ذلك استطالة الفترات الزمنية اللازمة لذلك”.
ورأى اننا “نواجه بالتحديد مشكلة بناء الدولة العصرية في معظم الأنحاء، وعلينا أن نعالج مسائل التحول نحو أشكال جديدة من الممارسات الديمقراطية وصون الحريات، وعلينا أن نعالج أيضاً مسألة علاقة الدين بالدولة، والمسائل الأخرى المتعلقة بمعالجة مخاوف الاقليات وعلاقاتها بالمجتمع وبالدولة”، داعياً إلى “التعامل بحكمة وبجرأة مع التحديات الناتجة عن عدم التلاؤم بين الواقع والتوقعات”، مطالباً بـ”إدارة رشيقة تعتمد أشكالاً عصرية للمؤسسات وتخضع للمساءلة الصحيحة”، مشدداً على “وجوب أن ندرك جميعاً أن طريق الإصلاح موحشة وقليل روادها وسالكوها، وهي محفوفة بالمخاطر والإخفاقات، كذلك فإن علينا أن ندرك بالتالي أن الإصلاح ليس قصيدةً تلقى من على المنابر، بل هو فعل إيمان والتزام وعمل وكفاح ومثابرة وإثبات للذات وللمعنى والجدوى والفاعلية”.
ومن ناحية أخرى، إلتقى السنيورة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح في مكتبه، وجرى البحث في أوضاع لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب.
وأكد رئيس الوزراء الكويتي “إستعداد الكويت للوقوف دائما الى جانب لبنان في كل ما يطلب”.

السابق
لاريجاني: الحسابات الخاطئة للبعض عقدت الاوضاع بسوريا
التالي
مركز التراث اللبناني: ذاكرةُ السينما اللبنانية