أشارت صحيفة “الوطن” السعودية إلى انه “حينما كان المسؤولون الخليجيون والعرب يؤكدون على أن الأفعال الإيرانية الطيبة أهم من الأقوال الإيرانية الطيبة، فإن مرد ذلك هو كون طهران وبعض من إعلامها ونوابها المسيطر عليهم من قبل الجناح المتشدد، لا يمكن أن يضمنهم أحد. فكم من المرات التي سمعنا فيها كلاما معسولا من القيادة الإيرانية، ثم ما تلبث أن تأتي تصريحات مستفزة من بعض الأطراف الداخلية تضع إيران في حالة من الاستعداء مع محيطها العربي”، لافتة إلى انه “يبدو أن الوعود التي قطعها حسن روحاني على نفسه، من أنه سيعمل على تحسين علاقات بلاده مع الدول العربية والخليجية بخاصة، باتت هباء منثورا أمام التجاوزات التي سجلت على السلوك الإيراني خلال الـ3 أسابيع الماضية”.
وأضافت: “ولا أدل من ذلك، مما عبرت عنه القاهرة من غضبها من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية مرتين في أيام قليلة، وقد كان الاستياء المصري بالغا من التصريحات المستفزة والبعيدة كل البعد عن الدبلوماسية المفترض أن تتحلى بها مواقف بعض الشخصيات المحسوبة على ملالي طهران”.
ولفتت إلى انه “بالأمس، خرجت وكالة إعلام إيرانية، تتهم السعودية بالتخطيط لتفجير لبنان، دون مراعاة لخطورة مثل هذه الاتهامات التي لا تستند إلا منطق فما بالك بدليل”.
ورأت الصحيفة ان “كل ذلك يضع المراقبين أمام علامات استفهام كبيرة، ما بين وعود روحاني بتحسين علاقات بلاده من جهة، وسلوك القيادات والجهات الاستخباراتية الإيرانية من جهة ثانية”، سائلة “هل تعمدت طهران سياسة الهروب إلى الأمام من خلال إقحام أنفها في الشؤون العربية لسحب الأضواء من حليفها الجزار الأسد في سورية؟ أم أن الجناح المتشدد في إيران أكثر قوة من وعود رئيسهم الجديد؟ أم أن إيران علمت بأنها لن تكون فريقا في “جنيف2″، فأرادت أن تكون قلاقلها رسالة للمجتمع الدولي مفادها “اُدعوني أو سترون ماذا سأفعل؟”.
وأكدت ان “التريث الذي بدا على مواقف دول مجلس التعاون الخليجي من التصريحات الإيجابية بعد تعيين روحاني، كان في مكانه. فهم أكثر العارفين بسلوك الجارة الإيرانية، ولا يعرف الجار أكثر من الجار”.
