أسئلة حول لبنان

وفيق هواري
أسئلة كثيرة ربما تشكل الإيجابات عليها مساهمة جدية لوضع القطار على السكة بدلاً من أن يغنى كل على ليلاه ويتحول الكيان إلى كيانات مختلفة من دون تقسيم قانوني.

أجادت الزميلة فرح جهمي في مادتها الصحافية التي نشرها موقع “جنوبية” حول اللائحة التي نشرها موقع “كلنا شركاء” وتحوي أسماء وصُوَر عناصر من حزب الله قضوا في خلال مشاركتهم الحرب في سورية. واستطاعت جهمي إبراز عدد من المغالطات التي تضمنها اللائحة وشككت بأسماء وصُوَر وبعض العناصر، ما أفقد اللائحة صدقيتها وصحتها ودقتها.
وأتت هذه المادة الصحافية في سياق السجال الذي يدور بين عدد من المواقع الالكترونية حول صحة اللائحة ودقتها وعدم صحتها. وهو سجال لن يصل إلى نتيجة إيجابية، وأرى أن سقوط ضحية واحدة لبنانية أو أكثر من ألف هو خسارة جسيمة للمكونات الاجتماعية في لبنان كافة.
إن النقاش قد يستقيم إذا تناول مواضيع أخرى تؤدي نتائجه ليصب في منحى انصهار المجموعات المكوّنة إلى شعب واحد. ألم يكن الأجدى نقاش إذا كان الوضع اللبناني يشكل بيئة حاضنة لنمو مجموعات متطرفة إسلامية. بدلاً من الحديث أن مثل هذه المجموعات تأتي من الخارج.
أليس من الأفضل دراسة ظاهرة فتح الإسلام بصفتها تنظيم لبناني وجد أعضاؤه أنفسهم خارج الحياة الاجتماعية والاقتصادية فلجأوا إلى رسم حلم إمارة إسلامية في عدد من المناطق اللبنانية، ونقاش كيف يمكن مواجهة مثل هذه الظاهرات.
لنناقش: هل خيار المشاركة المسلحة في دورة العنف في سورية هو لمصلحة الكيان اللبناني أم ضد مصلحته؟ هل يمكن الخروج لمحاربة “الأعداء التكفيريين” في سورية يساعد على منعهم من الاقتراب من الكيان أم يساعد على تقويتهم داخل البلد؟ هل المسألة تتعلق بالتكفيريين أو بالسيطرة على ممرات للسلاح وغيره؟ هل تسمح الديمقراطية التوافقية التي يروجون لها في المجالس السياسية بمشاركة أحد المكونات الاجتماعية في حرب خارجية تحت حجة الدفاع عن لبنان؟ وهل يحق أن يشارك هذا المكون بدون العودة إلى شركاء الكيان؟ ألا يتساوى الفعل المسلح بالفعل المالي والتسليحي، وبالتالي يتساوى الطرفان اللبنانيان في المسؤولية؟ لماذا لم يبادر أحد ليقول إنّ الدفاع عن المزارات المقدسة هي مسؤولية الدولة، حيث توجه تلك المزارات، لأنّه، وفي السياق نفسه، يصير إذا هدّد خطر ما أحد المزارات الدينية في أيّ مكان في العالم وجب على أحد الأطراف اللبنانية الذهاب للدفاع عنه؟ وهل يلتزم الجميع بالدستور اللبناني الذي يشير إلى نهائية الكيان؟
أسئلة كثيرة ربما تشكل الإيجابات عليها مساهمة جدية لوضع القطار على السكة بدلاً من أن يغنى كل على ليلاه ويتحول الكيان إلى كيانات مختلفة من دون تقسيم قانوني.

السابق
هل اغتيل شطح بسبب رسالته هذه الى روحاني؟
التالي
الشيخ قاووق: حكومة الوحدة الوطنية رد على القتلة