حزب الله ورئيس الجمهورية: النصيحة.. وإلا الفتنة

رعد
هكذا، بعد أشهر من التهديدات في الإعلام وعبر ألسنة محلّلين تابعين لحزب الله، أرسل الحزب رئيس كتلته النيابية في زيارة رسمية إلى الموقع المسيحي الأوّل، والوطني الأعلى، ليقول التهديد مغلّفا باسم "النصيحة". فسمّته "السفير" ضررا كبيرا بمصلحة البلاد، وسمّته الأخبار "فتنة كبيرة".

عند العرب كانت النصيحة بجمل. عند حزب الله، النصيحة بفتنة كبيرة.

هكذا تكشّفت زيارة رئيس كتلة “حزب الله” النائب محمد رعد إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، عن “نصيحة”، وإذا لم يأخذ بالنصيحة، فإنّ “فتنة كبيرة” ستقع.

هذا ما نقله إعلام “حزب الله” بعد اللقاء بساعات. إذ نقلت مقدّمة “المنار” في 23 كانون الأول الجاري أنّها علمت من مصادر أنّ “رعد نصح الرئيس بعدم تشكيل حكومة امر واقع لأنها تؤدي الى خطر كبير على البلاد”.

في الصباح التالي خرجت جرائد “حزب الله” بتوضيحات.

في جريدة “السفير”، التي يقرأها مناصرو الحزب ذوي القدرة النقدية، كانت التسريبة على الشكل التالي: “قال رعد لسليمان ان ما يسمى بالحكومة الحيادية هي محض خيال وتوهم، والذهاب الى تشكيل مثل هذه الحكومة يلحق الضرر الكبير بمصلحة البلاد في هذه المرحلة ويزيد الاحتقان والتوتر”.

أما في جريدة “الأخبار” ذات النبرة الحادّة التي يقرّها الممانعون المتشدّدون، فكانت التسريبة أكثر وضوحا: “جدد رعد تأكيد أن أي محاولة لتشكيل حكومة غير متوازنة سوف تقود البلاد إلى فتنة كبيرة، وأن حزب الله وكل قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر سوف يقفون في وجه هذه المغامرة”.

هكذا، بعد أشهر من التهديدات في الإعلام وعبر ألسنة محلّلين تابعين لحزب الله، أرسل الحزب رئيس كتلته النيابية في زيارة رسمية إلى الموقع المسيحي الأوّل، والوطني الأعلى، ليقول التهديد مغلّفا باسم “النصيحة”. فسمّته “السفير” ضررا كبيرا بمصلحة البلاد، وسمّته الأخبار “فتنة كبيرة”.

هكذا يدير حزب الله الجمهورية: بالنصائح، وإلا الفتنة.

السابق
وفد من حزب الله جال في الشمال مهنئاً بالميلاد
التالي
السعودية وإيران وثالثهما الشيطان الأكبر