سمير فرنجية: نحن على أبواب مرحلة جديدة عناوينها الاتفاق النووي

قال عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية “إننا نشهد اليوم نهاية مرحلة تاريخية، نهاية نظام عمل كل ما في وسعه منذ سبعينيات القرن الماضي لوضع يده على لبنان، فلعب دورا حاسما في تأجيج الحروب التي دمرت بلدنا على مدى عقود، مستغلا التباينات القائمة في مجتمعنا الشديد التنوع، وضعف دولتنا المشلولة بالصراعات الطائفية المقيتة، فأزكى العنف بكافة أشكاله، وشمله برعايته الدائمة، وسد أبواب أي تفاهم داخلي، ما استطاع الى ذلك سبيلا”.

وخلال ندوة نظمتها منسقية التثقيف السياسي في “تيار المستقبل”، في مقرها في طرابلس، حضرها النائب بدر ونوس، عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل”، منسق عام طرابلس الدكتور مصطفى علوش، أعضاء مكتب ومجلس المنسقية، وحشد من أعضاء التيار، وأدارها منسق التثقيف السياسي في طرابلس الدكتور أحمد الرافعي، رأى فرنجية أننا “نشهد نهاية نظام اقليمي حول لبنان الى ساحة صراع بين أطرافه، وهو نظام نشأ مع تنطح كل من اسرائيل وايران لمواصلة الحرب الباردة في الشرق الأوسط، وتقاسم النفوذ فيه بعد سقوط جدار برلين: الأولى بادعائها وراثة الولايات المتحدة، والتحدث باسم “العالم الحر”، والثانية بادعائها وراثة الاتحاد السوفياتي، والتحدث باسم “العالم الاسلامي”.

وأشار إلى أنه “بعد سنوات عجاف من حرب تقاسم النفوذ، انتهت ايران الى اطلاق صوت الاستغاثة قبيل نهاية السنة الفائتة، تحت وطأة الاستنزاف المخيف الذي أصابها. فأذعنت لشروط المجتمع الدولي في مسألتي الكيميائي السوري والنووي الايراني. كما تراجع النظام الحاكم فيها امام معارضة داخلية قوية، ترفض سياسة تصدير الثورة والانفاق المجنون على أهداف توسعية في المنطقة. أما اسرائيل فبات من الثابت تهميش دورها، وتقييد حركتها التدخلية في المنطقة، بعد ان فرض عليها معاودة المفاوضات مع الفلسطينيين”.

ولفت إلى أننا “نشهد نهاية حزب نقلته محاولاته اليائسة لانقاذ النظام السوري من حالة الى أخرى، من حزب لبناني تدعمه ايران في مواجهة اسرائيل، الى حزب تستخدمه ايران، وتضحي بكل رصيده، على أمل تأخير سقوط النظام في سوريا، من حزب يدعي الدفاع عن المظلومين في مواجهة الظالمين، الى حزب شريك في جريمة ضد الانسانية، يرتكبها النظام السوري بحق شعبه المظلوم”.

وقال: “نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة عناوينها الخارجية بدأت تتوضح، اتفاق على الملف النووي بين ايران والمجتمع الدولي، اقامة سلطة انتقالية في سوريا سيتم البحث في طبيعتها في جنيف 2، وتجديد مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

أضاف ان “لتيار الستقبل الذي رفع من هنا، من طرابلس، شعار “لبنان أولا”، دورا أساسيا في معركة بناء سلام لبنان الدائم، وذلك من خلال حمل لواء اسلام الاعتدال في وجه اسلام التطرف في لبنان، وأيضا في العالم العربي. هذا الدور أساسي ولا يستطيع أحد خارج تيار المستقبل القيام به، انه دور أساسي لحماية لبنان من تطرف مقيم يعمل على فرز تطرف آخر في واجهته، لتبرير تطرفه وتحصين نفسه. وهو دور أساسي لحماية المنطقة من مشاريع الفتن التي تتهددها”.

وتابع “لطرابلس التي يرديها البعض “قندهار” البحر المتوسط، دور مهم في اعطاء المثال على كيفية تجاوز الفتن، والتمسك بالعيش المشترك بين كل مكوناتها الطائفية والمذهبية. وذلك رغم كل الجهود المبذولة منذ سنوات لدفع أهلها الى اعتماد العنف في مواجهة العنف الذي يتعرضون له، وصولا الى تبني مقولة الأمن الذاتي بديلا عن أمن شرعي لم تعد الدولة توفره. بامكان هذه المدينة التي عانت الاهمال في زمن السلام، والقمع في زمن الوصاية، اعطاء اشارتين مهمتين لمستقبل لبنان ومستقبل سوريا”.

واعتبر أن “الاشارة الأولى، هي في استعادة هذه المدينة دورها التاريخي في احتضان العيش المشترك، وذلك بعدما جرى تعطيل دور بيروت في العام 2008، وصيدا العام 2013، وجعلها رأس حربة في معركة سلام لبنان. والاشارة الثانية، هي قطع الطريق على كل المحاولات التي يبذلها النظام السوري لتحويل انتفاضة شعبية في سوريا الى حرب أهلية، وذلك باعادة تجيد العيش المشترك السني- العلوي في لبنان، كرد على ما هو حاصل في سوريا”.

السابق
بعد ثلاثين عاما.. أخيرا؟
التالي
بدر الدين في عيون الادّعاء: شبح متعدد العلاقات النسائية ويملك يختاً