مجدل سلم تودع ملاكها وعروسها

ما زالت مجدل سلم متشحة بالسواد حدادا على أبنائها الثمانية من «شهداء الواجب الجهادي» الذين شيّعت البلدة اثنين منهم منذ أيام. هنا، في مجدل سلم، لشهادة المظلومتين ملاك زهوي وإيمان حجازي وشهادة شباب البلدة قبلهما، تفسير واحد، وجلجلة واحدة. فمن آخر شهيدين حسن وحسين ياسين، إلى إيمان وملاك، «العدو واحد والهدف واحد»، وفق ما رددت شعارات المشيعين الذين جابوا أرجاء البلدة أمس.
خرج أبناء البلدة، شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً، إلى ساحات البلدة، تجمعوا على طريق المسير، انتظروا الموكب، أغلقوا المحلات، ورفعوا الشارات السود. قلوبهم تغلي كما حناجرهم، في وقت تجمعت النسوة على الشرفات وفي منزل العائلة. وحده مشى حسين (16 عاماً)، خلف جنازة اخته وخالته (زوجة أبيه). يمشي ويبكي صديقته وكاتمة أسراره وسنده. مشى ليودع أخته، التي عرفها حقاً، وتقارباً أكثر بعد عودة العائلة من المهجر منذ أربع سنوات.
حمل النعشان على الأكف إلى منزل الجد للأب. سجيا هناك، في المكان الذي لعبت فيه الطفلة ملاك مع أخيها وأختيها. هنا تجمع الأهل والجيران والأحبة والمعارف وأهالي البلدة والقرى المجاورة، أحاطوا بالنعشين. اقتربت الأم المفجوعة من نعش ابنتها وتمتمت كلمات بصوت خافت، حزينة حتى الموت.
في رحلة عودتهما الأخيرة إلى مجدل سلم التي أحبتها ملاك، مرّ النعشان في قرية إيمان قبريخا حيث كانت للأهل والأقارب مراسم وداعية أخيرة بصحبة رفيقتها إلى الأبدية. كذلك أقيم احتفال تأبيني لهما في برج قلاوية خلال طريقهما جنوباً إلى مثواهما الأخير.
الوالد المفجوع بالإبنة والزوجة، العروس التي لم يمض على اقترانه بها سوى أشهر قليلة، قال إن «مثل هذه الأعمال جريمة يخسر مرتكبوها دينهم وهي قطعاً لن تخدم الإسلام ولا الوطن».
إمام بلدة مجدل سلم الشيخ علي ياسين، اعتبر أنّ هذه الفاجعة أصابت الوطن، آملا أن تشكل هذه المصيبة دفعا للسياسيين كي يغلبوا مصلحة الوطن ويتم تشكيل حكومة جامعة.
ووري الجثمانان في تراب البلدة.

السابق
عين الحلوة يبرئ نفسه
التالي
ليدي غاغا تتعرى