مقتل وابل عبد الله ابن الخيام في كابول

وابل عبدالله
وابل عبد الله، الذي قتل في التفجير الانتحاري في كابول بأفغانستان مسء الجمعة عمره 60 سنة، وكان ممثلا لصندوق النقد الدولي منذ 2008 في أفغانستان، واسمه الكامل هو خنجر وابل عبد الله، وهو من بلدة الخيام بقضاء مرجعيون جنوب لبنان. وعلمت "جنوبية" أنّ وابل هو حفيد خنجر عبد الله، أحد زعماء جبل عامل ووجهائه، وعمّه ممدوح عبد الله كان نائبا، وجدّه كان من وجهاء الجنوب، ووالده المهندس حسين عبد الله كان وزيرا عن محافظة الجنوب من نيسان 1951 الى تموز 1953

هزّ الجنوب اللبناني خبر التفجير الذي شهده أرقى أحياء العاصمة الأفغانية، ليلة الجمعة، وحصد أكثر من 15 ضحية، بينهم دبلوماسيون وعمال إغاثة ومواطنون أفغان، فيما كان من بين أبرز الضحايا اللبناني الجنوبي وابل حسين عبد الله، ممثل صندوق النقد الدولي، ابن بلدة الخيام في قضاء مرجعيون، إلى جانب صاحب المطعم المستهدف بالتفجير كمال حمادة، ودبلوماسيان كنديان وآخر بريطاني.
وتعَرَّض مطعم (Taverna) الذي يقع في حي وزير أكبر خان، حيث منازل الطبقة الراقية والشخصيات الدبلوماسية وعدد من السفارات الأجنبية، لهجوم نفذته مجموعة من حركة “طالبان” بادرت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة وانتحاري فجر نفسه.
ووقع الهجوم قرب وقت العشاء في الحي الذي يتمتع بحراسة مشددة، ويعيش فيه كثير من الأثرياء الأفغان، وأعقب الهجوم إطلاق رصاص. وأعلنت حركة “طالبان” على لسان الناطق باسمها ظبي الله مجاهد، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم.
وأوضح متحدث باسم “طالبان” أن القتلى ألمان، وفي برلين أكَّدَت وزارة الخارجية الالمانية أنها لا تستطيع تأكيد مقتل مواطنين ألمان.
وأعلن مصدر أمني “في البداية وقع هجوم انتحاري قرب مطعم يرتاده الأجانب، حيث فجَّر رجل متفجرات وضعها حول جسده، ثم دخل متمرد أو اثنان المطعم”.
وأوضح مصدر أفغاني أن المطعم الذي يتمتع بحراسة مشددة يتولى تفتيش زواره، ويقبع مدخله خلف أكياس رملية، وأعلن مسؤولون في إحدى المنظمات الدولية العاملة هناك أن مندوب صندوق النقد الدولي وائل عبدالله، 60 عامًا، كان من بين الضحايا.
ووفقًا لسالانغي فقد قُتل المهاجمون الثلاثة، حيث تولى أحدهم تفجير نفسه، وأخذ المسلَّحان الأخران في إطلاق النار على من كان موجودًا في المطعم الذي يُعرف بازدحامه على مدى أيام الأسبوع، وبشكل مميز ليلتي الجمعة والسبت.
ويدير وائل عبد الله (60 عامًا) الذي يحمل الجنسية اللبنانية مكتب صندوق النقد الدولي في العاصمة الافغانية منذ 2008. وأكَّد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق “أن مثل هذه الهجمات على المدنيين غير مقبولة تمامًا، وتُعد خرقًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقف على الفور”.
وتَقَع سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا مع سفارات عدة في هذا الحي الراقي، لكن أيًا منهما لم يتعرض لأضرار، ودانت الولايات المتحدة العملية، ووصفتها بـ “الإرهابية”.
وذكرت شبكة “يورونيوز” الأوروبية اليوم السبت أن متحدثاً باسم حركة طالبان أعلن في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مسؤولية الحركة عن الهجوم، وأوضح أنه يأتي رداً على قصف جوي أودى بحياة مدنيين في إقليم باروان قبل عدة أيام.
من جانبه، أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاى الحادث الذي أودى بحياة 13 أجنبياً بينهم ممثل صندوق النقد الدولي في أفغانستان وابل عبد الله بالإضافة إلى ثمانية مدنيين.
وقد اتصلت “العربية” برقمي هاتفي جوال لديها بكامل حمادة، لكن أحدهما كان متوقفا والثاني يبث رسالة بأنه مشغول. وكانت تعرف صاحب مطعم Taverna Du Liban أو “حانة لبنان” عبر الهاتف فقط، لأنها اتصلت به مرتين في 2008 للكتابة عن تأسيسه لمطعم من نوع فاخر جدا، وفي بلد خطير كأفغانستان، لكنه لم يرحب بالفكرة، ربما لرغبة منه في الابتعاد عن الأضواء في بلد يفرض عليه أن يكون حذرا، لذلك رفض حتى أن يرسل صورته لتحتفظ بها “العربية” كأرشيف. أما مدير المطعم الذي ذكرت “واشنطن بوست” بأنه بين القتلى، فليس معروفا إذا كان لبنانيا.

