العالم يجلي رعاياه: اللبنانيون متروكون للموت وحدهم

بعد بريطانيا والكويت والسعودية والامارات ها هي الولايات المتحدة تدعو رعاياها الى مغادرة لبنان الى عدم السفر اليه والى المضطرين للتواجد الى الحذر الشديد في التنقلات، ورئيسة القسم الاعلامي تنفي ما يتمّ تداوله على الفايسبوك والتويتر عن "تفجيرات محتملة في الاماكن المكتظة خلال الساعات الآتية".

لا أحد يريد المجيء الى لبنان. لا أحد يريد البقاء فيه. أهله يهاجرون، ومهاجروه لا يعودون حتّى للعطلة، وها إنّ بعض من تبقّى من أجانب، أو من عابرين على أراضينا، يريدون المغادرة.. وفورا.

بدأ الأمر مع بريطانيا في 30 آب 2013، حين دعت رعاياها الى عدم السفر الى لبنان وطلبت من البريطانيين المغادرة إذا لم يكن تواجدهم ضرورياً.

في 27 كانون الأول 2013 حذّرت المملكة العربية السعودية رعاياها من السفر الى لبنان نظرا وحثّت مواطنيها على العودة إلى أرض الوطن.

ثم جاء دور الكويت في 29 كانون الأول، جدّدت دعوة الكويتيين إلى سرعة مغادرة لبنان، وطلبت من الرّاغبين بالسفر إلى لبنان التريّث.

العام 2014 بدأ مع تحذير الإمارات العربية المتّحدة في 03 كانون الثاني رعاياها من السفر الى لبنان ودعت الإماراتيين إلى مغادرة لبنان فورا.

لكنّ التحذير الأميركي كان الأقسى الأحد في 5 كانون الثاني، إذ حثّ الأميركيين على توخي الحذر الشديد وتجنب الفنادق ومراكز التسوق، بما في ذلك المتاجر الغربية، وتلافي التواجد في مناسبات عامة أو اجتماعية يحضرها عادة المواطنون الأميركيون، لأن هذه الأماكن باتت أهدافاً محتملة للهجمات الإرهابية على المدى القريب، بحسب بيان السفارة، التي زرناها لنستفسر.

روبن هولزهاور، رئيسة القسم الإعلامي والثقافي في السفارة الأميركية قالت لـ”جنوبية” إنّ “ما يتمّ تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس صحيحا، وما هو صحيح ما يصدر عن الموقع الخاص بالسفارة وما ينشر على صفحاتنا الرئمية على تويتر وفايسبوك”.

وأكّدت أنّ “التحذير هذا هو استكمال لتحذير أصدرناه في تشرين الأول الفائت بعدم السفر الى لبنان الا في حالات الضرورة”.

السفارة طلبت الأحد من المواطنين الأميركيين تجنّب السفر إلى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن، وقالت لمن يعيشون ويعملون في لبنان أنّ بقاءهم يعرّضهم للخطر وأنّ قدرة الحكومة الأميركية للوصول إلى المسافرين لتقديم خدمات الطوارئ قد تكون محدودة.

لكنّ روبن نفت ما تمّ تداوله عن احتمال وقوع هجمات في بيروت في الأماكن المكتظّة. وشدّدت على أنّ هذا التحذير “هدفه أن يكون الجميع بخير وأمان هنا في لبنان”.  

وحدهم اللبنانيون متروكون للخطر الذي يصنعونه بأيديهم. وحدهم اللبنانيون متروكون أمام احتمالات الموت المتكاثرة والمتزايدة، بالتفجيرات أو الإغتيالات أو الرصاص العشوائي، إبتهاجا أو حقدا.

وحدهم اللبنانيون متروكون للموت في شوارعهم، التي باتت مهجورة إلا من الموت، ومنهم.

السابق
البعث و «داعش»
التالي
أسعد أبو خليل عميل سي آي أي ويستنجد بكلساته