الراي عن مصدر متابع: سليمان وسلام لن يتوقفا عند أي محاولة ترهيبية

نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن مصدر مواكب للمشاورات السياسية أن “رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بديا في اليومين الاخيرين من العام كأنهما قررا عدم التوقف عند اي محاولة ترهيبية لتعطيل عملية تشكيل الحكومة وخصوصاً ان القرار المتخذ ببت التشكيل يراعي سريان المهل الزمنية التي ضاقت جداً مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي. واذا كان سلام يعد تركيبة حيادية لا تستفز اي فريق، فانه وسليمان تحسبا تماماً لكل الاحتمالات التي يمكن ان تنشأ عن رفض فريق 8 آذار للتركيبة الحكومية وكذلك لاحتمال اي موقف سلبي للنائب وليد جنبلاط منها. وهو الأمر الذي يفسر استعجال التشكيلة في الايام العشرة الاولى من الشهر الجاري تحسباً لعدم نيل الحكومة الغالبية الكافية لنيلها ثقة مجلس النواب وتالياً اعادة اجراء استشارات جديدة للتكليف والتشكيل قبل حلول 25 آذار موعد بدء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية والتي يتحول خلالها البرلمان هيئة ناخبة، علماً ان تقارير لم تستبعد تشكيل حكومة تضم اسماء تكنوقراط حزبية ويحصل فيها الوزراء غير البعيدين عن جو 8 آذار على ثلث معطّل مضمر (عبر وزير ملك)”.

ووسط هذا العد العكسي الحار للحسم الحكومي، لا يملك المصدر عينه، أي معطيات قاطعة حول طبيعة رد قوى 8 آذار ولكنه يرجح ألا “يكون الرد بمستوى التهويل الكبير الذي يمارسه اعلامياً الان نظراً الى عوامل ومؤشرات عدة من أبرزها ان العصيان على حكومة جديدة من خارج الاصول الدستورية اي بما يتجاوز عدم منحها الثقة سيقود فوراً الى التخوف من تحريك الشارع وتفجير فتنة محققة وهو الامر الذي يستبعده المصدر خصوصاً مع ادراك قوى 8 آذار خطورة التعبئة التي تجتاح الشارع السني تحديداً عقب اغتيال الوزير شطح. كما ان الحكومة الجديدة ستحصد فور اعلانها غطاء دولياً واسع النطاق بما لا يمكن معه لايران تحديداً التي تملك ورقة التحكم بفريق 8 آذار ان تمضي بعيداً في معاكسة المجتمع الدولي الآن، إلا اذا كانت في وارد المخاطرة بتفجير الساحة اللبنانية وتحمل تبعات ذلك دولياً واقليمياً. وهو امر يبدو مستبعداً اقله لمعرفة طهران بخطورة ان يزجّ “حزب الله” نفسه في متاهة فتنة واضطرابات مذهبية داخلية في وقت لا تزال الحاجة اليه في سورية اكثر اولوية والحاحاً”.

واعترف المصدر ان “سباقاً خطيراً بدأ بقوة نحو ساعة الحسم الحكومي وسيكون من الصعوبة التكهن مسبقاً بما يمكن ان يحصل لان الافرقاء الرافضين والمتحفظين للخطوة لن يكشفوا اوراقهم مسبقاً سعياً وراء الضغط على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومَن يدعمهما لمحاولة ثنيهما عن حكومة لا تتوافق وشروط 8 آذار”.

ولفت المصدر إلى أن “الاشتباك الذي حصل في شأن الهبة السعودية للجيش اللبناني التي اعلنها الرئيس سليمان قد يكون مرشحاً للتكرار في الخطوة الحكومية بمعنى احراج فريق حلفاء النظام السوري وطهران بواقع يجير لمصلحة الشرعية اللبنانية ويصعب الانقلاب عليه الا بعمل مسلح. وهو الامر الذي يفسر الاقدام الحازم على بت الملف الحكومي بعد طول انتظار كأن هناك معطيات غير ظاهرة بان الخطوة لن تثير على الاقل ما يجري التخويف منه ولان انهيار الوضع في لبنان لا يزال من الممنوعات الدولية وحتى الاقليمية”.

ورأى المصدر “أن تزامن بت الملف الحكومي قبل ايام قليلة من بدء المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان في 16 الجاري ليس امراً عابراً وسيجعل من الصعوبة اكثر فاكثر على فريق “حزب الله” وحلفائه تجاوز الاطر السياسية في الاعتراض على الحكومة بما يعرضه لمزيد من انكشاف مع انطلاق المحاكمة في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي يتناول خمسة متهمين من عناصره”.

السابق
سليمان يأمل بالتوصل إلى حكومة قبل 7 كانون الثاني
التالي
الحرب «اللاتماسية» بين حزب الله وإسرائيل: مَن يكشف مَن؟