زعماء أميركا وروسيا… والصين لم ينجبوا سوى إناث

بنات الرئيس

في مصادفة تاريخية، يبدو أن ذرية أقوى رؤساء العالم اقتصرت على البنات فقط. فعلى الرغم من اختلاف ازواجهن سياسيا وثقافيا وايديولوجيا، اتفقت السيدة **الأولى في كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على ان تهدي زوجها الرئيس اناثا وليس ذكورا. فبداية من رؤساء الدول العظمى الى بقية الدول النامية، أنجبت زوجات الرئيس في هذه الدول بنتين على كل ولد بحسب لائحة أكثر من خمسين رئيسا غربيا وعربيا. أي أن فرصة انجاب بنت تعادل ضعفي فرصة انجاب ولد. فهل تمثل هذه المصادفة فرصة لعهد جديد لبنات رؤساء قد يخلفن آباءهن مستقبلا في الحكم؟
الرئيس الأميركي باراك أوباما لديه ابنتان، تماماً كما سلفه جورج بوش الابن الذي رزق بابنتين ايضا، وأما الرئيس الأسبق بيل كيلنتون فرزق بابنة واحدة. رئيس روسيا الحالي فلاديمير بوتين لديه بنتان فقط. رئيس الصين الحالي اكسي جينبينغ لديه بنت واحدة فقط. رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون لديه بنتان وولد، الرئيس الفرنسي الحالي له من زوجته السابقة سيغولين رويال بنتان وولدان، الرئيس الألماني جواكيم غوك لديه بنتان وولدان، الملك الاسباني خوان كارلوس لديه بنتين وولد، رئيس المكسيك الحالي انريكي بينا نياتو لديه بنتان وولدان. رئيسة الأرجنتين الحالية كريستنينا كريشنر لديها بنت وولد. ملك النرويج هارالد لديه بنت وولد.
أما بالنسبة لبعض رؤساء العرب، فالرئيس التونسي الحالي المنصف المرزوقي لديه بنتان والرئيس الذي سبقه زين العابدين بن علي لديه 5 بنات وولد، ملك المغرب محمد الخامس لديه بنت وولد، الرئيس المصري الموقت حاليا عدلي منصور لديه بنتان وولد، الرئيس اللبناني ميشال سليمان لديه بنتان وولد. الملك الأردني عبد الله الثاني لديه بنتان وولدان.
ومن المصادفة ان أغلب قيادات العالم انجبت بناتا أكثر من الذكور وهو ما يعود بحسب دراسة قامت بها مؤسسات بحثية كثيرة منها «بيو ريسرش» و«بيبي سيتر» الى وجود علاقة بين طبيعة العمل والعيش المتلازمين بالقلق والاجهاد وزيادة احتمال انجاب البنات. فهل تعتبر وظيفة الزوجة او الزوج العاملين في السياسية لها تأثير مباشر أو غير مباشر على مسألة انجاب البنات؟
مع التأكيد على ارادة الله في مسألة نوع الجنين، يرى بعض الأطباء العالميين في مجال الولادة ان «مجال عمل الزوجين قد يكون له تأثير على مسألة الانجاب». فقد رجح الدكتور غوين ديوار في دراسة نشرها على موقع «بيبي سيتر» الخاص بالأطفال والولادة ان «فرصة انجاب المرأة للبنات تتضاعف اذا كانت البيئة التي تعيش فيها يزداد فيها التوتر والقلق خصوصا بيئة العمل». وبما ان وظيفة رجل السياسة حسب تفسير هذه المهنة في العديد من المراجع السياسية تعرف بأنها مهنة يزيد فيها التوتر وشد الأعصاب، فإن زوجة السياسي تتقاسم مع زوجها هذا التوتر الذي يلاحق رجل السياسة حتى الى بيته. «فكلما تزيد الضغوط وينتقل التوتر الى بيت الزوجين تتأثر طبيعة جنس أطفالهم» تضيف دراسة غوين التي قامت بتحليل اكثر من 16 ألف ولادة في المملكة المتحدة».
وكشفت الدراسة ان « الزوجين الأكثر انجابا للبنات تكون وظائفهما مصنفة على أنها عالية الإجهاد، اما الوظائف التي لا يكون فيها قلق وتوتر فتكون فرص انجاب الذكور متساوية مع فرص انجاب الاناث مع تحيز طفيف للذكور».
المصادفة التاريخية تمثلت في ان زعماء العالم الذين يحكمون حاليا لم ينجبوا ذكورا. ورمزية الذكور تبقى دلالة واضحة في تاريخ تطور العلم السياسي وتاريخ السلطة على تفضيل الحكام انجاب ولد اكثر من بنت وخصوصا لضمان سلالة الحاكمين. لكن في العصر الحديث والمعاصر فان اولاد الرؤساء تقلصت فرصهم في خلافة ابائهم مع ازدياد ظاهرة الانتخاب في العديد من الدول رغم بقاء أرجحية فرصهم بالوصول إلى الحكم، كالرئيس الأميركي جورج بوش الابن الذي قال انه كان يرى في ابيه الرئيس السابق مثلا اعلى يحتذي به، وتمكن من الوصول إلى الرئاسة عن طريق الانتخاب. فهل يمكن لهذا السيناريو أن ينطبق على البنات فنرى بعد 20 عاما مثلا ان اقوى دول العالم تحكمها بنات رؤساء سابقين؟ وهل ستكون القوى العظمى في عهد حكم النساء أحن وألين على العرب من الرؤساء الرجال؟ وهل سيحل السلام العالمي اذا بلغت بنات رؤساء حاليين سدة الحكم، كلها تصورات تبقى حيز الاحتمال فماذا لو تحقق هذا الاحتمال فعلا؟
يبدو في تصورات العامة أن العالم سيكون لطيفا وجميلا اذا قادت سيدات مقاليد القوة الناعمة. لكن البعض قد يرى عكس ذلك، فلا شيء سيتغير برأيه اذا أصبحت وصلت امرأة على سبيل المثال إلى رئاسة اميركا او روسيا او الصين، فالنظام واحد والرئيس يتبع خطة مرسومة له مسبقا؟ اما البعض الآخر فيرى ابعد من ذلك اي ان سياسية القوى العظمى في عهد النساء يمكن ان تكون لينة اكثر لأن شخصية القائد تؤثر مما لا شك فيه في اتخاذ القرارات والتعاملات، وقس على ذلك السياسة الخارجية الأميركية في عهد هيلاري كلينتون التي عرفت باللين الى حد ارتكاب أخطاء تتوجت بانفجار القنصلية الأميركية في بنغازي والتي على اثرها تم التحقيق معها، أما في عهد جون كيري وزير الخارجية الأميركي الحالي فقد اتسمت السياسة الخارجية في عهده حسب تقرير في موقع «ذي اتلانتيك» بـ «الحسم والمناورة وتمثل ذلك خصوصا في مسألة مواجهة النظام السوري وفرض عقوبات عليه إثر ازمة السلاح الكيماوي الذي استخدمه نظام بشار الأسد بشار لقتل خصومه».
فهل يأتي يوم تصل فيه نساء إلى رئاسة كبرى الدول في العالم؟ وكيف يكون العالم لو حكمته النساء؟!

السابق
الخارجية الجزائرية: أربعة سجناء جزائريين بالعراق استفادوا من عفو رئاسي
التالي
السلطات البحرينية تأمر بالإفراج عن «أمين عام جمعية الوفاق الوطني»