عبد الامير قبلان: نحتاج الى ثورة تشابه ثورة الحسين تضع اليد على الجرح

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى المسلمين واللبنانيين في ذكرى أربعين الإمام الحسين، دعاهم فيها إلى “التزام الحق الذي جسده الحسين في ثورته والعودة الى مبادئ الدين التي تحفظ الأمة والوطن من الانحراف عن جادة الحق، فيلتف الجميع حول المبادئ والقيم الإيمانية التي تحفظ الإنسان وتبقيه بعيدا عن الفساد وتجنبه السقوط في المهاوي والمنزلقات، فشهادة الحسين هي الولادة الثانية للاسلام ولنهجه ولخط الانبياء والعلماء واهل الصلاح، فهذه الشهادة تعطي الامة دعما ودفعا لعملية الاصلاح ولكشف الغيوم والعتمة التي تسببت بها ايدي الطغاة والظلمة”.

واضاف: “عندما نشاهد الملايين الزاحفة الى كربلاء من كل حدب وصوب دون دعوات في اصرار وعزيمة وعمل دؤوب لوضع النقاط على الحروف ابتغاء التقرب الى الله في زيارة حبيبه وسبط نبيه، فإننا نستحضر حديث رسول الله حين قال: اذا اردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته، ان الحسين بنهضته الرسالية اسس للمجتمع الاسلامي في ولادة ثانية للعمل الرسالي وللنهج الايماني، وهذه الملايين التي زحفت الى كربلاء تضعنا جميعا امام الخطى المباركة والصادقة والصحيحة، فنهضة الحسين وضعت العالم امام مسؤولياته وكأنها تقول للناس ابتعدوا عن الظلم والعنف والارهاب والتحدي، وعودوا الى الاسلام دين الحق والتسامح والعدل والانصاف، فالاسلام قوة وقدرة وامكانية تحتم ان نتمسك بها ونقتدي بجهاد الحسين وتضحياته واستشهاده، فهذه النهضة التي قام بها الحسين تعيدنا الى نهضة الرسول محمد”.

وطالب “العقلاء والمصلحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ان يتمسكوا بنهج الحسين ومصداقيته واحقيته فنأخذ من تراثنا الصدق والحق واليقين، ونبتعد عن اللهو والبغي والفساد والمنكر، وعلى الجميع، مسلمين وغير مسلمين، ان يعودوا الى منابع الدين وسيرة الانبياء والصالحين ويقتدوا بنهج رسول الله وسبطه الامام الحسين الذي رسم بنهضته معالم الحق والثورة دون عنف وقتل وتشريد وشر ومنكر، ولا سيما اننا بحاجة الى ثورة تشابه ثورة الحسين تضع اليد على الجرح وتصحح الاوضاع وتصوب المسار فتصلح وترشد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر”.

ورأى ان “إحياء ذكرى الإمام الحسين يحتم علينا إن نعود إلى مدرسة الحسين لنتعلم فيها الزهد والجهاد والتضحية والإيثار، فلا تأخذنا في قول الحق والتزامه لائمة لائم، فالدين دعوة دائمة لقول الحق ومحاربة الباطل ونداء الحسين إلى الأجيال ان نسير في طريق الحق ولو قل سالكوه فننهج مسيرة الإيمان التي رسمها الأنبياء والرسل والصالحون وبذلوا في سبيلها أعظم التضحيات، وكان الإمام الحسين رائدا من رواد هذه المسيرة التي أزكاها بدمائه الطاهرة وبذل في سبيلها روحه ودمه واهل بيته وخيرة أصحابه، لانه أراد ان يبقى الدين نقيا بعيداً عن الانحراف والتشويه فهو قام بنهضته المباركة بهدف الإصلاح في امة جده، يريد إن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما نشاهده اليوم من بعد عن تعاليم الدين لا يبشر بالخير على الإطلاق، ويحملنا المسؤولية في العمل الدؤوب لنشر تعاليم الدين وتحفيز المؤمنين للتشبث بدينهم حتى تكون امتنا وشعوبنا وأجيالنا محصنة بالعلم والإيمان والحق والخير بعيدة عن الفساد والانحراف والباطل والشر”.

واكد ان الحسين من النبي والنبي من الحسين، كما قال رسول الله: حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسيناً، وكلاهما في خط الاستقامة والاصلاح والنصح والوعظ والارشاد، وعلينا كمؤمنين ان نعمل بخط الحسين ونسير نهجه ونبتعد عن العنف والتحدي والشر والمنكر، فنضع نهج الحسين نصب اعيننا ونعمل لما فيه صلاح لنكون مع الحق بعيدين عن الباطل والمنكر والفساد، فالحسين يعيش من جديد في ضمير هذه الامة المطالبة بالتصدي للباطل والشر والظلم واتباع رسول الله واهل البيت والتزام نهج الحسن، فأتباع الحسين اتباع للنبي محمد ولعيسى بن مريم الذي هو كلمة الله وخيره وحقه، وعلى المسلمين والمسيحيين ان يكونوا خير قدوة في اتباع رسول الله محمد ونبي الله عيسى في التزام نهج الحق الذي جسده الحسين في تضحياته، وتوجه باستشهاده مع اهل بيته واصحابه، وعلينا جميعا ان نكون مع الله ليكون الله معنا فان ينصركم الله فلا غالب لكم”.

السابق
100 نائب ايراني يقدمون مشروعا يلزم الحكومة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%
التالي
حاطوم: لحكومة وحدة وطنية جامعة وحوار لانقاذ لبنان