الحياة: توافق روسي – أميركي ومصلحة إيرانية وسعودية سهّلا التنازلات

يقول أحد المصادر السياسية البارزة المتابعة للمحادثات الدولية – الإقليمية حول كل العناوين المذكورة، إنه يجب عدم الاستهانة بدور إيران في دفع حلفائها اللبنانيين الى ترجيح التفاهم على الصدام في ما يخص التأزم السياسي الداخلي، فطهران تدرك أهمية التوافق الدولي على منع التفجير في لبنان، الذي كان يمكن أن يحصل لو قرر حلفاؤها الذهاب الى المواجهة ضد الحكومة الحيادية في لحظة تراوح علاقتها مع القوى الدولية بين التفاوض وبين الشراكة في محاربة الإرهاب وفي التحضير للتسويات في جنيف – 2 وغيره، فهذا كان سيضيف الى اتهامها، مع «حزب الله»، بالتسبب بالوضع المتفجر في سورية والعراق وبالتدخل في ساحات أخرى، تهمةً أخرى بأنها تقود لبنان الى وضع مشابه، وهو ما قد ينعكس سلباً على موقعها التفاوضي مع الدول الكبرى.
ويأتي هذا في ظل توافق دولي، لا سيما أميركي روسي على كل منها. لكن المهم أيضاً أن هذا التوافق ينسحب على دعم الاستقرار في لبنان ومنع فلتان الوضع الأمني فيه، وعلى التشديد على ملء الفراغ الحكومي، وهذا التوافق تكرس في بيانين لمجلس الأمن، وجرت ترجمته في محادثات ممثلي الدول الكبرى كل على طريقته مع القوى الإقليمية المعنية بلبنان، لا سيما إيران.
وينتهي المصدر الى القول إنه إذا كان أسهل مواقع تقديم التنازلات من قبل إيران وإظهار الرغبة في التعاون هو لبنان، وفي ظل هذه التحركات من قبل الدول الكبرى حول الأزمات الكبرى، فإن وجود ظريف في بيروت يساعد طهران على إبراز دورها فيه، وعلى الاستثمار من أجل دفع الدول الكبرى الى التسليم لها بهذا الدور في المستقبل، وبأدوارها الإقليمية الأخرى، مقابل تشجيعها حلفاءها على بعض التنازلات، من دون أن تمس قدراتهم ومواقعهم.
لكن المصدر السياسي البارز نفسه يعتبر أن موافقة القوى الرئيسة في قوى 14 آذار وفي تيار «المستقبل» على الصيغة الحكومية الجديدة، لا بد من أن تكون حصلت على تشجيع سعودي، لأن الرياض المنشغلة أيضاً في عناوين التأزم الإقليمي نفسها، تعتبر من الأساس أن حفظ الاستقرار في لبنان وعقد التسويات المقبولة هو أفضل من إشغالها فيه عن الاهتمام بما هو أهم، خصوصاً أن حلفاءها حصلوا على تنازلات في شأن التركيبة الحكومية تتعلق بالثلث المعطل والبيان الوزاري، باعتبار أن مطلب سحب «حزب الله» من سورية هو قرار إيراني وليس لبنانياً.

السابق
تفاؤل حذر بالتشكيل والحريري يستقبل ظريف تلفزيونياً
التالي
مفوضية اللاجئين: 868224 نازحاً سوريا في لبنان