أنتَ صهيوني بالجرم المشهود!

الشاعرة جمانة حداد

إذا كنتَ تعتبر بشار الأسد قاتلاً جماعياً ومجرماً حقيراً، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كانت لديكَ شكوك حول تورط إيران في لبنان وأهدافه، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ ضد ترسانة “حزب الله” غير الخاضعة لأمرة الدولة، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ تريد للجيش اللبناني أن يصير أقوى، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ تريد للحكومة اللبنانية أن تؤلَّف، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ تتساءل لماذا تستهدف الاغتيالات طرفاً واحداً دون آخر، فإذاً أنت صهيوني.

رفيق الحريري كان صهيونياً. باسل فليحان كان صهيونياً. سمير قصير أيضاً. وجبران تويني. وبيار الجميل. ووليد عيدو. وأنطوان غانم. وفرنسوا الحاج. ووسام عيد. ووسام الحسن. ومحمد شطح. وهلمّ جرّاً.

ثمة ما هو أكثر:

إذا كنتَ سنّياً مناهضاً لـ”حزب الله” وللنظام للسوري، فإذاً أنت صهيوني (أو أنتَ سلفي: اختر ما يناسبكَ).

إذا كنتَ مسيحياً ولا تصطفّ مع ميشال عون، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ شيعياً ولا تمنح ولاءك لحسن نصرالله، فإذاً أنتَ صهيوني.

أنظر الى ماركة جينزك: إذا كان أميركي الصنع، فإذاً أنتَ صهيوني.

إذا كنتَ تريد ان تعيش في هذا البلد بدلاً من أن تبقى على قيد الحياة، فإذاً أنتَ صهيوني.

تريد أن تجد عملاً وتجني المال بدلاً من خوض حرب ليست حربكَ؟ تريد أن تعمل بكدّ وتخطط للمستقبل؟ تريد ان تتزوج وتنجب أطفالاً وتربّيهم بلا خوف؟ كيف تجرؤ؟ أنتَ صهيوني.

أمر أخير: هل تعلم من يرتكب حقاً كل هذه الاغتيالات؟

إنها إسرائيل.

المسألة بديهية. عجباً، كيف أنكَ لا تراها؟ لا بد انكَ صهيوني أيضاً. حتى لو كنتَ تؤمن بأن إسرائيل مغتصِبة. حتى لو كنتَ تعارض بشراسة الجرائم الرهيبة التي ترتكبها اسرائيل باستمرار في حق الشعب الفلسطيني. حتى لو كنتَ مدركاً أن اسرائيل فعلت وسوف تظل تفعل كل ما في وسعها لزعزعة العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط على نحو يخدم مصالحها. هذا كلّه غير مهم. لأنكَ في لاوعيك، وما تحته، صهيوني. وينبغي لكَ أن تخجل من نفسك أيها الخائن.

في اختصار: إسرائيل تصفّي الصهاينة في لبنان.

استنتاجٌ ممتاز، أليس كذلك؟!

السابق
١٤ اذار تستغرب سرعة اكتشاف جرائم التفجيرات واستمرار الغموض في جرائم تستهدفها
التالي
الامن اللبناني يوقف اثيوبية ادخلت مخدرات عبر المطار