نصر الله: خطاب ردعيّ خائف.. وليس هجوميا غاضبا

السيد
مصدر في 8 آذار يشرح في حديث لـ"جنوبية": "خطاب السيّد حسن نصر الله ردعيّ وليس إعلان حرب وليس بالطبع هجوميا، فنحن نحتاط من تصعيد سعوديّ، أمني أو عسكري. ومصدر في 14 آذار يقول لـ"جنوبية" إنّ السبب هو "ارتباكه. فقبل سنوات كان يخوّن خضومه والناس ترتجف، اليوم يقول لطرف: أنت تكفيري، فيجيبه: وأنت تكفيري. وهذا الأمر يثير جنونه".

بدا خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عالي السقوف. لم يترك أحدا إلا وهدّده. هدّد الإعلام المعارض له بالحديث عن “500 مليون دولار لتشويه سمعة المقاومة”، وهو حديث ممجوج، لكنّه استدرك: “وهول خلصوا، هلّق في غيرهم”. وهدّد رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف، بالقول: “لا ننصح أحدا بتشكيل حكومة الأمر الواقع ونقطة على السطر”. وهدّد قوى 14 آذار بالقول: “اتهامنا بالتكفير مسألة خطيرة”. وهدّد المعارضة السورية بالقول: “مشاركتنا في سوريا أمر وجودي”، رافعا المشاركة في الحرب على الشعب السوري من مستوى “حماية المقامات” و”الدفاع عن الشيعة الحدوديين، إلى مستوى “المشاركة المرتبطة بوجود حزب الله من أساسه”.

لكن لماذا هذه التهديدات في كلّ مكان. مصدر في 14 آذار يقول لـ”جنوبية” إنّ السبب هو “أنّه مرتبك. لا يعرف ماذا يفعل. هناك تسوية كبيرة وهو خائف على نفسه. وفي الوقت نفسه باتت هيبته في الحضيض”. ويضيف المصدر القريب من “تيار المستقبل”: قبل سنوات كان يخوّن خضومه والناس ترتجف، اليوم يقول لطرف: أنت تكفيري، فيجيبه: وأنت تكفيري. وهذا الأمر يثير جنونه”.

في السابق إذا اتهم أحدا بالعمالة لإسرائيل كان الطرف يحتار في إثبات عدم عمالته، اليوم الاتهامات متبادلة بـ”التكفير”. واتهامات تلقى صدى في الميلين.

مصدر في 8 آذار يردّ في حديث لـ”جنوبية”: “هذا الخطاب ردعيّ وليس إعلان حرب وليس بالطبع هجوميا”. يسأل: “نحن ذاهبون إلى تسوية، فلماذا نريد التصعيد؟”، ويجيب: “نحن نحتاط من تصعيد سعوديّ، أمني أو عسكري، والسلاح بات في كلّ مكان، وهذا ما يخيفنا، وكلام السيّد دعوة إلى التعقّل لأنّه إذا أراد أحد أن يجرّبنا فتاريخ 7 أيّار ليس ببعيد”.

ويستدرك المصدر القريب من حزب الله: “على الأطراف كلّها أن تقدّم تنازلات. ونحن قبل مشاركتنا في الحرب السورية طالبنا بحلّ سياسي، ولا زلنا نطالب به. أما مسألة انسحابنا فهي للاستهلاك الداخلي”.

ويفصّل المصدر: “الاحتياط الآن من مشكلات في البقاع أو على طريق الجنوب، أما بيروت فلن يقترب السعوديون منها، وفي صيدا المسألة انتهت، وطرابلس لهم فليفعلوا فيها ما يشاؤون”.

هو إذا “خطاب ردعيّ” وليس خطابا “هجوميا”. وفي الوقت نفسه يعبّر عن متغيّرات كبيرة في الداخل، حيث صار نصر الله “قائدا سياسيا” ولم يعد منزّها عن النقد. وحزب الله أيضا بات حزبا سياسيا مسلّحا “ليس فوق النقد، وتكفيريّا بعيون خصومه، الذين افتتح مدرسة التخوين بتخوينهم واتهامهم بالتكفير”، يختم المصدر في 14 آذار.

السابق
حملة صحية مجانية للنازحين في النبطية
التالي
هجوم 8 آذار عليه: هل نخاف على ميشال سليمان؟