فيلم فلسطيني مرشح في الاوسكار يصدم الاسرائيليين

صدم الفيلم الفلسطيني “عمر” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي عرض للمرة الاولى في اسرائيل، بقوته وتأثيره الجمهور الاسرائيلي الذي اثنى قسم منهم عليه ، بينما هاجمه قسم اخر لانه لا يعطي برأيهم، اي امل لحل مستقبلي .

وعرض فيلم “عمر” للمرة الاولى في اسرائيل في قاعة “سينماتيك” في القدس الغربية وهي بمثابة ناد خاص معظم رواده من اليساريين. وسيعرض الفيلم في مدينة تل ابيب الاسبوع المقبل لثلاثة ايام.

ومع انتهاء الفيلم بدأ الحضور بالتصفيق لكن قبل دخول المخرج الى الصالة وقف احد الاسرائيليين في السبعينات من عمره وصاح “لا يستحق هذا الفيلم التصفيق لانه موجه وله اهدافه ومعاد لاسرائيل” وخرج من القاعة.

وعلق المخرج الاسرائيلي انير برنجر على الفيلم قائلا بانه “قوي وجميل ومتكامل وجريء”، واعتبره فيلما واقعيا وهنأ المخرج هاني ابو اسعد الذي حضر للرد على اسئلة الحضور.

وتعالت صيحات في القاعة احتجاجا على عدم تكلم المخرج، ابن مدينة الناصرة (شمال اسرائيل) باللغة العبرية، وعندما قال انه يؤمن “بكل اشكال المقاومة لتحقيق العدالة .”

وفيلم “عمر” قصة حب بين شاب وشابة فلسطينيين لهما احلامهما البسيطة بالزواج والعيش معا، ولعمر ايضا احلام كمعظم الشبان الفلسطينيين الذين يريدون المشاركة في القضاء على الاحتلال والانتماء للمقاومة، وينتهي به الامر معتقلا محاطا بالشكوك بسلوك حبيبته واصدقائه وشركاءه في درب المقاومة .

ويظهر فيلم عمر في حبكته ذروة الصراع الانساني لحبيبين يشك كل واحد منهما بالاخر بفعل صديق يتعامل مع الاستخبارات الاسرائيلية يعمل على اثارة وتغذية شكوكهما ببعضهما البعض ويسهم باغتيال اصدقائه في المقاومة.

كذلك يظهر الفيلم قوة الاسرائيلي بآلته العسكرية الضخمة وضعف الفلسطيني الذي لا يملك غير عزيمته، ويعرض ايضا كيفية وقوع الشباب فريسة سهلة لاساليب الاستخبارات الاسرائيلية التي لا تنتهي.

ورأت المحامية الاسرائيلية التقدمية ليئا تسيمل ان “الفيلم ناجح وجميل وقوي جدا وصادم”.

وقالت “ان الاسرائيليين لم يتحملوا رؤية البطل عمر الفلسطيني المحب والجميل والمثالي اذ ان الفلسطيني بالنسبة لهم هو البشع والسىء واللص والمجرم”.

اما نيتسا شاحار الخبيةر في الشؤون التربوية فقالت لوكالة فرانس برس “الفيلم مغضب جدا لم استطع الجلوس بهدوء طوال العرض لم يكن هناك اي امل في الفيلم، كان صعب علي تحمله” موضحة بانها يسارية و”الفيلم لم يعطني اي امل”.

واضافت “الفيلم كان يتحدث فقط عن الكذب والاستغلال ،الشاب يكذب على البنت وعلى اصدقائه ويخونهم”.

اما سيما رودريغ فقالت لوكالة فرانس برس “احببت التمثيل والاخراج وجزءا من التصوير. الفيلم مهني جدا والموضوع نفسه يشغل الاسرائيليين والفلسطينيين”.

واوضحت “الفيلم فيه عنف كبير وغضب كبير من كتب السيناريو ركز على العنف كثيرا، كان هناك اتصال بين رجل المخابرات وعمر ، كانت هناك لحظات انسانية بينهما لكن كل شيء ينتهي بعنف. لم احب النهاية”.

اما غيلا شابيرا فقالت “نعم هو تحدث عن الحب وامور جميلة وعن البارانويا ، المخرج جعل الجانب اليهودي سلبيا ، وتجاهل الاسرائيلي وصوره من دون اخلاق. المخرج رفض التحدث معي وهذا مهين”.

ومن جهته قال المخرج هاني ابو اسعد لوكالة فرانس برس “كنت اتوقع ان تكون ردود فعل الجمهور الاسرائيلي اكثر سلبية. واضح ان هناك انقسام “.

واعتبر “ان اليسار الاسرائيلي الصهيوني لا يستطيع تحمل فكرة ان يحمل الفلسطيني سلاحا في دولة فلسطينية يكون لها جنودها ويكون لها كيانها وتكون قوية”.

واوضح ابو اسعد انه استوحى فكرة الفيلم عندما بدأ يصور فيلم “الجنة الان” عندما كان يجد الجيش الاسرائيلي في كل مكان يريد التصوير فيه قبله، مضيفا “اصبت بحالة بارانويا ،حتى بدأت اشك بنفسي”.

وتابع “بدأت اتعمق اكثر في الموضوع عندما وجدت ان الاستخبارات الاسرائيلية تقوم باستخدام الحياة الخاصة لاحد معارفي لابتزازه للتعامل معهم”.

والفيلم من بطولة آدم بكري (عمر) وليم لوباني التي لعبت دور الحبيبة ناديا واياد الحوراني شقيقها القائد الميداني ووليد زعيتر ضابط المخابرات وسامر بشارات .

وصور الفيلم في اربعين يوما دون اي عراقيل او مصاعب في مدينتي الناصرة ونابلس، ومخيم الفارعة في الضفة الغربية.

وفاز هذا الفيلم الذي أنتجته شركة “زعيتر” وشاركت دولة الامارات في انجازه عبر صندوق “انجاز”، بجائزة المهر العربي لأفضل فيلم روائي طويل وجائزة افضل مخرج، في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي وبجائزة لجنة التحكيم في فئة “نظرة ما” ضمن مهرجان كان في ايار الماضي.

واختير فيلم “عمر” بين الافلام التي استبقيت في تصفية اولى للفوز بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي التي تمنح في اذار المقبل.

السابق
تحضروا قريبا للسامسونغ غالاكسي اس5!
التالي
والدة ملاك شهيدة معها وأمنية اخيرة لها على الفايسبوك