الجنوب ينجو من قطوع امني

كشفت مصادر أمنية لبنانية لـ”المركزية”، عن خطة كانت تحضّر لمدينة صيدا على غرار مدينة طرابلس في شمال لبنان، لتفجيرالاوضاع فيها وجعلها مناطق وتيارات سياسية ومذهبية وحزبية متناحرة ومتقاتلة فيما بينها، من خلال استهداف قيادات صيداوية وجنوبية لبنانية وفلسطينية عبرعمليات انتحارية، وتنفيذ اغتيالات وزرع عبوات وتفجيرمراكز ومؤسسات ودورعبادة، لكن الخطة باءت بالفشل.

ورأت المصادر ان عملية استهداف الجيش ترمي الى استنزاف مدينة صيدا وتحويلها الى خط تماس لارباك لبنان، على ما يسمى بخط الجنوب.

وذكرت ان الاجهزة الامنية اللبنانية تلاحق اكثر من 20 شخصا لبنانيا وفلسطينيا، ينوون القيام بعمليات انتحارية وتفجير انفسهم في مدينة صيدا وجوارها، وهي تبحث عنهم وتحاول الامساك بهم، مشيرة الى ان منفذ الهجوم على حاجز الجيش اللبناني خليجي الجنيسة، اما البقية فهم من اتباع الشيخ الفار احمد الاسير، وان احد القتلى الانتحاري بهاء الدين محمد السيد الملقب بابي هريرة، متزوج من ابنة القيادي في تنظيم جند الشام المحظور اسامة الشهابي الذي يتخذ من حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة مقرا له، وان المهاجمين على علاقة وثيقة بالشيخ بهاء الدين حجير المختبئ داخل المخيم، والذي ارتبط اسمه بالعمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا السفارة الايرانية في بيروت.

واعتبرت المصادر الامنية ان الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني ليل الاحد الاثنين الماضي، يأتي ضمن المخطط المرسوم من قبل الجماعات التكفيرية التي نفذت العمليات الارهابية ضد السفارة الايرانية، وهي تابعة لوحدات كتائب عبد الله عزام المرتبطة ارتباطا وثيقا بتنظيم القاعدة.

ولفتت الى ان الجيش اللبناني كان على وعلم بهذا المخطط، وانه كان متنبها لمثل هذه العمليات وهو ما قلل من حجم الخسائر، مشيرة الى ان الجيش اللبناني احبط في مدينة صيدا عملية كبيرة كانت ستنفذ في المدينة وشرقها، لكن اكتشاف الجيش للعملية من خلال الرصد والمتابعة، اجبر المسلحين على تفجير انفسهم.

وأكدت المصادر ان مدينة صيدا والمنطقة، نجتا من قطوع امني خطير ولو نجح منفذو الهجوم على الجيش اللبناني في تنفيذ ما كانوا ينوون القيام به وما خططوا له من عمليات اغتيال وتفجيرات واستهدافات، لأدت الى كارثة امنية وفتنة مذهبية، نظرا الى ما كانوا يحملونه من عبوات واحزمة ناسفة ومواد متفجرة، ونظرا لموقع مدينة صيدا في المعادلة الجنوبية خاصة، كعاصمة للجنوب والممر الاساسي والمحوري الرابط بين بيروت ومنطقة الجنوب ونسيجها الاجتماعي والخليط الطائفي الذي تتميز به عن بقية المناطق اللبنانية، وموقعها الذي يعتبر نقطة تواصل مع الجنوب الشيعي وشرق صيدا المسيحي والاقليم الدرزي.

مصادر سياسية: من جهتها، رأت مصادر سياسية ان عملية صيدا كشفت مخاطر الارهاب الذي بدأت تظهر بوادره منذ فترة في تفجيرات وحوادث طرابلس، والضاحية، وتفجير السفارة الايرانية، وفي الحوادث المتكررة التي شهدتها أكثر من منطقة لبنانية، ومنها البقاع اللبناني والشمال. وهي تأتي في اطار محاولة مستميتة من أطراف سياسية وارهابية واجرامية تعمل على الساحات العربية والساحة اللبنانية وتستهدف نشر الفوضى الهدامة في ربوع لبنان.

ورأت ان الاعتداء على الجيش يأتي ضمن عملية متقنة ومنظمة وبقرار واضح وجرأة مباشرة، تشير الى ان لبنان واللبنانيين امام خطر حقيقي داهم سيصيب كل لبناني وكل بيت وامام احتمالات خطيرة جدا، ما لم يستنهض الشعب اللبناني دفاعا عن وحدته واستقراره ومستقبله لان الجيش هو المؤسسة الوحيدة الحافظة للاستقرار والسيادة والوحدة الوطنية والسلم الاهلي.

ونبهت المصادر قائلة “لا يراهنن احد على امكانية تحقيق اهداف لمشروع سياسي من خلال التيارات التكفيرية الارهابية لان هذه التيارات اذا تمكنت ستلحق الضرر بالجميع، لانها لا تحمل مشروعا لا فكريا ولا اخلاقيا ولا ثقافيا ولا سياسيا، وانما مشروع سفك الدماء واستباحة الاعراض وهي لا تتورع عن تكفير وقتل من يختلف معها في الرأي السياسي وما يحصل في سوريا خير دليل”.

السابق
الوفاء للمقاومة: تبرير 14 آذار لعمل الارهابيين يضعه في خانة الشريك لهم
التالي
فحولة الفتاوى وأجساد النساء