النظامان السوري والإيراني يقفان وراء اغتيال الحريري

رفيق الحريري

أشارت صحيفة “الجزيرة” السعودية إلى أن “ما يشهده لبنان من تدهور أمني وتفكيك للمؤسسات الدستورية، جرى التخطيط له بدقة وبمشاركة مخابرات دولية وإقليمية وجندت له منظمات إرهابية، وتمت إدارته من قبل رؤساء الدول التي خططت لما أرادت وصول لبنان إليه، وكان رؤساء تلك الدول تتواصل مباشرة مع المسؤولين التنفيذيين لأجهزة المخابرات والمنظمات الإرهابي”.

ولفتت إلى أن “المعلومات التي تم تجميعها والتي تمت في سياق إعداد مذكرات الاتهام لمحاكمة قتلة رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، كشفت أن النظامين السوري والإيراني وجدا أن رفيق الحريري ومجموعته من السياسيين والكتَّاب اللبنانيين يقوض جهود النظامين، وبالذات النظام الإيراني، تنفيذ مخطط تنفيذ القوس الطائفي الممتد من هضبة فارس إلى سواحل بيروت، وخلصوا إلى نتيجة بأن قيادة رفيق الحريري لجبهة عريضة من السياسيين الوطنيين اللبنانيين، وقدرة هذا الزعيم اللبناني والكريزما التي يتمتع بها ومصداقيته والاحترام الذي يحظى به من قبل اللبنانيين والعرب والعديد من الدول يقف حائلاً أمام تنفيذ المخطط الطائفي، ولهذا اتخذوا قراراً لا رجعة فيه، وهو “يجب التخلص” منه اغتيالاً”.

ورأت أن “القرار اتخذ من أعلى سلطة في التكوين الطائفي، حيث تؤكد المعلومات أن مرشد الثورة الإيرانية أبلغ كلا من: بشار الأسد وحسن نصر الله بالعمل مع المجموعة التي خصصت لتنفيذ المهمة، ومع أن المعلومات الكثيرة قد تجمعت لدى العديد من المخابرات الدولية والإقليمية، إلا أن المخابرات الإسرائيلية كانت السباقة في كشف هذه المعلومات المعروفة للجميع لأهداف إسرائيلية لإيجاد مزيد من الخلافات في لبنان والمحيط الإقليمي. المعلومات المؤكدة، أن الخلية الايرانية – اللبنانية – السورية شكلت من أشخاص قياديين في المخابرات الإيرانية والسورية العاملة في لبنان إبان السيطرة السورية آنذاك وتجنيد مسؤولين كبار من الأمن اللبناني والمخابرات اللبنانية بالإضافة إلى مسؤول التخطيط والعمليات الارهابية في حزب الله المدعو مصطفى بدر الدين، وعملت تلك الخلية الإرهابية على مسارات عديدة، منها رصد الطرق التي يسلكها رفيق الحريري والشخصيات السياسية التي يراد التخلص منها، ومسار آخر تكفل بإحضار المتفجرات، ومسار ثالث بإقامة (حفرة كبيرة) ملأت بالمتفجرات وطمرت بمساعدة من الأمن العام الذي كان يديره في ذلك الوقت اللواء جميل السيّد الذي يعد مشبوهاً هو الآخر في هذه الجريمة، وبعد تحديد وقت مرور موكب رفيق الحريري تم تفجير العبوات والمتفجرات التي غمرت في الحفرة التي كانت تحوي كمية كبيرة لا يمكن نقلها ووضعها دون أن يكون هناك دور لأجهزة أمنية معينة وعناصر من المخابرات اللبنانية والسورية العاملة في لبنان، والتي لا يمكن فصل عملهما عن بعضهما البعض، وكل ذلك تم بمتابعة ومراقبة من مصطفى بدر الدين وأحد القياديين في حزب الله”.

وشددت على أن “جريمة اغتيال رفيق الحريري كانت البداية، فبإلاضافة إلى تصفية شخصية سياسية وطنية لبنانية وعربية كبيرة تم التخلص من الوزير فليحان وبعدها تم تنفيذ سلسلة من جرائم الاغتيال السياسي، فرغ من بعدها لبنان من قادته السياسيين والكتاب والمفكرين السياسيين ليصل الأمر إلى ما هو عليه من شبه فراغ سياسي وفوضى إدارية ومؤسساتيه، وهو ما يسعى إليه الطائفيون لمد (هلالهم) إلى لبنان”.

السابق
المفخخات، من فنون القتل التي صُفّق لها مراراً…
التالي
طائرتان حربيتان تركيتان ترغمان طائرة متجهة لسوريا على الهبوط بأنقرة