جنبلاط دعا لعقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات

اشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء”، الى انه “يوماً بعد يوم، تؤكد الأحداث أن الأزمة السوريّة أكبر بكثير من طاقة جميع اللاعبين اللبنانيين المتورطين كل على طريقته وفق رهانات وحسابات بقرب إنتهاء تلك الحرب الأهليّة الدامية وحدوث التغيير الجذري على كل المستويات. ويوماً بعد يوم، تتكشف التداعيات السلبيّة لتلك الأحداث والتي تتخذ طابعاً مذهبيّاً خطيراً كان آخرها حادثة الصويري التي ندينها ونشجبها بكل الأشكال”.
اضاف جنبلاط “مجدداً، نذكر كيف أن النظام السوري، منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الأحداث في درعا، ومنذ الخطاب الأول لحاكم هذا النظام، إدعى أنه يحارب الارهاب، ولم يغيّر في أدبياته أو سلوكياته التي أدّت إلى إغراق سوريا في الدماء عبر الابادة الجماعيّة بحق الشعب السوري وصولاً إلى التهجير الجماعي لما يزيد عن سبعة ملايين مواطن سوري داخل وخارج سوريا، وها هي الحرب الأهليّة السوريّة قد إندلعت وأصبح وقفها مسألة في غاية الصعوبة. ومجدداً، نذكر أيضاً بأداء تلك المجموعة المسماة “أصدقاء سوريا” التي بتلكؤها وترددها، إن لم يكن تواطئها وغبائها وعدم توفر الحد الأدنى من الحس الديمقراطي المدني عند بعضها، ساهمت في تشويه الثورة السوريّة وضرب طموحاتها المشروعة في الحرية والديمقراطية والكرامة وسهلت دخول فرق المرتزقة والارهابيين والمجموعات المتطرفة فتقاطعت بذلك مع مصالح النظام السوري فإستعرت الحرب الأهليّة وتأججت نيرانها بشكل غير مسبوق، وبتنا نشهد الاستيلاد المتتالي للامارات الاسلامية والكردية والتركمانية فضلاً عن الجزر التي يسيطر عليها النظام”.
وتابع رئيس جبهة النضال الوطني :”لذلك، نتوجه مجدداً، بعد جرس الانذار الذي قرع بقوة في بلدة الصويري، بضرورة عقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات السياسيّة من خلال تأليف حكومة وطنيّة سياسيّة جامعة تضم جميع الفرقاء وتحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي والاقلاع عن أي شكل من أشكال المراهنات على الحدث السوري، والابتعاد عن الاقدام على تشكيل ما سمّي حكومة أمر واقع لأنها ستفاقم التعقيدات على المستويات السياسيّة والدستوريّة والأمنيّة، في الوقت الذي تتناسى معظم مكونات الطبقة السياسية ضرورة الاحتضان السياسي الواسع للجيش اللبناني والقوى الأمنية لكي تتمكن من القيام بالمهام الكبرى الملقاة على عاتقها”.
ولفت جنبلاط الى انه “إذا كان الاشتعال السوري، والأزمات الاجتماعية والاقتصاديّة التي تقلق اللبنانيين، وملف النازحين السوريين والتهديد الاسرائيلي الدائم الذي كاد البعض ينسى وجوده، والاستحقاق الرئاسي الداهم، وعناصر أخرى مثل ما حدث في الصويري أو التفجيرات الارهابية في التي سبقتها الضاحية وطرابلس، كلها لا تشكل حافزاً لتأليف الحكومة الجديدة، فما هو الحافز؟ ولماذا الرهان اللبناني الدائم على الخارج وتطوراته؟ ألا يكفي هذا البلد ما سدده من أثمان باهظة طوال عقود؟”.

السابق
آشتون: لضبط النفس بعد إطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل
التالي
روسيا أرسلت 75 شاحنة لازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا