المدينة السعودية: لبنان بدا وكأنه نموذج مصغر لما يحدث في سوريا

أشارت صحيفة “المدينة” السعودية إلى انه “لم يعد من الصعب إدراك المراقب أن الأزمة السورية تبلورت خلال ما يقارب 3 سنوات عن عدة حقائق، أهمها أن نزع الأسلحة الكيميائية الذي اعتبرته واشنطن بمثابة المبرر للعدول عن توجيه ضربة عسكرية ولو محدودة لنظام الرئيس السوري “السفاح” بشار الأسد لم يكن من أجل حماية الشعب السوري بعد أن تم استبدال تلك الأسلحة بالبراميل المتفجرة التي فاق ضحاياها ضحايا السلاح الكيميائي الذي استخدم ضد المدنيين في الغوطة الشرقية قبل بضعة أشهر، وإنما كان بمثابة ضمانة بعدم استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل، وأن التنظيمات الجهادية المتطرفة وعلى رأسها جبهة النصرة، وداعش، التي ازداد عدد عناصرها بشكل كبير في الآونة الأخيرة تعمل لصالح نظام الأسد “الدموي” بدليل محاربتها العناصر الثورية المعتدلة، أي أنها تقف جنباً إلى جنب مع قوات الأسد التي تعزف حتى الآن عن مهاجمتها”.
وفي الموقف اليومي للصحيفة، أشارت إلى ان “الحقيقة الأخيرة تتمثل في أنه رغم أنهار الدماء اليومية والحصار والتجويع للمناطق التي أصبحت خارج سيطرة قوات الأسد، فإن المجتمع الدولي لا يحرك ساكناً وليس من المتوقع أن يقوم بأي خطوات عملية وعاجلة لوقف هذه المأساة التي تتواصل فصولها على مرأى الأمم المتحدة دونما أي إكتراث وكأن النظام في سباق مع الزمن لتحقيق إنتصار حاسم على قوى المعارضة الثورية المعتدلة بعد أن بدأ العد العكسي لمؤتمر جنيف -2، هذا في الوقت الذي بدا فيه لبنان كأنه نموذج مصغر لما يحدث في سوريا بفعل تصدير الأسد لفيروس الطائفية لجارته اللدود”.
كما أشارت الصحيفة إلى ان “كل ما تم ذكره يؤكد، ورغم تصعيد النظام السوري للعنف، أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وأن مؤتمر “جنيف2″ المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري هو السبيل الوحيد للسلام، شريطة العمل على تطبيق توصيات مؤتمر جنيف -1 التي لم تطبق حتى الآن، ومناقشة تشكيل حكومة مؤقتة تضم أعضاء من النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري والمعارضة، وتتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة مع ضرورة حصول المعارضة على ضمانات بهذه المطالب كشرط أساسي للمشاركة في المؤتمر، وهو ما شكّل محور اجتماع أصدقاء سوريا والاجتماع الثلاثي الذي عقد في باريس أمس وضم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي”.

السابق
الشرق الأوسط: الأمور لا تسيرعلى ما يرام بحق حزب الله
التالي
العمال المياومون يقطعون أوتوستراد الدورة بالإتجاهين