مجاعة اليرموك: العالم أدار وجهه.. وحدها غزّة تضامنت

مخيم اليرموك
من أصل 250 الفا لاجىء فلسطيني لم يبقَ في مخيم اليرموك اليوم الا 20 الفا، يموتون من الجوع، وقد مات حتّى الآن 37 بين طفل وعجوز بسبب قلّة المواد الغذائية. هنا حوار مع أحد الهاربين من الموت والجوع الى العوَز والفقر في لبنان.

“بقي الى اليوم في مخيم اليرموك في سوريا حوالي 20 ألف شخص وهم من اللاجئين الفلسطينيين. بعد حصار ابتدأ منتصف العام 2013”. يبلغنا ضياء ابن مخيم اليرموك الذي خرج مع آخر دفعة خرجت قبل اشتداد الحصار. واليوم، بحسب ضياء، كانت آخر مبادرة قامت بها حركة الجهاد الاسلامي لإدخال 18 سيارة لفكّ الحصار عن المخيم هناك انقاذا للذين يموتون جوعا. فقد بلغ عدد الذين قضوا جوعا 37 شخصا من الاطفال وكبار السن في أكبر فضيحة للضمير العالمي الساكت عن ذلك حيث سحبت الاونروا فريق عملها من داخل المخيم. ولم تنفع جميع المبادرات التي عرضت على الطرفين المتنازعين.

ويبلغ عدد سكان المخيم مليون ونصف، اما عدد اللاجئين الفلسطينيين فيه فيصل الى 250 الف لاجئ. واليوم فلم يبق سوى 20 الف لاجئ فقط. وكان السوريون يقطنون مع الفلسطينيين داخل المخيم كون المخيم كان منطقة آمنة بالنسبة لهم. يبدأ نضال حديثه فيقول: “بدأت أزمة الحصار مع خروج 90% من سكان المخيم يوم 16/12/2013 خلال يوم واحد فقط، حيث سبق ذلك دخول المعارضة المسلحة. ولم يبق داخل المخيم الا 5 % من سكانه الذين رفضوا الخروج، إما لانهم لا يريدون ترك منازلهم، او لان لا قدرة مادية لديهم على استئجار منازل خارج المخيم. وبقي مع الذين بقوا عدد من المؤسسات الاغاثية وعدد من الاشخاص لحماية المخيم. ويضيف ضياء لـ”جنوبية” فيقول: “وخلال اول ستة اشهر من الحصار كان جزئيا حيث كانت الناس تدخل وتخرج رغم التضييق. ولكن في شهر تموز من العام الماضي حُوصر المخيم بشكل كامل، وبعد ذلك نفذت المواد، وقد وثقنا الى اليوم 37 حالة وفاة من الجوع”.

واللافت ان جميع المبادرات الانسانية قد أُجهضت تحت ذرائع مختلفة، حيث سيدخل الموضوع موسوعة غينيس بعدد المبادرات لفك الحصار عن المخيم. “وآخر محاولة كانت اليوم في 10 كانون الثاني من قبل حركة الجهاد الاسلامي لادخال 18 سيارة مؤونة وغذاء للمحاصرين، اضافة الى مبادرة من القيادة العامة يوم امس، ولكنها جميعها باءت بالفشل بحجة ان الاشتباكات دائرة. وعن غياب الامم المتحدة وأمينها العام عن اي تحرك بهذا الخصوص؟ يؤكد ضياء ان “الاونروا سحبت عناصرها وقوافلها منذ البداية. والوضع الطبي مزر جدا حيث ان ما كان تم تخزينه داخل المخيم من مواد طبية قد نفذ، ومنذ الاول من تموز الفائت لم يدخل اي شخص الى المخيم حيث اننا عندما نسأل اهلنا هناك يقولون انهم لم يذوقوا الطعام منذ يومين”. ويحكي متألما فيقول: “بشرني أهلي المحاصرون بأنهم اليوم في نعيم حيث اشتروا كيلو برغل بـ6000 ليرة سورية (اي ما يعادل 35$)، وكان يُباع سابقا بـ50 ليرة سورية ليطبخوه مع كيلو عدس(وصل سعره ايضا الى5000 ليرة سورية).

عدا عن انقطاع المازوت واختفاء الحطب”. وفي تحرك لافت اعتصم اهالي غزة المحاصرة لدعم اهلهم المحاصرين في مخيم اليرموك. وتعليقا على ذلك رأى ضياء ان “أهالينا في غزة لم يموتوا جوعا”. وفي سؤال بديهي يحضر الى اذهاننا:”لماذا يدفع المواطن الفلسطيني دوما ثمن السياسات والخلافات والصراعات؟ وهل سيأتي يوم نترّحم فيه على المعاملة الصهيونية للفلسطينيين؟ كان المخيم قد أنشأ عام 1957 على مساحة تقدر بـ2110000 متر مربع وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في سوريا، يقع على مسافة 8 كم من دمشق. ويختلف تماماً عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سوريا. يزدحم المخيم بالمساكن الإسمنتية والشوارع الضيقة ويكتظ بالسكان، ولا يقتصر سكانه على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل يضم عددا كبيرا من السوريين. ويعمل اللاجئين في المخيم كأطباء ومهندسين، وموظفين مدنيين، وباعة متجولين. يوجد بالمخيم أربعة مستشفيات ومدارس ثانوية حكومية وأكبر عدد من مدارس الأونروا

السابق
أحوال عرسال (1): صيت قندهار لبلدة مظلومة
التالي
المطران مظلوم يؤكد تمسك بكركي بالحكومة الجامعة