حزب الله يتراجع عن 996: التهديد ما عاد ينفع؟

محمد رعد
ما زال الغموض يكتنف مشاورات تأليف الحكومة العتيدة التي ينتظرها الجميع، رغم الحديث عن معطيات إيجابية ترافقها، إلّا أنّ الصورة النهائية لم تتظهّر بعد، وكلّ طرف ينتظر إجابات على أسئلته من الطرف الآخر. فتيار المستقبل ما زال ينتظر الأجوبة عن أسئلته الخمسة، و8 آذار تراجعت عن مطلبها وباتت توافق على صيغة 8+8+8 والجمع السياسي في حكومة واحدة.

تراجعت قوى 8 آذار عن مطالبها فيما يتعلق بتشكيل الحكومة لاسباب لم يتم تحديدها في الوقت الحالي. وتشهد الإتصالات بين مختلف الافرقاء هبّات باردة وأخرى ساخنة، والوضع أشبه ببورصة والتكهن بنتائج التفاوض لا يزال مبكرا. ومع ذلك يبقى تراجع “حزب الله” عن صيغة 9+9+6 الى 8+8+8 هو التغيّر الاكثر استغرابا، لاسيما وان خطابات الامين العام السيد حسن نصر الله كانت تنفي إمكانية حصول ذلك. فما هي أسباب هذا التراجع؟

في 23 أيلول الفائت قال السيد نصر الله إنّ حكومة الثلاث ثمانات غير حقيقية وغير واقعية: “مش صحيحة الحكاية لانه الصيغة الحقيقية والواقعية إذا ما أردنا ان نترجم الامور بالاسماء، فتكون 8 و 10 و6″، وأضاف: “أيدنا وصوتنا لرئيس الحكومة المكلف الرئيس تمام سلام، إلاّ انه جزء من قوى 14 آذار”.

من ثم رفع سقف الخطاب في 28 تشرين الثاني 2013 قائلا إنّ حكومة الثلاث ثمانات مستحيلة، عارضا صيغة 996، مهدّدا بأنّ هذا العرض محدودٌ، وقد لا يقبل به “حزب الله” إذا تغيّرت الظروف: “الحاج أبو حسن (النائب محمد رعد) لم يكن يهدد بل كان ينصح مؤكدا وجود وقائع سياسية”، وأضاف: “نحن نقبل في الفترة الحالية ان تترتب الامور وفقا لضيغة 996، ولكن قد تتغيّر الظروف، ولا نقبل بذلك”. وختم ناصحا: “إغتنموا الفرص”.

بعدها أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان نيّته تطبيق صلاحياته الدستورية مع الرئيس المكلّف، عبر تشكيل حكومة حيادية إذا تعذّر توافق فريقي 8 و14 آذار في 6 كانون الثني الجاري: “ألا يحق للبنانيين الذين لا ينتمون لاطراف وأحزاب سياسية ان يساهموا من خلال حكومة حيادية بإنهاض البلد وحمايته”، وأضاف في خطابه: “هل هم محرومون من حقوقهم السياسية والوطنية؟”.

فورا توجّه الخليلان إلى قصر بعبدا في ربع الساعة الأخيرة في 6 كانون الثاني، وهذه المرّة بدل التهديد الذي أرسله حزب الله في جيب النائب محمد رعد قبل اغتيال الوزير محمد شطح، حملا تراجعا، ظهر من خلال مقدمة قناة “المنار” والتي تحدثت عن “إعلان نوايا بحكومة من ثلاث ثمانيات”.
يبدو انه ثمة احتمالين لهذا التغيير المفاجىء، إمّا أنّ الظروف تغيّرت لغير صالح حزب الله، أو أنّ السيّد نصر الله قد اقتنع بأنّ التهديد والتهويل ما عادا ينفعان كما كان الحال في 7 أيّار 2008.

السابق
شادي مارون: سأغني
التالي
اسماعيل سكرية: للأسف هناك مجموعة إلغائية تأسر بلدة عرسال