ضاهر: المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة حيادية

طالب عضو “كتلة المستقبل” النائب خالد ضاهر قوى 14 آذار ب”عدم مشاركة حزب الله في الحكومة”.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده ضاهر في منزله في طرابلس، واستهله بالرد “على ما جرى من إستهزاء في موضوع الرؤية الصالحة التي رآها والدي عندما كانت والدتي حاملا بي، وأنا كما عودت كل الناس وكل من سمعني ورآني على الصدق إن شاء الله، فلا أتكلم كلمة إلا وأنا واثق منها. فهذه الرؤية هي بشارة خير”، وأوضح أنه ذكر هذه الرؤية عندما كان يتلقى تهديدات بواسطة الهاتف النقال “وما زلت”، وتتضمن شتائم له ولعائلته ولرموز إسلامية، مشيرا إلى أن ذلك ترافق مع اغتيال الوزير السابق الشهيد محمد شطح.

وذكر انه أراد من “من خلال الرؤية التي رآها والدي أن أقول لمن يعنيهم الأمر في محور الشر والممايعة والمقاولة أننا لن نخشى من التهديدات ولا نخاف من وسائل القتل لأن لدينا مخزونا كبيرا من المعنويات العالية ومن الشعور بالأمان بأننا في رعاية الله”.

وأبدى إستغرابه كيف أن “وسائل اعلام 8 آذار ارادت الهروب من الحديث عن التهديدات بالقتل ومن موضوع الأرقام الهاتفية الظاهرة والتي تلقينا منها التهديدات من داخل لبنان ومن خارجه، وإقتصرت تعليقاتها على الرؤية التي ذكرتها عن والدي، متغاضية عن معاني هذه الرؤية، فما تمثله ثقافتهم المجرمة الحاقدة تعبر عن تعبئة لجمهور أصبح يستمرئ القتل ويتشفى بالقتل ويريد القتل”.

وطالب الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية ب”القيام بواجباتها لأن هذه التهديدات تعبر عن ثقافة وعن توجه لدى فريق سياسي يخون ويهدد ثم يقتل”، متهما “حزب الله” بأنه “قتل قيادات منا وقتل شعبنا ليسيطر على البلد كله”.

وتابع: “لقد ذكرت رؤية صالحة وأعتقد بأنها أعطتني دفعا معنويا وشعورا بأنني على الصلاح وعلى الخير ومحبة الناس، ولم أدع يوما النصر الإلهي وأنني من الحزب الإلهي ولم أضحك على الجمهور والناس في لبنان وفي العالم العربي ولم أورد أحلاما زائفة ولم اقل لأهل لبنان والجنوب خاصة بأني “لو كنت أعلم” بمعنى آخر أني لم أقم بهذه المجازفة بخطف جنديين إسرائيليين والتسبب بسقوط أكثر من الف وأربعماية ضحية لبنانية وتدمير لبنان وتخريبه ووصول مسلحي حزب الله في ذلك الوقت إلى درجة كبيرة من الوضع السيىء، وأنا أقول هنا هذا الكلام بصورة واضحة، فلولا شباب السنة في مناطق الجنوب الذين قدموا المساعدة حتى في الطعام لهؤلاء لكانوا ماتوا من الجوع، وأنا مسؤول عن الكلام. هناك ادعاءات بالنصر الإلهي والوعد الإلهي ولآلآف الضحايا من اللبنانيين، ثم يرسلون الشباب اللبناني إلى سوريا ليقتلوا. أنا لن أطالبهم بعد اليوم بالإنسحاب من سوريا، إبقوا على ضلالكم وعلى قتلكم للشعب السوري وعلى ردة الفعل عليكم في هذا الموضوع، هذا شأن تنظيم حزب الله الذي يعمل ذلك من أجل المشروع الإيراني الذي يريد الإعتداء على لبنان والهيمنة عليه وعلى الخليج العربي وعلى العالم العربي”.

وقال: “شرفنا بالأمس وزير خارجية إيران (محمد جواد ظريف)، ونحن في لبنان نرحب بكل صديق للبنان وبكل من يريد خدمة لبنان ومساعدته وبالصداقة والأخوة، وطبعا يجب أن نقدم إلى وزير خارجية إيران مسودة الرسالة التي كان يعدها الوزير الشهيد محمد شطح والتي كان مختصرها أن “إبعدوا أياديكم عن لبنان ودعوا لبنان لأهله وساعدونا في التنمية ولا تناوروا على ارض لبنان وتلعبوا بأرواح اللبنانيين خدمة لمشروعكم”.

وتمنى ان تصل لظريف مسودة هذه الرسالة “لتكون بين يدي نظامه لو كانوا صادقين”، داعيا إلى “سحب الحرس الثوري من سوريا” ومن لبنان “والتخلي عن الحلم بالأمبرطورية التي تريد الهيمنة على المنطقة العربية وعلى الخليج العربي”.

