نائب بريطاني لجنوبية: بيروت تشبه بلفاست.. والحلّ بالتسامح

جيفري
"أرى بيروت حزينة، إنها تتشابه مع بلفاست، تحاول أن تخرج من مأزق النزاعات، وهناك من يشدها إلى الخلف، لكن التاريخ يسير إلى الأمام دوماً ولا خيار أمام الجمهور سوى البدء بنشر ثقافة التسامح التي تؤدي حتماً إلى المصالحة لبناء هوية مشتركة تفسح المجال أمام مختلف المكونات لتحافظ على هوياتها الفرعية التي لم تتعارض مع الهوية العامة"، يقول لـ"جنوبية" عضو مجلس العموم البريطاني جيفري دونالدسون بعد أن أمضى ثلاثة أيام في لبنان في زيارة خاصة بصفته رئيس معهد كوزواي الدولي لبناء السلام.

عاد اليوم إلى لندن عضو مجلس العموم البريطاني جيفري دونالدسون بعد أن أمضى ثلاثة أيام في لبنان في زيارة خاصة بصفته رئيس معهد كوزواي الدولي لبناء السلام وحل النزاعات. وشارك في اجتماع عقدته الشبكة العربية للتسامح وخُصص لوضع خطة استراتيجية لها للسنوات الثلاث القادمة.

ودونالدسون نائب عن مدينة بلفاست في ايرلندا الشمالية، وناشط مدني معروف، وقد شارك في وضع خطة السلام ما بين الحكم البريطاني المركزي ومعارضيه في ايرلندا الشمالية عام 1998، ما عرف باتفاق الجمعة العظيمة.

ويحاول دونالدسون أن يركز على مسألة الهوية التي تشكل المسألة الأكثر اثارة للسجال في الزمان الحاضر، فيقول في حديث خاص لـ”جنوبية”: “عندما يشعر الانسان أن الهوية التي يؤمن بها في خطر بسبب تسلط الآخر، فيرى أن الصراع مع الآخر يستلزم قدراً من العنف، الذي يغطي الجوانب الأخرى من العلاقة مع الآخر. هنا في هذه المنطقة يبرز الصراع بين السنة والشيعة، بين المسلم والمسيحي، بين المسلم واليهودي من دون أن ينسى أن يشير إلى أن هناك قواسم مشتركة بين جميع هذه المعتقدات”.

ويضيف :”عندنا هناك نزاع بين البروتستانت والكاثوليك، ونعتقد أن الحل الأمثل هو الحوار بين الأطراف المتصارعة وتحسين التفاهم ما بين السياسيين والاتجاهات الدينية المختلفة”.

ويؤشر في حديثه إلى أهمية التعليم والمناهج التربوية للعب دور في نشر ثقافة التسامح ونبذ التعصب وقبول الآخر وحقه أن يكون مختلفاً عنك، وحقه في هويته الفرعية في ظل هوية عامة  تجمع الكل.

وعن المهام التي يقوم بها معهده مع غيره من منظمات المجتمع المدني في ايرلندا الشمالية، يوضح :”ما زلنا حتى هذه اللحظة نعمل على منع الصراعات بين المكونات الاجتماعية في بلدنا، وعلى الرغم من مرور نحو 15 عاماً على التسوية التي تمت، ما زلنا نعمل على نشر ثقافة التسامح، ولم نصل إلى مرحلة المصالحة الفعلية، بل نناقش كيف يمكن أن نطور عملنا وصولاً إلى اجراء المصالحات الوطنية بين المكونات”.

ويعود دونالدسون للحديث عن الهوية، “هويتنا مهمة جداً وخصوصاً أن عناصرها في هذا الزمن صارت مركبة، فيجب أن لا تطغى عناصرها الفرعية على العنصر الجامع”.

وعن خطط المستقبل يشير إلى “اننا نتعامل حالياً مع الأعراض الناتجة عن الصراعات ولم نصل إلى معالجة جذور الصراع وربما الجيل القادم يتحمل هذه المسؤولية”.

وعن رأيه في بيروت التي تشهد حروباً مشابهة للنزاعات في بلده يقول :”أرى بيروت حزينة، إنها تتشابه مع بلفاست، تحاول أن تخرج من مأزق النزاعات، وهناك من يشدها إلى الخلف، لكن التاريخ يسير إلى الأمام دوماً ولا خيار أمام الجمهور سوى البدء بنشر ثقافة التسامح التي تؤدي حتماً إلى المصالحة لبناء هوية مشتركة تفسح المجال أمام مختلف المكونات لتحافظ على هوياتها الفرعية التي لم تتعارض مع الهوية العامة”.

وعن الهدف من الزيارة يوضح :”جئت إلى بيروت للمشاركة في نقاش الخطة الاستراتيجية للشبكة العربية للتسامح والتي أرجو أن تركز على دور الاعلام وتأثيره على الرأي العام وعلى دور شبكات التواصل الاجتماعي وكيف تساعد على نشر الثقافة المطلوبة، كذلك العمل على تطوير المناهج التربوية كي تساهم في نشر التسامح. وأخيراً التركيز على حقوق الانسان والوقوف في وجه الانتهاكات التي تمارس عليها”.

السابق
الجديد تروّج لعميل اسرائيلي في اغتيال الحريري
التالي
اللقاء الروحي الاسلامي المسيحي في صيدا