نديم قطيش لجنوبية: ثقافة الإلغاء نعايشها

نديم قطيش
هل يصدق توقع ميشال حايك ويكون نديم قطيش القتيل التالي على لائحة الاغتيالات السياسية؟ وهل تستغل يد الارهاب الحملة الهوجاء التي تشن على هذا الاعلامي وتحضر له تفجيرا جديدا لتشعل لبنان؟ وكيف يشارك الآلاف في حملة تهديدية تساعد في تعميم مقولة "حزب الاغتيال"؟ وكيف رد قطيش في حديث خاص لموقع جنوبية؟

بعد رسائل التهديد التي تلقتها الاعلامية مي شدياق عبر هاتفها الاسبوع الماضي، يبدو أنه جاء دور الاعلامي نديم قطيش الذي نشر مساء أمس، الأربعاء، عبر صفحته على “الفايسبوك” رسالة تهديد وصلته عبر الهاتف يتوعد مرسلها بقتله وجاء فيها “أيامك معدودة يا عرصة، هيك وهيك الصيت طالع علينا، ما تعذب حالك وتبرم على رقم، بس ويللي خلق السما أيامك معدودة، يا شيعي”. من بعدها ردّ قطيش بالقول: “يتعرض هاتفي منذ الأمس لأعنف حملة شتائم وتخوين وتهديد فاقت ٨٠٠ رسالة. الرد البسيط: ما بعد الحملة كما ما قبلها وحبة مسك”.
وقد أشار قطيش الى ان هذه الحملة تعبر عن “ثقافة الإلغاء التي نعيشها كل يوم”، مؤكدا الى انه “ليس من السهل ان يكون هناك جهة او حزب قادر على تجنيد مجموعة من الناس بين 800 و900 شخص ليقوموا بإرسال رسائل”. مشيرا الى وجود “بيئة كاملة تتبنى الجريمة وتدافع عنها والاخطر انها مقتنعة بذلك”.
وأضاف قطيش في حديث لـ”جنوبية” مؤكدا ان المشكلة لم تعد في حرية الرأي والتعبير بل الامر بات أخطر: “نحن نعيش في مجتمع فيه وحش حقيقي، لا يتحدث إلاّ بلغة القتل”. وتساءل: “ماذا نفعل مع هذا الوحش، وهذه الثقافة المعممة على اﻵلاف؟”.
في الاطار نفسه، توقع ميشال حايك، في مقابلة تلفزيونية ليلة رأس السنة ان “قطيش في دائرة الخطر في السنة الجديدة”، وقد ردّ قطيش وكتب على صفحة “الفايسبوك”: “انتظر من ميشال حايك ان يخبرنا عن اي دائرة رصد وخطر دخلت. داعش، النصرة، اسرائيل ام فؤاد السنيورة!! طبعاً حزب الاغتيال خارج الشبهة. على كل حال الرسالة وصلت”.
وبعد حملة “زي ما هيي” التي أنطلقت الشهر الماضي، عبر موقع “بوصلة”، ومواقع التواصل الاجتماعي، التس استهدفت كل من الزملاء وسام سعادة ومحمد بركات وعلي اﻷمين وبادية فحص ورضوان السيد وعماد قميحة، جاء دور قطيش ليشن الموقع نفسه حملة تشهير واتهامات في حقه. تحت عنوان “نديم قطيش، الإنتهاز الأعمى”. إذ كتب صاحب المقال مجموعة من المعلومات عن قطيش، مشيرا الى انه “عميل”، يعمل من خلال برنامجه DNA الى شن حملة “تضليل على المقاومة” وبث “سموم الفتنة”.
وكانت قد تلقت شدياق مجموعة كبيرة من الرسائل والتهديدات، وكشفت عبر صفحتها الرسمية على موقع “فايسبوك” تفاصيل ماحدث مرفقة بصور عن بعض الرسائل التي وردتها وكتبت: “قد أكون أنا تعوّدت، وإنما شقيقتي لم تصدّق كمية اتصالات التهديد المباشر من أرقام في لبنان ومن الخارج التي انهالت على خطّ الهاتف الخاص بي، وصُعقت من عدد ال Whatsapp التي أُرسلت اليّ وملؤها تهديدات وقلّة أدب وصور لا أخلاقية وأخرى تصوّرني كحيّة أو مع نجمة داوود الاسرائيلية على جبيني ، الخ..”.
ربما تكون هذه الحملات عفوية ينفذها عدد من الشباب دون تفكيرهم لمخاطر ما يقومون به، ولكن الاكيد انها تتضمن رسائل مدروسة وممنهجة ضدّ كل من لديه آراء مختلفة ومواقف متعارضة او  توجهات سياسية متباينة. هذه الحملة يقابلها رفض قاطع من خلال إطلاق هاشتاغ #نديم_قطيش_يمثلني على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المواطنين الرافضين لهذا الاسلوب، متهمين “حزب الله” وجمهوره في شنها.
هذا الاتهام يدعمه الاآلاف ممن يشاركون في إرسال تلك الرسائل التهديدية، ورمي الاتهامات ونشر الصور والاستفزازات عبر صفحاتهم الخاصة على “تويتر” و”الفايسبوك”.
ها هي الحملات تستكمل اليوم بنشر رقم النائب أحمد فتفت ليصار الى ارسال كمّ كبير من رسائل التهديد والوعيد بحقه خلال الساعات الآتية.

السابق
بري عرض للأوضاع الداخلية والإقليمية مع وفد من نواب عاليه
التالي
حزب الله وسوريا 2013: من حجج المقامات الى الوجودية