الأخ زياد الرحباني يريد إذاعة بدل كيس الدنانير

زياد الرحباني
طموح زياد الرحباني الجديد استنساخ تجربة ابراهيم الأمين وبدل الجريدة محطة اذاعية. من هنا جاء الحرص الشديد منه للتتلمذ على يدي الأمين، حتى انّ اللقاء مع جان عزيز بدا دورة تدريبية يقوم بها الاستاذان جان عزيز وابراهيم الامين لهذا التلميذ الجديد. فالأمين نجح في الحصول على جريدة" وعزيز يبدو شريكا معنويا في التلفزيون، وها هما يدرّبان الرحباني على الحصول على إذاعة. وترنّ جملته: "حزب الله أفضل من الحزب الشيوعي". ويضيف مهاجما صوت الشعب "المنيحة بسّ".

لم يتسنّ لي مشاهدة النصف الأوّل من اللقاء التلفزيوني الذي جمع زياد الرحباني وابراهيم الامين مع جان عزيز على شاشة التيار الوطني الحرّ، الا انه كان كافيا النصف الثاني وحده لتشكيل صورة واضحة عن كامل الحوار الدائر بين هذا الثلاثي المرح.

أكثر ما لفتني هو حالة الضياع وعدم الاستقرار والتردد الذي كان واضحا على وجه زياد. تردّد مختلف عن ما كنا تعودنا عليه بسبب كمية الكحول التي يعاقرها قبل اي اطلالة ان على المسرح او بمقابلاته التلفزيونية.

فهذه المرة كان التردّد من نوع آخر اقوى من مجرد مفعول الكحول. إذ كان جليا ان جلوسه في مقابل الصحافي الممانع ابراهيم الامين اشد وطأة عليه من المسكر نفسه. فقد بدا زياد كأنّه يجلس في حضرة المرشد الاعلى له، فلا يكاد يتلفّظ بجملة قصيره واحدة دون ان يُرجع النظر ليس الى محاوره، او الى الكاميرا ومن خلالها الى المشاهدين، كما تجري العادة، بل كانت نظراته المستمرة موجهة الى عيون الامين. نظرات متكررة ومستمرة وفي كل مرة كان يقول من خلالها: هل انت راض يا ابراهيم؟ فإن كان الجواب ابتسامة امينية، يعود بعدها زياد الى الجملة التالية مع نظرة جديدة تقول هذه المرة: خذ حتى ترضى، وطبعا ارضاء ابراهيم الامين هنا ليس بوصفه صديق بل بما يمثل من جسر العبور، على قاعدة “اشهد لي عند الامير”، بما صار يتمتع هذا الاخير من خبرة عالية جدا في اساليب الارضاء وفنون الرقص على الالحان الشرعية! أي بما يكفل له موازنة طويلة عريضة لجريدته اليومية وبفائض مالي غير خاف على احد ان من حيث الكمية او من حيث طهارة المصدر.

فكل ما يطمح له زياد هذه الايام هو استنساخ التجربة الابراهيمية وان بعنوان مختلف هو محطة اذاعية هذه المرة. ولم تكن الطريق لتكون سهلة امام زياد للوصول الى هذا البزنس الجديد لولا وجود هذا العراب المجرب، ومن هنا جاء هذا الحرص الشديد منه للتتلمذ على يديه، حتى انّ اللقاء كله بدا كأنّه عبارة عن دورة تدريبية يقوم بها الاستاذان جان عزيز وابراهيم الامين لهذا التلميذ الجديد زياد الرحباني! فالأمين نجح في الحصول على جريدة” وعزيز يبدو شريكا معنويا في التلفزيون، وها هما يدرّبان الرحباني على الحصول على إذاعة. وترنّ جملته: “حزب الله أفضل من الحزب الشيوعي”. ويضيف مهاجما صوت الشعب “المنيحة بسّ”.

زياد الذي هاجم بول شاوول وغيره ممن “يريدون كيس الدنانير” من الأمير السعودي، يريد هذه المرة بدلا من “كيس دنانير” محطة إذاعية كاملة.

صحيح أنّ زياد يمتلك المؤهلات المطلوبة للوصول الى “النعمة الالهية “، الا ان الشتم والسباب لفريق 14 آذار لا يكفي وحده، بل المطلوب هو اعلان الانضمام والولاء الكامل لصفوف “المقاومة” ولو بعد الانسحاب الاسرائيلي. حتّى لو كانت “المقاومة” لا تقاتل العدو الاسرائيلي كما كان يعتقد.

لذا فزياد لا يزال يفتقد الى فنّ اعلان الولاء الاعمى والى خبرة توسعة آفاق ولائه الى ما وراء الحدود حيث مصدر النعمة.. من هنا فهو يحتاج الى كثير من التدريب “والدّعك”، ان في اختيار المصطلحات الملائمة التي تجمع الكثير من التناقضات، او عبر التراجع عن مصطلحات لا يزال يحملها معه من حقبة خلت. وهذا فنّ جديد اصعب بكثير من مجرد تأليف مقطع موسيقي او مشهد مسرحي.

هنا لا مجال للتمثيل وعليك ان تقتنع بالدور الجديد كأنك تعيشه واقعا، حتى وان اضطريت لخلع ملابسك كلّها (مجازا). فعلى زياد الآن ان يتعلم كيف يجمع بين “الشيوعية والاسلام” او بين “الهضامة والدم” او بين “المقاومة والظلم” او بين “الاخ والرفيق”! تماما كما قال له الأمين في المقابلة: “همّنا المقاومة اليوم وليس اذا بتلبس المرا على راسها أو لاء”.

كل هذا وان بدا صعبا مستصعبا على شخصية فنية كزياد الرحباني الا انّني، ورغم هزالّه، فأنا مطمئن جدا على المستقبل العملي لزياد، لأنّه بين ايادي “عزيزة” و”أمينة”.

السابق
13 ألف عائلة عراقية على الأقل نزحت من الفلوجة
التالي
ريفي: الوضع الامني في لبنان مرتبط بوضع المنطقة