الشرق الأوسط: الأمور لا تسيرعلى ما يرام بحق حزب الله

أشارت صحيفة “الشرق الأوسط”، إلى ان “بيان باريس للمجموعة الأساسية” الصادر عن إجتماع الـ11 الخاص بأصدقاء سوريا تضمن فقرة لافتة جدا، وهي الثانية من 14 فقرة، حيث نددت بفظائع النظام التي يرتكبها ضد شعبه بمساندة حزب الله وغيره من المجموعات الأجنبية، وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تنديد بحق حزب الله بهذا الشكل، وعلى هذا المستوى”.
وفي مقال بعنوان “الروس وحزب الله”، أضافت: “في إجتماع أصدقاء سوريا، كان هناك ضغط لإدراج حزب الله لتكون هناك إدانة وشجب للتطرف الشيعي كما يحدث مع التطرف السني”، لافتةً إلى ان “المسألة ليست في إدراج فقرة إدانة حزب الله والسهولة التي تمت بها، وإنما المفاجأة كانت في الاجتماعات التي دارت بين كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وكذلك رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، والتي كانت على انفراد، حيث أمضى الحريري وقتا مطولا مع لافروف، وفي تلك الاجتماعات كانت المفاجأة في الاهتمام الروسي بموضوع حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية المشاركة دعما للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا”، مشيرةً إلى انه “في تلك المقابلات كان الروس مهتمين بمعرفة مدى أصولية حزب الله، وحجم مشاركته بسوريا، والأمر نفسه حول مشاركات الميليشيات الشيعية العراقية، ويبدو أن الاهتمام الروسي بالمشاركة العراقية مبرر، خصوصا أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحول فجأة الآن إلى صديق لواشنطن في محاربة الإرهاب”، مضيفةً: “تفاجأ الروس عندما سمعوا من المعارضة السورية أن طائرات نظام الأسد كانت تحلق دوما فوق معسكرات “داعش” التابعة لـ”القاعدة” وتتجاهلها لتضرب الجيش الحر بدلا عنها”.
كما تساءلت الصحيفة: “ما معنى كل ذلك؟ الإجابة بسيطة جدا، وهي أنه كان من المتوقع ألا يقدم أصدقاء سوريا الآن تحديدا على إغضاب إيران، والمساس بحزب الله، وذلك لضمان عدم تعكير أجواء المفاوضات الغربية مع طهران حول الملف النووي، إلا أن ما حدث هو العكس، حيث خرج اجتماع أصدقاء سوريا ببيان إدانة بالغ الأهمية، حيث وضع حزب الله في موقعه الصحيح، وهو أن مثله مثل “داعش” الإرهابية، وتم ذلك في الوقت الذي أعلن فيه دخول الاتفاق الغربي النووي مع إيران حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، ومع إعلان قبول حزب الله بحكومة لبنانية لا ثلث معطلا فيها، بعد أن كان أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله يهدد خصومه قائلا: “ارضوا بشروطنا الآن قبل أن تقبلوا بشروط مذلة”، معتبرةً ان “كل ذلك يقول إن الأمور لا تسير على ما يرام بحق حزب الله الذي عليه أن يفكر جيدا، حيث إن اتفاق إيران – الغرب يعني أن طهران منهكة اقتصاديا وتريد الانحناء للعاصفة الآن، كما أن نزع كيميائي الأسد يعني أنه لا قيمة للأسد نفسه، وعليه لم يتبق من معادلة المنظومة الإيرانية بالمنطقة إلا حزب الله، وها هو على قائمة الإدانة الدولية الآن، وموضع اهتمام روسي لافت، فهل وصلت الرسالة؟”.

السابق
الحياة: لافروف أكد للحريري أهمية المحكمة الدولية وضرورة معاقبة المجرمين
التالي
المدينة السعودية: لبنان بدا وكأنه نموذج مصغر لما يحدث في سوريا