.. ويرجعون إلى هناك مرة أخرى

لو كنت ممن يستمتعون بالسياسة وكأنها من الرياضات الدموية، فإن انتخابات منتصف الفترة لعام 2014 تبشر بأنها ستكون كرنفالا من التناطح الدموي. وسيكون ذلك في الحزب الجمهوري فقط. لا بد أن يكون الجمهوريون مصابين بالدوخة. فبعد انتهاء عام 2013 بأذيال مطوية بفضل سلسلة من التخبط والأخطاء الفاضحة والخلل والبيانات الكاذبة عن الصدق، كان الديمقراطيون مستعدين لخسارة تحكمهم في الكونغرس. وبدلا من ذلك، فإن الجمهوريين من حركة الشاي يبدون ميلا لمساعدة الديمقراطيين على الفوز.

المعادلة معروفة الآن: الجمهوريون ممن ليسوا محافظين بدرجة كافية، بمعنى أنه يمكن أن يعملوا مع الديمقراطيين، مستهدفون من قبل تحديات كبيرة مما لا يمكنهم الفوز بمنافسة صارخة مثل انتخابات ولاية مثلا. فلنرجع بتفكيرنا إلى كريستين أودونيل من ولاية ديلوار، والتي ليست ساحرة (هي قالت ذلك)، والتي هزمت في 2010 مرشحا مرجحا هو مايك كاسيل الذي كان جمهوريا في ذلك الوقت، ثم أعطت مقعد الكونغرس إلى الديمقراطية كريس كونس، وهي حاكمة لمقاطعة لم تكن معروفة نسبيا.

لا يعني هذا أن مرشحي حركة الشاي لا يمكن أن ينجحوا؛ لأن من الواضح أنهم ينجحون. وجاء السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس والسيناتور مايك لي من ولاية يوتاه للاعتراض. ثم هناك 20 أو نحو ذلك من أعضاء مجلس الشيوخ ممن يضغطون على المكابح في وجه أي تكتيك يعد قابلا للفوز، ويسدون آذانهم كلما تحدث رئيس الكونغرس جون بينر ويغنون: «لا لا لا لا.. لا نستطيع سماعك!».

يمثل هذا العام فرصة نادرة، ويقول البعض عنها إن الديمقراطيين لا يستحقونها. 2014 هو إما عام النجاح الباهر أو الفشل الذريع في المناظرات الحاسمة حول وجهة هذا البلد ومن الذي سيقوده.

21 مقعدا للديمقراطيين و14 مقعدا للجمهوريين في المجلس خاضعة للتصويت. من ضمن مقاعد الحزب الجمهوري هناك 12 مقعدا يدافع عنها النواب الحاليون واثنان مفتوحان للمنافسة العامة. ويتمتع الجمهوريون بأكثر من فرصة جيدة للسيطرة على سبعة مقاعد جديدة، وهي أكثر من كافية لإنهاء أغلبية الديمقراطيين بما في ذلك ثلاثة مقاعد يشغلها نواب على وشك التقاعد: ماكس بوكس من مونتانا، وجيي روكفلر من ولاية فرجينيا، وتيم جونسون من ولاية داكوتا الجنوبية.

ويبذل الجمهوريون جهودا حثيثة لضمان هذه المقاعد. أما قيادة الحزب الجمهوري فقد سعت إلى البحث عن مرشحين وتعيينهم وتدريبهم وإعدادهم لإتقان تقنية المناظرات والدعاية الإعلامية. من يستهدفهم الجمهوريون الأذكياء هم مرشحون قادرون الفوز بالانتخابات الأولية والعامة معا.. أناس حقيقيون ينالون رضا قطاع كبير من الناخبين، وليس مجرد إثبات اليمينيين المتشددين.

ثلاثة ممن يتناسبون مع تلك الفئة هم شيلي مور كابيتو من ولاية غرب فرجينيا، والتي تعمل بالكونغرس منذ عام 2001، وتوم تيليس من ولاية كارولينا الشمالية، وهو المتحدث باسم ولايته حاليا في الكونغرس، ووستيف دينس من ولاية مونتانا، وهو نائب يجسر الفجوة بين أقصى اليمين واليمين.

مما يزيد من زخم الجمهوريين حقيقة أن الديمقراطيين الحاليين الذين فازوا في انتخابات 2008، والتي كانت سنة طيبة للديمقراطيين، قد لا يكون لهم مثل ما كان من أثر النجاح حتى يفوزوا بهذه الجولة ويعتمد ذلك على أسعار قانون الرعاية المتاحة بأسعار معقولة هذا العام.

لكن تعيين وتدريب مرشحين جيدين قد لا يكون كافيا للحزب الجمهوري الذي لا يزال يتحكم فيه المتشددون. وتعهد منظمو حركة الشاي بإدخال مرشحين أكثر من التيار العام بمن فيهم سبعة من النواب الجمهوريين الحاليين.

قد تكون كابيتو هي الملحق (أ) عندما يتعلق الأمر بمرشحة فائزة بالانتخابات أضعفها حزبها، فهي من ولاية لا يتمتع فيها أوباما بشعبية كبيرة، وقد فازت بإعادة الانتخابات بسهولة لتخدم ما مجموعه سبع فترات. وهي مدافعة قوية عن صناعة الفحم ولا يتصور أن تواجه صعوبة في ضمان ترشيح حزبها لها. كما يتوقع فوزها في الانتخابات العامة على ناتالي تينانت، مسؤولة الشؤون الخارجية لولاية غرب فرجينيا. هناك استثناء… خمّن من الذي لا يحب كابيتو؟ تيار «كلوب فور غروث» (نادي التطور) المحافظ وتيار تجمع الجمهوريين الأحرار، والذين يطلقون على أنفسهم «ضمير الحزب الجمهوري». في أغسطس (آب) الماضي أطلقت حملة «متحررون للغاية لولاية غرب فرجينيا» ضد كابيتو لأنها من ضمن عدة أمور أخرى، تعد من مناصري الاختيار وصوتت لرفع سقف الدين. وحل في موقعها الجمهوري المحافظ بات ماكغيهان الذي عمل في مجلس نواب ولاية فرجينيا من عام 2008 إلى 2010، لكنه خسر جولتين انتخابيتين لمجلس الشيوخ.

على الرغم من دفع الرياح خلفهم، فالجمهوريون محكوم عليهم بالخسارة لصالح المتشددين، بينما يسترخي الجمهوريون . حتى نعبر عن ذلك بلطف نقول إن الفخر بالخسارة لا يفعل كثيرا في مناقضة تعليق حاكم ولاية لويزيانا بوبي جيندال بأن الحزب الجمهوري يحتاج «ليتوقف عن كونه الحزب الغبي».

السابق
الحاجة لتحديد الفترات الرئاسية
التالي
إرسلان للرئيس سليمان: حكومة الامر الواقع تفقدك دستوريتك وشرعيتك