الأونروا وأزمتها المتجددة

ليس الحديث عن أزمة مالية تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بالأمر الجديد، فالوكالة ومنذ نشأتها كانت تعاني قلة التمويل. وللأزمات المتجددة في المنطقة العربية تأثير دائم على عمل الوكالة، وبالنتيجة على الخدمات المقدمة للاجئين ولموظفيها على حد سواء. وقد عكس الاضراب، الذي نفذه «اتحاد الموظفين العرب» في الوكالة في غزة أمس، حجم الأزمة التي تعيشها.

وفي حديث إلى «السفير»، قال رئيس «اتحاد الموظفين العرب» في «الأونروا» سهيل الهندي إن «الوكالة لديها توجه يهدف إلى تحويل برنامج التنمية الذي تقوم بتنفيذه ويخدم آلاف الأسر الفلسطينية في غزة، إلى برنامج خاص، وهذا يُحدث تخوفات عدة، أبرزها حرمان آلاف اللاجئين من المساعدات، كما أن آلاف الموظفين يخشون على مستقبلهم الوظيفي».

وأكد الهندي أن الأزمة المالية التي تتحدث عنها الوكالة «جديدة قديمة»، وعمرها من عمر إنشائها، لافتاً إلى أن «الأونروا» لا زالت تتجاهل مطالب الموظفين في زيادة الأجور وإدخال فرق العملة في الراتب، ووقف قرار فصل 96 موظفاً فيها.

وأوضح الهندي، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تستحق اهتماما أكبر من إدارة الوكالة والأمم المتحدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «يبدو أن هناك توجها من قبل الإدارة العليا في الأونروا بفتح حوار جديد مع اتحاد الموظفين في غزة». وشدد على أنه في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم، واستمرت إدارة الوكالة في تعنتها، فأنهم سيتجهون إلى تصعيد الإضرابات ووتيرة الفعاليات، وأبرزها الدخول في إضراب مفتوح.

وفي السياق ذاته، أكد المستشار الإعلامي لـ«الأونروا» عدنان أبو حسنة إنه من المتوقع أن تواجه الوكالة أزمة مالية خلال العام 2014، بحوالي 65 مليون دولار تقريباً، لافتاً إلى أن أساس ذلك يعود إلى تراجع المانحين في تقديم المساعدات المالية للمؤسسة الأممية، فضلاً عن زيادة رواتب موظفيها. ويضاف إلى ذلك كله، بحسب أبو حسنة، أنّ الكثير من الأموال والمساعدات أصبحت تضخ في سوريا نتيجة الوضع المتأزم هناك.

وبحسب أبو حسنة، فإن الوكالة لا زالت تقدم المساعدات إلى 260 ألف فلسطيني في القطاع، وقد وصل عدد المستفيدين من المواد الغذائية إلى مليون في شهر كانون الثاني الحالي، كما أن «الأونروا» دفعت خلال عام ونصف العام مليار دولار في غزة، «وهذا لم يحدث في تاريخها».

ومن جهته، قال حسام أحمد من دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس لـ«السفير»، إن هناك سياسة ممنهجة تتبعها الدول التي تمول «الأونروا» وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكندا وغيرها، والتي تستجيب للضغوط الإسرائيلية.

وأضاف أحمد أن «تراجع خدمات الوكالة سواء للاجئين أو الموظفين هو مؤشر خطير ناتج عن شراكة دولية في مؤامرة ضد القضية الفلسطينية، وتنصل الدور الأممي منها». وبالنسبة إليه، فإن «الأطراف الدولية تسعى إلى شطب الأونروا»، حيث أن «المجتمع الدولي والدول التي تدور في فلكه، تريد أن تنفض يدها من قضية اللاجئين الفلسطينيين».

السابق
ويل سميث وزوجته في دبي برفقة ولي عهد الامارة
التالي
افغانستان: فتاة افغانية في العاشرة ارادت تفجير نفسها