مسؤول استخباراتي غربي لـ الراي: الاتفاق النووي لن يخرج حزب الله من القائمة الإرهابية

كشف مسؤول استخباراتي غربي معني في شؤون مكافحة الارهاب لـ«الراي» عن ان «الولايات المتحدة والقارة الاوروبية وكندا على يقين تام من ان أجندة حزب الله اللبناني تصبّ، وبلا ريب، ضد مصالح الغرب وحلفائه، وفي مقدّمهم اسرائيل»، مشيراً إلى ان «حزب الله لم يتوقف عن العمل للثأر من اغتيال قادته، وعلى رأسهم عماد مغنية، وبنك أهدافه السفارات في العالم والسياح، إضافة إلى المراكز المدنية اليهودية، التي لم يتوقف عن ضربها منذ حادثة بيونس ايرس في العام 1991».
وتحدّث المسؤول عن جوانب من حصيلة تعقُّب حركة الحزب داخل لبنان وخارجه، فقال لـ«الراي» ان «حزب الله يملك أذرعاً طويلة لا تلتزم نطاق الحدود اللبنانية، فهو درّب الحوثيين في اليمن وساعد السودان وتوغّل في الصراع الفلسطيني عبر نقل الخبرات والأسلحة والدعم الى داخل اسرائيل، وعمل في مصر وكان فاعلاً في تدريب مجموعات من حركة حماس حضرت الى لبنان، وامتدّ نشاطه الى العراق عبر إنشاء فرع العمليات الخاصة وتدريب الأحزاب العراقية على خوض العملية السياسية بعد انسحاب قوات التحالف الغربي، إضافة إلى إرسال ضباطه إلى الخارج»، لافتاً إلى ان «البعض منهم أُلقوا في سجون مختلفة في العالم وعلمنا منهم الكثير عن اسلوب حزب الله ونشاطه الذي بلغت ذروة عملياته الخارجية بعد اغتيال مغنية في فبراير العام 2008».
وأفشى المسؤول لـ«الراي» عن معلومات بالغة الحساسية حول نشاط الحزب فأشار إلى انه «حاول بعد أشهر من اغتيال مغنية، وتحديداً في مايو 2008، ضرب سفارة اسرائيل في باكو، ومن ثم ظهر مجدداً في تركيا في سبتمبر من 2009، ثم في الاردن في الـ2010، وبعد ذلك في ليماسول في قبرص، وبعدها في اليونان وبانكوك ومصر»، معلناً: «وجدنا اثاراً لعملياته في فرنسا وأمستردام وعواصم عدة حول العالم مارس فيها نشاطاً يُعتبر وبلا شك إرهابياً في نظر العالم»، وكاشفاً عن ان «الحزب يستخدم ضباطاً يحملون جوازات سفر اوروبية وكندية واسترالية، بعدما جنّد غربيين من اصل لبناني يتاح لهم التنقل بسهولة بين عواصم العالم».
ولفت إلى ان الحزب «قام بتطوير أساليبه، إذ انه أصبح يستخدم الجزيرة القبرصية القريبة من لبنان كمسرح لتدريب ضباطه على العمل في بيئة معادية نسبياً، وطوّر من امكاناته في الرصد وبدأ يُخضِع ضباطه الجدد لتجارب متعددة لاختبار ادائهم وولائهم»، مشيراً إلى انه «جرى رصد نشاط لحزب الله وهو يراقب ويترقّب أهدافاً معينة لإغتنام الفرصة الملائمة للإنقضاض على أهداف يعتبرها دسمة في حال انكشفت تلك الاهداف أمامه»، وموضحاً ان «العمليات الخارجية لحزب الله أدت إلى وضع جهازه الخارجي على لائحة الإرهاب في أوروبا، باستثناء هولندا، التي تعتبر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي منظمة ارهابية، وصار على لوائح الاوروبول ضمن داتا المنظمة الامنية كحزب ارهابي».
وأبلغ المسؤول عيْنه لـ«الراي» ان «الحرس الثوري الإيراني يقدم الدعم اللوجتسي والاستخباراتي لحزب الله في الخارج وفي داخل لبنان ايضاً»، معتبراً ان «إخفاق الحزب في عملياته حول العالم لا يُعد فشلاً من الناحية الاستخباراتية لأنه أثبت قدرة التواجد والعمل في الخارج أكثر من أي جهاز عربي، واستخدم السرية التامة في تواصله مع الخارج وأثناء تواجده في الخارج، وأَبرزَ قدرة على استخدام تدريب عال بالمراقبة والرصد والتعقب، الا ان نقطة ضعفه كانت تتمثل دائماً بالعنصر اللوجستي الداخلي المرابض والذي يتعرض لمراقبة مستمرة وملاحقة من الاجهزة المحلية دون ان يكون له نفس جهوزية الضباط الآتين من داخل لبنان والذين يخضعون لتدريبات على مدى اكثر من عامين في مراحلهم الاولى، الا ان ذلك لم يمنعه من الاستمرار بالبحث عن الفرصة المناسبة والارض الخصبة لإنجاح عملياته الخارجية». وقال ان «ضباط حزب الله يخضعون لدورات استخباراتية مستمرة في ايران على يد الحرس الثوري الايراني ووزارة الاستخبارات ليتعرفوا على كافة الاساليب الحديثة المتطورة التي تتمتع بها قدرات الدول الكبرى».
