حسن نصر الله والصعود إلى الهاوية

عدواني ووقح, وينضح بشاعة… تلك هي اقل الكلمات التي يمكن أن يوصف بها خطاب زعيم عصابة خامنئي الإيرانية في لبنان الأخير يوم العشرين من ديسمبر والذي أرعد فيه وازبد وتأبط شرا, وأعلن الحرب على الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية, والدولة اللبنانية, وحتى على العالم العربي من خلال إلتزامه المطلق واللانهائي موقفه المعلن, والعدواني, والصريح من ثورة الشعب السوري.
لقد كان الجميع يعلم, ومنذ البداية, ان نصر الله بحكم موقعه وتموقعه وإنتمائه, وولائه لايمكن إلا أن يتخذ ما اتخذه من مواقف, وأن معركته وعصاباته في الشام هي بمثابة معركة المصير الواحد الذي تحدثت عنه كثيرا أدبيات ومبادئ وشعارات حزب البعث, ولكن بعد تحويرها طائفيا, واتخاذها بعدا إيرانيا يكرس التغلغل الإيراني في الشرق, ويصادر هوية الشعوب وقرارها المستقل.
لقد قال نصر الله كلاما تهديديا واضحا بأنه سيلجأ الى انقلاب عسكري وأمني كبير إن مست مصالحه, أو مصالح حليفه المصيري النظام السوري, وهو بذلك يعيد سيرة ومسيرة الحرب الأهلية اللبنانية وفق الإيقاعات الصفوية, متكئا كالعادة على عكاز المقاومة والممانعة وفلسطين! بينما حليفه السوري منهمك في حفلات التشليح والتسليم لأسلحته المهانة ولكرامته المهدورة أمام الغرب فيما يستأسد على شعبه ومواطنيه, أما نصر الله الذي غالى وتطرف وأوغل كثيرا في الهمجية والتوحش بعد تسببه بمصرع مئات الشباب اللبنانيين في معركة ليست معركتهم, وفي الدفاع عن نظام مجرم, وعميل, ولصوصي, لايمكن له أن يستمر مهما استعمل من وسائل الإبادة الجماعية, والقتل الشامل واستباحة وتدمير المدن.
نصرالله بات اليوم في مواجهة الشعب اللبناني والطائفة الشيعية الكريمة خصوصا تلك الطائفة التي أهدت للوطن اللبناني خيرة رجاله, وساهمت في نهضته الوطنية, والحضارية, فإذا بها أسيرة اليوم لأوهام, وأحلام, وأمراض, وعلل عميل إيراني رخيص لايتورع عن تدمير لبنان الجميل, بكل مكوناته وطوائفه, من أجل إرضاء ولي أمره في طهران وتنفيذ مخططات الدولة الصفوية الجديدة .
لايمكن للسلام الأهلي في لبنان ولمؤسسات الدولة اللبنانية أن تظل أسيرة ورهينة وخاضعة لابتزاز “سيد الشبيحة” الذي انحرف وطغى وتجبر وتحول وحشا طائفيا كاسرا وسيفا ايرانيا مسموما يحاول ترويع ملايين اللبنانيين, والسوريين, والعرب معتمدا على صلافة ووحشية وإرهاب النظام الإيراني الذي يقوم اليوم بمناوراته الفاشلة في أجواء الخليج العربي ويرسل “قردته” إلى الفضاء في عمليات استعراض بائسة للقوة لا تعبر في حقيقتها إلا عن ضعف وخوار وخواء شديدين!
الرسائل الإرهابية التي حملها خطاب نصرالله الأخير لايمكن لها أن تكون هي العملة السائدة في الواقع اللبناني, وسلاح الحزب تحول من سلاح مقاومة كما كانوا يزعمون الى سلاح لتدمير الوطن وللتآمر على الشعب السوري, ولتوزيع أنغام الفتنة الطائفية من جديد.
لابد لأحرار الشيعة في لبنان من لجم هذا السيد الذي أصابه السعار نتيجة للخسائر المروعة التي تكبدتها عصاباته في مقاتلة أحرار الشام والذي ستكون نهايته ونهاية أسياده في دمشق وطهران على أياديهم بعد أن يجبرونهم على تجرع كأس وسموم الهزيمة الساحقة الماحقة التي لاحت بشائرها, وتصاعدت مؤشراتها, فمع كل تهديد علني فج وأحمق يطلقه نصرالله يتبين حجم الهزيمة التي يعانيها وتتوضح كل معاني الخسران المبين الذي حشر نفسه المريضة به وحوله مهرجا كبيرا لا تثير تهديداته البائسة إلا كل عوامل السخرية والتندر, فضربات السوريين الأحرار ستطيح بكل الأحلام الكسروية المريضة, وهزيمة سفاح الشام وعصابته ستكون الصاعقة التي ستهوي على رأس نصرالله وسادته, وسيعلم بعدها الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
مسؤولية التخلص من سعار حسن نصرالله أضحت مهمة وطنية لبنانية عاجلة ومن خلال التعامل مع تهديدات نصر الله ستتوضح صورة ومعالم المستقبل اللبناني, رغم أن سيد “الشبيحة” وهو يعوي يعي جيدا أن النهاية قريبة… وسلام الله على الأحرار وتبا وسحقا للقوم المجرمين.

السابق
هدايا الأسد في الأعياد
التالي
الإخوان المسلمين جماعة إرهابية