تسعة عشر نقشاً رأيتهم له شاهدين

لبنان
لقد أخذوا منا كل شيء نعرفه ونحبه ونتعامل معه. والسؤال المطروح الآن هو: ماذا سيقدم هؤلاء مكان ما أخذوا لنشيد عليه وجودنا الذي يدعون أنهم ينشدونه لنا لقد هدمتم بيوتنا فهل أنتم مبدلوها بقصور؟ ساهمت في قتل أولادنا فهل لكم القدرة على بعثهم من جديد؟ أظلمتم الطريق التي نعبر عليها فهل تهبوا لنا في الظلمة نور؟

حبل بلا ولادة إلا بفعل زنى، ومحاولة الإحياء بطهره لن يقابل إلا بنفاق المضطر إلى الخلاص من ظلم منافق مسؤول بالغصب يعاقب العين على ما ترى من إختلاف الالوان. حبل سببه حرام وانتصار مغلوب والنتيجة مولود (أي حكومة) لا يمكن محاسبته على اكتئاب أوابتهاج تماما كالقلب المغروس في الجسد والعاقبة على من أيقن الجرم فقتل تضرعاً وتقرباً أملاً بحسن الجوار .

لقد أخذوا منا كل شيء نعرفه ونحبه ونتعامل معه. والسؤال المطروح الآن هو: ماذا سيقدم هؤلاء مكان ما أخذوا لنشيد عليه وجودنا الذي يدعون أنهم ينشدونه لنا لقد هدمتم بيوتنا فهل أنتم مبدلوها بقصور؟ ساهمت في قتل أولادنا فهل لكم القدرة على بعثهم من جديد؟ أظلمتم الطريق التي نعبر عليها فهل تهبوا لنا في الظلمة نور؟ هم لا يرون لان لهم عيون. النعمة انقلبت لعنة.. وعقوبة ذلك أننا نقف أمام صورة متصادمة متناقضة تجسد صراعات السيد مع الشيخ ، البيك مع الاستاذ ، الحكيم مع الجنرال، واصحاب السعادة مع المعالي.

تمنع الرؤيا ويكثر المتفلسفون، المفكرون والمخترعون، الصالحون والمستشرفون بالطهر. وفي المقابل فإنّ الله لم يكتب لنا (إلى الآن) أن نعاصر صاحب رؤية منذ زمن أرسطو وأفلاطون وسقراط وصولاً لخاتم الانبياء والمرسلين. الراقدون أمامنا ليسوا إلا عبّاد مرآة ، يقفون امامها عند خروجهم وولوجهم بخشوع وإجلال يجمعون لها كل الرضى والتركيز، يتفوقون أمامها على حواسهم ، الطموح بالتعريف ليس لعبد تابع ولا لمحكوم عابر ولا كان يوماً لمأمور خاضع والضرورة لا تخضع العقل ولا تقصيه. وللناس رؤوس كما كل الكائنات والعيون ليست حكراً على أحد. هي في الجراد والحشرات وعند البهائم والأغبياء. والشمس ليست إلهاماً ومجداً. كتب عنها الشعراء، مجدتها الأساطير، حكى عنها الواعظون وعبرت عنها بطريقتها مثلهم الدواب والأنعام.

إن الشيء بأسبابه محتوم وبدونه لن يكون والهزيمة مسؤول عنها المهزوم والإقتناع بعكس ذلك مرفوض. والذي أوجد العقل ليس إلا كثرة المهرجين والمكذبين وعباد الأساطير الضالين. واستعمال الشيء لا يكون إلا بعد وجوده. والحاجة لا تكون إلا للذات. والقمر لم يتربع على عرش السماء في الليلة الظلماء إحتراماً لعيوننا ولا عيوننا بالاصل خلقت إبتهاجاً بمولده.

مقتل اللبنانيين وتقاتلهم ليس إلا نتيجة تحديقهم في مذاهبهم وزعماء طوائفهم. والهيكل لا يقوم على عامود واحد. والتاريخ إن كتبه هؤلاء سيسهم في خراب وطن شهد له التاريخ أنّه غسل قدميه عند البحر وخلّف لنا تسعة عشر نقشاً بلغات ثمانية، بدءاً من المصرية، فالآشورية، فالبابلية، فاليونانية، فاللاتينية، فالفرنسية والإنكليزية والعربية.

السابق
قرى مسيحية في البقاع تنظم “حراسات” لمنع الامتدادات السورية
التالي
اختراع اليهود