الضاحية تواجه المحكمة الخاصة بلبنان… باللامبالاة

بينما كانت أنظار العالم تتجه الى انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كان جمهور حزب الله يشاهد هذه اللحظة المهمة من تاريخ وطننا بكثير من اللامبالاة.

الحدث من حيث دلالاته السياسية يعتبره أحد الشباب الداعمين لحزب الله، لا يتعدى كونه مسرحية وهمية، وإن كان لا ينفي أنه، ككثيرين من أبناء الضاحية، شاهد الجلسة الأولى من المحكمة علّه يجد معلومات جديدة أو مقاربات مختلفة عن تلك التي سمعها في الإعلام في السنوات التسع الأخيرة، لكنه لم يعثر على أي جديد.

يرى رامي، وهو شاب آخر من الضاحية، أن الدلائل التي تقدمت بها المحكمة ليست حقيقية، “فالاتصالات لا تُعتبر في عصرنا هذا دليلاً حقيقياً، خصوصاً أن إسرائيل تخترق شبكة الاتصالات”.

وفي أحد مقاهي الضاحية، تحوّل الحديث عن ألوان الهواتف التي تحدث عنها مكتب الادعاء في المحكمة إلى نكتة يتناقلها الجميع. أخذ الحاضرون يسألون بعضهم بعضاً عن ألوان هواتفهم، وكلما اتصل أحد بهم،يسألونه عن لون هاتفه.

أما علي فيسأل كيف يمكن لمن خطّط لعملية بحجم اغتيال الحريري أن يخطئ ويتصل بصديقته، معتبراً أن كل الأدلة التي قُدّمت يعرفها جمهور المقاومة، “وهي ليست إلا أدلة مفبركة”.

تخبرنا سيدة تعيش في الضاحية الجنوبية،رفضت الكشف عن اسمها، أن المحيطين بها أكدوا لها أن المحكمة لا تعنيهم، لكن بعضهم شاهدوا انطلاقتها وكأنهم يسترقون النظر. ولفتت الى أن الأحكام المسبقة، كانت موجودة حتى عند من شاهد الجلسة الأولى من باب الفضول، قبل الاستماع إلى مرافعة القاضي: “هي مؤامرة لاستهداف المقاومة”.

وعن خوف أو ترقب تعيشه الضاحية الجنوبية بسبب المحكمة، يشدد عباس، أحد سكان الشياح لـNOW، على أن الضاحية غير معنية بالمحكمة وبأحكامها، قائلاً: “إذا أرادوا أن يحاكموا المتهمين الخمسة، فليحضروهم ويحاكمهوهم إذا استطاعوا”.

ويؤكد عباس أن نسبة الذين شاهدوا انطلاقة جلسات المحكمة قليلة جداً، وحتى الأحاديث عنها بين أهالي الضاحية تكاد تكون معدومة، “فهم غير معنيين بعمل هذه المحكمة المسيّسة”.

السابق
تقرير ل «الجديد» عن أرقام الهواتف التي ذكرت في المحكمة الدولية
التالي
الإئتلاف الوطني السوري يقرر المشاركة في مؤتمر جنيف-2