وبحسب “العربية” فإنّ كامل حمادة أنه في أواخر الأربعينات من عمره ومتخرج بالحقوق، وكان يقيم سابقا في أوكرانيا حيث افتتح مطعما لبنانيا، ثم غادرها إلى كابول التي كان يتردد للإقامة فيها أو بيروت حيث ترك زوجته وولديه بعيدا عن أخطار أفغانستان. وحمادة هو من بلدة “بعقلين” البعيدة في قضاء الشوف 40 كيلومترا عن بيروت، وكان يحضر للاحتفال هذا العام بمرور 10 أعوام على افتتاحه للمطعم في 2004 قريبا من فندق “هيتال” الذي كان يملكه الرئيس الأفغاني الأسبق، برهان الدين رباني، القتيل في أواخر 2011 بهجوم انتحاري استهدف منزله في كابول.

كما علمت “العربية” من الزميلة رولا الخطيب، التي زارت “تافرنا دو ليبان” في 2010 وتعرفت إلى صاحبه، أنه أخبرها بإقامته لفترة في العراق، وأن لديه ابنتين مع والدتهما اللبنانية في بيروت، وكان شديد الحذر الى درجة أن منزله كان والمطعم في مبنى واحد، “وحين دخلت رأيت بين 4 و5 حراس وأنا أعبر ممرا طويلا قادني الى مكتبه في المطعم” على حد ما ذكرت.

أما اللبناني الثاني، وابل عبد الله، فعمره 60 سنة، وكان ممثلا لصندوق النقد الدولي منذ 2008 في أفغانستان، واسمه الكامل هو خنجر وابل عبد الله، وهو من بلدة “الخيام” بقضاء مرجعيون في الجنوب اللبناني، بحسب ما جمعت “العربية.نت” ما تيسر عنه من معلومات، ومنها أنه الابن البكر لحسين خنجر عبد الله، النائب في مجلس النواب اللبناني والوزير مرتين بالخمسينات، ثم السفير فوق العادة للبنان لدى تونس وإيران ومصر ونيجيريا، قبل وفاته في 2003 بباريس.

وعلمت “جنوبية” أنّ وابل هو حفيد خنجر عبد الله، أحد زعماء جبل عامل ووجهائه، وعمّه ممدوح عبد الله كان نائبا، وجدّه كان من وجهاء الجنوب، ووالده المهندس حسين عبد الله كان وزيرا عن محافظة الجنوب من نيسان 1951 الى تموز 1953 منتخبا على القائمة المشتركة لرياض الصلح وزعيم الجنوب حينذاك أحمد عبد اللطيف الأسعد وكان رئيس لجنة الأشغال النيابية وكان اوّل جنوبي من خارج آل الأسعد يتولّى الوزارة فكان وزير الأنباء (الإعلام) والبري والبرق والهاتف (الإتصالات). وقبلها وبعدها عمل سفيرا هو الذي كان مهندس مشروع الليطاني، وكان أيضا رئيس مجلس إدارة مصلحة للكهرباء والماء في إحدى المحافظات، وعضو المجلس الأعلى للجمارك، ثم مديرا عاما لوزرة الزراعة. وتنقّل في السلك الدبلوماسي بين قارتي أسيا وأفريقيا لأنّ العواصم الكبرى كانت حكرا على مذاهب معيّنة حينها.

كما أنّ جدّ والد وابل لأمّه، أي والد جدّته، كان الشيخ المرجع المرحوم عبد الحسين ابراهيم صادق (1862- 1942).

و آل عبد الله هم تنوخيون، من عشائر الدوحة التنوخية الاثنتي عشرة التي دخلت الى لبنان بعيد الفتح الاسلامي لبلاد الشام، واستطونت لاحقا في بلدة الخيام – مرجعيون منذ مطلع القرن الثامن عشر.

السابق
محنة اليرموك المزدوجة
التالي
وفاة الدبلوماسي الايراني الذي اطلق عليه النار باليمن