لعِب الوَرق… لمحاربة الألزهايمر؟

ورق

هل يمكن للعبة مؤلّفة من 52 ورقة أن تكون أكثر فاعليّة من أي دواء آخر للحفاظ على شباب الدماغ؟ سؤال أثار حيرة العلماء الذين انشغلوا في إجراء الدراسات تباعاً لمعرفة مميزات لعبة الورق وتحديداً الـ»بريدج» (Bridge) التي يعشقها كثيرون في مختلف أرجاء العالم.

عُرفت «البريدج» منذ مئات الأعوام، وهي تُصنّف ضمن ألعاب الذكاء، وهي مناسبة للأشخاص الذين يُجيدون التفكير المنطقيّ والإحصاء. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه اللعبة التي غالباً ما تكون مؤلّفة من أربعة لاعبين يحصل كلّ واحد منهم على 13 ورقة، يمكن تعلّمها في أيّ عمر، تماماً مثل الألعاب الذهنيّة الأخرى. لكن ما الذي يجمعها بمرض الألزهايمر؟

يدرك العلماء جيداً أنّ خطر الإصابة بالخرف مرتبط بالوراثة والنظام الغذائي وحتّى التمارين البدنيّة. غير أنّه أضحى واضحاً أنّ ممارسة أيّ نشاط فكريّ، مثل القراءة والكلمات المتقاطعة، يساهم في تأخير ظهور أعراض العته (آفة ناشئة عن الذات توجب خللاً في العقل). وعندما نتحدّث عن لعبة «البريدج» التي يصفها العلماء بـ «ملكة الألعاب» لأنها تجمع بين الإستراتيجيّة والمنافسة والتركيز والذاكرة، يبدو أنّها تشكّل حليفاً لنا للحفاظ على قدراتنا الإدراكيّة.

وعلى عكس الأنواع الأخرى من الألعاب الأكثر ميكانيكيّة، تشكّل «البريدج» فرصة وضع اللاعب في مواجهة أوضاع جديدة باستمرار، وفقاً للإحتمالات المتعدّدة لمزيج من الأوراق والإستراتيجيات التي يعتمدها شركاء اللعب. غير أنّه كلّما كان الإنسان في حاجة إلى إدارة مواقف جديدة، أصبح أكثر قدرة على حلّها. كذلك، تسمح «البريدج» في تغيير استراتيجيتها خلال اللعبة، استناداً إلى معلومات جديدة يقدّمها اللاعبون الآخرون. باختصار، هذه اللعبة هي أشبه بتحدّ للدماغ.

وبحسب دراسة أميركية نُشرت في The New England Journal of Medicine، إنّ لعب «البريدج» أو الشطرنج أو العزف على آلة موسيقيّة أو حلّ الكلمات المتقاطعة يخفّض بوضوح خطر نموّ مرض الألزهايمر. ووجد الباحثون أنّ خطر إصابة لاعبي «البريدج» بالألزهايمر انخفض بنسبة 75 في المئة، فيما تقلّصت فرص إصابة محبّي الكلمات المتقاطعة بالمرض إلى 38 في المئة.

والفضل في تفوّق لعبة الورق يعود خصوصاً إلى طابعها الودّي. فاللعب ضمن فريق منقسم بين شريكين ضدّ آخرين، يعزّز التضامن والمنافسة، ذلك أنّ متعة اللعب ضمن فريق والربح يعززان النشاط الفكريّ ويسمحان باكتساب فوائد اضافية.

من جهة أخرى، ندرك جميعنا أنّ الشخص المنعزل يزداد خطر إصابته بمرض الألزهايمر. وفي دراسة فرنسيّة أجراها المعهد الوطني للصحّة والبحوث الطبّية (INSERM)، ثبُت أنّ الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً فكريّاً ترفيهيّاً محفّزاً أقلّه مرّتين أسبوعياً، هم مرّتين أقلّ عرضة للإصابة بالخرف أو بالألزهايمر، مقارنة بالذين يمارسون نشاطات مماثلة أقلّ من مرّة أسبوعيّاًَ.

نستنتج أنّ سرّ الحفاظ على شباب دماغك يتحقق من خلال تعزيز الصداقات والذكاء، وتحديداً من خلال لعب الورق، فضلاً عن ضرورة عيش حياة رياضية منتظمة وتناول غذاء صحّي.

السابق
وفاة عروس بسبب صور زفافها !
التالي
فقدت عذريتي على مقعد الفولفو الأمامي