وفي ما خص الملف الحكومي، رأى أن في تشكيل الحكومة “مصلحة وطنية وضرورة وطنية بإمتياز، لكن ما يجري الآن محاولة إيرانية لتحقيق مكاسب على حساب لبنان، فكلنا نعرف اللاآت التي كان يتحدث عنها أمين عام حزب الله، لا حكومة من دون ثلث معطل، لا حكومة بدون مقولة الشعب والجيش والمقاومة، إقبلوا بما نعرضه عليكم قبل أن يفوت الأوان، بينما اليوم هناك إستماتة من قبلهم وحرص على الوحدة الوطنية والمشاركة الوطنية واصرار على انه لا يجوز عزل أحد، ألم تعزلوا أكبر فريق سياسي في لبنان وأكبر طائفة وأكبر القوى السياسية فيه؟ ألم ترهبوا قوى سياسية في لبنان كالوزير وليد جنبلاط وكتلته ليلتحقوا بكم؟ طبعا كل هذه الأمور حصلت والآن هنالك أمور ليست محلية، وما يقدم عليه حزب الله ليس بناء على موقف وطني وإنما هو إستجابة لأمر إيراني في سبيل خدمة مشروع إيران، خاصة بعد التفاهم مع واشنطن بخصوص الملف النووي وطرح إيران للتعاون مع أميركا ومع الغرب في محاربة الإرهاب والتكفيريين كما يزعمون، ونحن نعرف أن الإرهاب والتكفير هو هدف إيران الأول في تصدير الثورة والفوضى في المناطق، والإغتيالات”.

وحمل بشدة على “النظام الإيراني”، وتابع بأن إيران “تريد أن تظهر أمام الغرب بانها تسعى إلى الإستقرار لأنها تريد أثناء المفاوضات حول الملف النووي وبعده، أن تحجز لنفسها موقعا في هذه المنطقة على حساب عروبة لبنان وعلى حساب العرب وحساب الكيان اللبناني، لذلك نحن بصراحة حتى إنسحاب حزب الله من سوريا لا يعنينا كثيرا، فالأساس في المشكلة هو سلاح حزب الله الذي يعبث بأمننا وبسلطتنا وبنظامنا ويضرب ديمقراطيتنا وحرياتنا ويقتل شخصياتنا، ثم لا يريد أن يخضع لمحكمة داخلية وطنية ولا لمحكمة دولية”.

أضاف: “أنا أنصح قوى 14 آذار وأطالبها أن لا تشارك هذا الحزب في هذه الحكومة، فهذا الحزب يريد الغطاء الوطني بإلحاح ويريد الغطاء السني بشدة لأنه يريد أن يعطي شرعية لأعماله الإجرامية في سوريا ولأعماله الإجرامية في لبنان، فدماء الشهيد محمد شطح لم تجف بعد ودماء اللبنانيين في ستاركو وفي الضاحية الجنوبية لم تجف بعد، لأن هذا الحزب لا يعيش إلا على الدماء، وهو المتسبب والمسؤول عن هذه الدماء جميعها في الضاحية كما في بيروت كما في الإغتيالات المتهم بها”.

وتابع: “لذلك على أبواب جنيف 2 وعلى ابواب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي يحاكم فيها كوادر من حزب الله، أعتقد أن المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة حيادية تهتم بشؤون لبنان ولا تعطي الغطاء لحزب مجرم يعبث بأمن لبنان ويعمل على ضرب إستقراره خدمة لمصالح إيران، ونحن نعرف أن هذا الحزب لم يلتزم يوما بميثاق ولا بعهد ولا بإتفاق، ففي الدوحة كان إتفاق على بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر ضربه حزب الله من خلال عشرات المعارك واستخدام السلاح في الداخل اللبناني، فضرب إتفاق الدوحة واسقط حكومة الوحدة الوطنية بعدما تعهد بعدم إسقاطها، وبخصوص إعلان بعبدا كان هناك إتفاق في حضور قيادات من حزب الله اعلنت دعمها لحياد لبنان، وإذا بهم يرسلون قوات عسكرية وميليشيات وعصابات إلى سوريا لقتل الشعب السوري”.

وأردف بالقول: “نحن أمام طرف يريد إستغلال الوقت للمرحلة المقبلة التي يريد من خلالها العبث بأمننا ومحاولة الهيمنة والسيطرة على بلدنا، فالإستماتة الآن للمشاركة في الحكومة امر ليس من أجل المصلحة الوطنية ولم يأت من قناعة حزب لا يؤمن بلبنان، ويمكننا العودة إلى كلام قادة حزب الله في مطلع ثمانينات القرن المنصرم حين أعلنوا ان هدفهم هو إقامة جمهورية إسلامية في لبنان، ولماذا؟ لربطها بولاية الفقيه، وكل ذلك لعدم قناعاتهم بالكيان اللبناني، وأنا أطالب قيادات 14 آذار أن تتنبه لمؤامرة حزب الله وإيران”.

وأمل “أن نوفق بتشكيل حكومة إما محايدة، وإما بعد قيام حزب الله بأمرين هما أولا تسليم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ومن حاول إغتيال النائب بطرس حرب، والتعاون مع السلطة اللبنانية، وثانيا الإنسحاب من الأراضي السورية وتسليم السلاح في لبنان للسلطة والدولة وللحكومة، وبغير هذين الأمرين كله لعب وضحك على الذقون ومحاولة من حزب الله في هذه المرحلة الصعبة التي يعانيها من جراء إجرامه وتورطه في سوريا أن يحصل على غطاء أهل السنة، فبعدما ورط نفسه وورط لبنان يريد منا أن ننقذه وان نمد له حبل النجاة، وانا أطالب بان لا نمد له هذا الحبل”.

وختم ضاهر بعرض “لائحة جديدة” بأرقام هواتف من لبنان وخارجه يتلقى منها تهديدات وشتائم، مشيرا الى “بعض الإتصالات التي تضمنت إعتذارات من اصحابها عن تهديداتهم السابقة”.

السابق
خطوات ضرورية لسَفر صحي
التالي
فياض: أجواء إيجابية تحيط بتشكيل حكومة تنقل المناخ السياسي للتهدئة