فلسطين … الخاسر الأكبر من الربيع العربي!

احترق العالم العربي بما سمي “الربيع” وسالت الدماء وانتشر الدمار وسقطت أنظمة وانتشرت الطائفية والعصبية وانهارت المنظومة الأمنية والدينية وغابت فلسطين عن شعارات المجاهدين!.
خسر الجميع ، ولم يربح أحد حتى الآن، وصمد المقاومون وأفشلوا المشروع الأميركي – الصهيوني، لكن الثمن كان باهظاً عشرات الآلاف من الضحايا والدمار وتفتت الدول… والخاسر الأكبر فلسطين – القضية والشعب

لقد خسر الفلسطينيون المكتسبات التالية:
– سقطت القضية الفلسطينية من اهتمامات الدول والشعوب والأحزاب العربية وصارت قضية هامشية لأن كل الأنظمة والشعوب والأحزاب مشغولة بأحداث بلدانها.
– تدخلت بعض الفصائل الفلسطينية في أحداث الربيع العربي بشكل ميداني ومباشر بخاصة حركة “حماس” وأعلنت انحيازها لجماعة الاخوان المسلمين ما جعلها في مواجهة الشعب والنظام في مصر وتخلت عن حلفائها التاريخيين (ايران – سورية – حزب الله) ودفعت ثمن ذلك حصاراً لقطاع غزة.
– خسرت سورية مقراً وحاضناً وحليفاً وخسرت المخيمات في سورية لأنها أدخلتها في آتون الصراع السوري وكان مخيم اليرموك الضحية الأبرز في سورية.
– انكفأت “حماس” كحركة مقاومة ولم تتصالح مع فتح (السلطة) والعرب مشغولون بمشاكلهم فخسر الفلسطينيون وحدة القرار وقوة الحلفاء، فتحولوا الى مفاوضين “عراة” أمام الوحش الصهيوني والابتزاز الأميركي وتقاطع المصالح الخليجية – الاسرائيلية وصار الفلسطينيون لقمة سائغة في المفاوضات ما يهدد الحقوق ويضيع المكتسبات.
– خسر الفلسطينيون دعم بعض الدول الخليجية (السعودية – الامارات …) لوقوفهم الى جانب الاخوان المسلمين في مصر.
– خسر الفلسطينيون حتى الآن (الأردن العام 1970 – الكويت والعراق بعد العام 1990 – مصر بعد حكم الاخوان – سورية بعد الثورة السورية – ايران بعد موقف حماس من سورية وحزب الله – وخسروا أكثر من نصف لبنان بسبب مواقفهم داخل المخيمات الفلسطينية وعدم تصديهم للجماعات الاسلامية المتطرفة…).

ماذا بقي للفلسطينيين في العالم العربي ؟
– خسر الفلسطينيون التمويل والدعم العسكري اللذين لن تعوضهما قطر وتركيا وغيرهما فدور هذه الدول هو تدمير المقاومة وانهاؤها وهذا ما صرح به حمد بن جاسم قبل عامين عندما قال” لقد انتهت حماس كحركة مقاومة مسلحة”.
– يكاد الفلسطينيون يخسرون مخيماتهم ولم يتعظوا مما جرى في مخيم اليرموك ومخيم نهرالبارد…. ألا يعرف الاخوة الفلسطينيون أن الهدف الاسرائيلي الأساس هو الغاء ما يسمى “المخيمات الفلسطينية” لمحو كلمة “لاجئين” للوصول الى الغاء “حق العودة” والوسيلة الحركات التكفيرية المتطرفة التي تحقق عن غير قصد الأهداف الاسرائيلية من حيث اعتقادها أنها تجاهد في سبيل الله!

ماذا يربح الفلسطينيون من “الربيع العربي” والسلطات التي أنتجها هذا الربيع ، اعترفت بكامب ديفيد وخاطبت الرئيس الاسرائيلي “بالصديق العزيز” ولم تجرم التطبيع مع العدو كما حصل في تونس، لم يربح الفلسطينيون (حماس والسلطة) سوى تسهيلات قطر بافراغ فلسطين من شبابها(40ألفا) لبناء اهرامات قطر الأولومبية، فبدل حق العودة يكون التهجير للعمل والارتزاق !

ماذا سيربح الفلسطينيون اذا قسمت سورية أو العراق …؟
ماذا سيربح الفلسطينيون اذا هزم الجيش المصري وتدهور الوضع الأمني في مصر؟
ماذا سيربح الفلسطينيون اذا هزمت المقاومة في لبنان؟ !!
ماذا سيربح الفلسطينيون اذا خسروا ايران وسورية والمقاومة … فهل سيستقبلهم الملوك والأمراء عمالا بدل الآسيويين والهنود ام مقاومين؟
ماذا سيربح الفلسطينيون… والانتحاريون يفجرون انفسهم في بلاد العرب ويهادنون اسرائيل؟

أيها الاخوان الفلسطينيون
لم يفت الأوان بعد وان كان متأخراً … عودوا الى قضيتكم وقضيتنا وهي تحرير فلسطين … دمنا دمكم … ونحن واياكم ضحايا … وبدل أن تتواجه بنادقنا لنقتل بعضنا، فلنتحد لمواجهة عدونا الاسرائيلي.
لا تفرحوا بالشعارات … ولا ببعض الفنادق … فالعودة الى فلسطين أفضل بآلاف المرات… وابدؤوا بتطبيق الديمقراطية حيث تحكمون ، بدل أن تدعموها في العالم العربي.

السابق
على خطى إيران!
التالي
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنفي صدور أي تصريح عنها بخصوص الأطرش