واكد هذا المسؤول ان «صراع حزب الله – اسرائيل مستمر ولم يتوقف منذ انشاء الحزب عام 1982 وقد اشتدّ الصراع المخابراتي والعمليات المضادة بين الطرفين منذ مقتل مغنية، فقد سقط بحسب احصائياتنا نحو 22 قتيلاً اسرائيلياً في عمليات متفرقة كجزء من الرد على مقتل هذا القائد العسكري. وسبحة هذا الصراع ما زالت مستمرة، بسبب إصرار اسرائيل على اغتنام فرصة انشغال حزب الله في الداخل السوري اليوم، فهي استطاعت اقتناص الفرصة لاغتيال حسان اللقيس وتسمح لنفسها برسم الحدود البحرية مع لبنان من دون تردد وتعمل على قضم جزء منها بسبب غياب حزب الله عن ساحة الصراع المشتركة، غير انها تعطي الحزب السبب للإستمرار في عمله العسكري كذريعة يختبئ خلفها الطرفان استعداداً للحظة الصِدام العسكري».
واكد المسؤول ان اسرائيل «لن تتجه لضرب ايران في الاشهر الستة المقبلة لانها مُنعت من ذلك بسبب التقارب الغربي – الايراني، علماً ان ضربة مماثلة تشكل مادة دسمة للانتخابات في اسرائيل في 2014 الا انها ستُعتبر خطوة وقحة ومزعجة للادارة الاميركية التي لن تقبل بها»، مضيفاً: «رأينا كيف أرسلت اسرائيل طائراتها إلى العراق عام 1981 وإلى سورية عام 2007 لقصف منشآت نووية، وقامت طائراتها بضرب مستودعات استراتيجية لحزب الله في سورية وقوافل تحمل صواريخ مضادة للطائرات متجهة من سورية الى لبنان، ولهذا فإنه من غير المستبعد ان ترسل طائراتها الـF16S الى ايران لضرب المفاعلات النووية اذا تعرض الاتفاق النووي بين طهران والغرب للفشل».
وتحدث المسؤول عن ان «اميركا صنّفت حزب الله كمنظمة ارهابية عام 1997 ولن يبدّل من ذلك الملف النووي أو أي ملف آخر، وقد أُدرج الحزب على لائحة المنظمات الارهابية الأجنبية من وزارتيْ الخزينة والخارجية، وتعتبر اوروبا جناحه العسكري ارهابياً بينما تتعامل الديبلوماسية الاوروبية مع الجناح السياسي كحركة اجتماعية – دينية – سياسية، فهو أحد اكثر الاحزاب المهيمنة في لبنان منذ اتفاق الطائف عام 1989، ويمثل – عدا عن كونه جزءاً لا يتجزأ من الامن القومي الايراني – شريكاً لجزء كبير من المسيحيين وجزء أصغر من السنّة والدروز في لبنان، وتمكّن من نسج خيوطه العنكبوتية حول المجتمع السياسي والامني اللبناني بأكمله، ولهذا فإن العلاقة بينه وبين الغرب يشوبها عدم الثقة والتبادل السطحي وليس لدينا ما نقدمه لحزب الله، وهو ليس لديه ما يقدمه لنا. فنحن نرى الاستقرار في لبنان من زاوية وهو يراها من زاوية اخرى، وليس لجناحه السياسي ما يقدمه لنا سوى التواصل السياسي – الديبلوماسي لعدم امتلاك هذا الجناح اي سلطة على القيادة الفعلية داخل الحزب التي تعود الى جناحه العسكري».
وأنهى المسؤول كلامه بالقول ان «حزب الله يتجه اليوم نحو هدف ثابت يتمثل بالمحافظة على ما يرمز اليه نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالنسبة الى الحزب والى ايران، الا ان ما نخشاه هو إقدام الحزب على إنشاء قوات موالية له وللنظام لتكون مرآة له في المرحلة المقبلة من الحرب في سورية وبعد انتهائها، كما اننا نخشى الفراغ السياسي الدستوري في لبنان والذي سيجعل البلاد أرضاً مفتوحة امام حزب الله لبسط سيطرته اكثر مستخدِماً قوته العسكرية في ظل غياب مرجعية سياسية أمنية»، مضيفاً ان «المحكمة الدولية المعنية باغتيال الرئيس رفيق الحريري ستزيد الطين بلة، اي انها ستكون مناسبة ليؤكد حزب الله رفضه التعاون مع الارادة الدولية وعدالتها».

السابق
قتيل وجريح من الشرطة الليبية في بنغازي
التالي
الانباء الكويتية: جنبلاط يتجه لتفاهم رئاسي مع حزب الله