الأسد سيربح الانتخابات شاء من شاء وأبى من أبى

هكذا بكل بساطة, حسمها وزير أكاذيب نظام البراميل السوري عمران الزعبي بإعلانه المسبق عن فوز بشار الأسد في الانتخابات المقبلة التي ستعقب مؤتمر “جنيف 2” في حال نجاح انعقاده والاتفاق على تعويم جديد لرئيس النظام المجرم. وكأن كل الجرائم الإنسانية الدائرة منذ ثلاثة أعوام في سورية مجرد نزهة عابرة أو معركة في مقهى, أو حادث سير عادي. وليس ثورة شعبية ورد دموي حاقد وخراب ديار وتشريد شعب وتدمير أمة. بهذه الطريقة الفجة يفكر نظام دمشق, وكأن العالم طوع بنانه أو لكأن الملعقة الذهبية التي يأكل بها منذ ولادته هي وصية ملزمة لكل العالم وعليه تنفيذها. فبعد كلام وتصريحات الزعبي في مؤتمره الصحافي الأخير يبدو الحديث عن أية مفاوضات أو مؤتمرات سلمية مع النظام المجرم حديث خرافة ومضيعة للوقت ولا جدوى منه, والأفضل التركيز والتصميم على إزاحة النظام وتحقيق الشروط والعوامل اللازمة لمواصلة الثورة وإنهاء الأمر وتقديم النظام لمحكمة جرائم حرب شعبية سورية ستكون جردة حساب ثقيلة لخمسين عاما من تسلط وقهر عصابة البعث السوري.
من الواضح ان نظام البراميل ليس مستعدا للحوار سوى مع نفسه. كما أن الغرور والصلف والتعالي والإفراط في الجريمة هي الصفة الملازمة لذلك النظام وتأبى أن تختفي إلا بانهياره تحت أحذية الشعب السوري الحر, فبعد ثلاثة أعوام من الثورة الشعبية التي دخلت في أنفاق ومنعطفات وتطورات وارتفعت معها خسائر الشعب السوري لدرجات مريعة, وبرز التدخل الإقليمي والتحالف الشيطاني الطائفي الأسود بأبشع معانيه وصوره من خلال تشجيع الحروب الطائفية في المنطقة ومحاولة تشويه سمعة ومسيرة ونقاء وأصالة الثورة السورية, يأتي الزعبي ويتبرع بفوز رئاسي مجاني جديد وخيالي لرئيس عصابته في استفزاز فظ لمشاعر الشعب ولإرادة الأحرار , فبشار سيفوز بالرئاسة في عرف النظام شاء من شاء وأبى من أبى. فماذا تبقى إذن من أسس وشروط وفرص نجاح لأية مؤتمرات دولية لحل الأزمة؟ ما يحصل على جبهة النظام وإصراره على ركوب رأسه وتوزيع استفزازاته اضافة لرغبة النظام في إدخال النظام الإيراني المحتل في صلب العملية السياسية ماهو في حقيقته إلا تهرب من كل الاستحقاقات التي ينبغي أن يؤديها قبل أن يرحل عن السلطة ويضمن انتقالا هادئا وسلميا لها بعيدا عن حدود وصيغ الانتقام والتدمير الشامل, ولكن الوقائع الميدانية تثبت بالدليل القاطع على أن الفاشيين وعبر التاريخ ليسوا في وارد التخلي الطوعي عن السلطة وتجنيب الشعب المبتلي بحكمهم كوارث دموية مضافة. الفاشيون لايقرأون التاريخ وهم حتى إن قرأوه فهم في حالة عجز عن استيعاب فلسفته وأحكامه, لذلك فلا بديل اليوم أمام السوريين الأحرار سوى مواصلة التضحية والجهاد وسلوك طريق ذات الشوكة والاعتماد على الله أولا ثم النفس والقوى الحرة في العالم لاستكمال إنجاز المهمة. فالتاريخ لن يعود للخلف, والنظام لن ينعم بغنيمته. والدمار والزوال والإذلال سيكون مصيره ومصير كل جبار وطاغوت غشوم.
لقد كانت تصريحات غوبلز الإعلام البراميلي فضائحية في واقعها وتوقيتها, كما أنها رسالة النظام الأخيرة للجميع بأنه سيخوض معركة المصير الفاشي الواحد مع عصابته من غلاة الطائفيين والقتلة والمجرمين وقوى الشر. لذلك لاسبيل من سلوك طريق المواجهة الحاسمة والنهائية, فالقتلة في حالة استمرار في الغي والجريمة وأي حوار مع المجرم هو بمثابة حبل إنقاذ له.
لقد شنق النظام السوري نفسه بحبال كذبه, وصلفه, وغروره, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

السابق
ربما – الخروف السعودي
التالي
قوس قزح كفرنبل أم طاعون داعش الأسود؟