بعد الاعتذار من البحرين.. حزب الله: عذرًا قطر؟

حزب الله
من "شكرا قطر" بعد مئات ملايين الدولارات التي دفعتها لترميم آثار عدوان تموز 2006 الإسرائيلي، صارت قطر "إمارة صهيونية" في إعلام حزب الله وعلى ألسنة محلّليه السياسيين. اليوم تعود قطر إلى ضاحية بيروت الجنوبية. كما لو أنّ في الأمر اعتذارا، فهل تكرّ سبحة الاعتذارات، من البحرين الى قطر، لتصل الى السعودية وغيرها؟

من “شكرا قطر” بعد حرب تموز 2006، إلى خلاف في المواقف بين قطر و”حزب الله” في ظل الازمة السورية، وصولا الى انطلاق بوادر حلحلة لاعادة العلاقات الى السكة الصحيحة بين الطرفين. إذ وبعد قطيعة دامت لسنوات استقبل نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم السفير القطري الجديد في لبنان علي بن حمد المرِّي، بعد “لقاء سريّ”، بحسب جريدة “الأخبار” التابعة لحزب الله، عقد قبل أيام في الضاحية بين ممثل عن قطر والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

هذه الزيارة البروتوكولية تم التأكيد فيها “أن الحلول السياسية في المنطقة أساس للمعالجة البناءة لمصلحة شعوبها، وأن تعاون الأفرقاء في لبنان يقدِّم العلاج الذي يخدم هذا البلد وجميع أبنائه”.

هذه الزيارة اللافته للسفير القطري الجديد، جاءت بعد نحو أسبوعين من إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ “قطر في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها”. رغم ذلك لا يزال التباين في المواقف بين “حزب الله” والحكومة القطرية حول الازمة السورية قائما، الامر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول السياسة الجديدة التي ينتهجها الحزب على مستوى علاقاته الاقليمية والداخلية.

بعد حملة الشكر الى قطر، التي انطلقت في بنت جبيل بعد حرب تموز 2006، شهدت علاقة حزب الله بالدوحة قطيعة وتوترا على خلفية الأزمة السورية، إلا ان هذا الخلاف لم يأخذ حيزا كبيرا لا سيما في خطابات السيد نصر الله الذي يحرص دائما على ابقاء مسافة تسمح بإعادة الصلات والعلاقات مع قطر. إلاّ ان إعلامه الرديف يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه، إذ يقوم عدد من الاعلاميين والسياسيين التابعين لحزب الله، من بينهم وئام وهّاب على سبيل المثال لا الحصر، بالتوجه بأبشع أنواع الشتائم الى امير دولة قطر ورئيس وزرائه.

فالخلاف الحاصل على مستوى العلاقات بين الدولة القطرية و”حزب الله” برز بعد انطلاق الازمة السورية وإعلان الحكومة القطرية وقوفها الى جانب المعارضة السورية، وتأزمت الامور أكثر فأكثر بعد إعلان السيد نصر الله مشاركة مقاتليه في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب النظام في سوريا كبادرة استباقية لمنع وصول التكفيريين إلى لبنان.

ها هي البوصلة السياسية تتخذ منحى مختلف عن ذي قبل، فبعد الاجتماعات السرية الجارية بين “حزب الله” والولايات المتحدة الاميركية، بدأت تتبلور العلاقة مع قطر ويظهر إلى العلن رغبة من الطرفين في إعادة العلاقات الثنائية. وذلك رغم بقاء الخارجية القطرية على موقفها من الازمة السورية، مؤكدة دعمها المستمر للمعارضة السورية. في حين لا يزال عدد كبير من شباب حزب الله يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري داخل سوريا.

هو اجتماع اعتبره بعض المراقبين “إهانة” لدماء الشبّان الذين سقطوا بيد الموت من حزب الله في سوريا، وللقتلى الذين سلّحتهم وموّلتهم قطر فقتلوا على أيدي “حزب الله”.

هو اجتماع بين من اتهمهم إعلام “حزب الله” بأنّهم “صهيونيون وعملاء أميركيون وعملاء إسرائيل”، وبين “داعمي التكفيريين الداعشيين وجبهة النصرة وخزمتشية قطر والإرهابيين”، بحسب الإعلام نفسه.

فهل يكفّ “حزب الله” عن دعايته البروباغندية ضدّ المعارضة السورية ويبدأ في الاعتراف بوجود معارضة حقيقية؟ أم أنّه يريد القول لجمهوره ومقاتليه: “أنتم قاتلوا وموتوا في سوريا، ونحن سنعقد الصفقات على دمائكم”.

إما أنّ قطر عميلة صهيونية، فلا يصحّ الاجتماع بممثليها، وليس قطعا في ضاحية الكرامة والعزّة، إما أنّ قطر ليست صهيونية ويجب وقف الدعاية التحريضية ضدّها وضدّ بقية الدول الخليجية.

وبعد اعتذار “المنار” من البحرين، ها هي قطر تدخل الى الضاحية معزّزة ومكرّمة، كما لو أنّ في الأمر اعتذارا. فهل تكرّ سبحة الاعتذارات أكثر لتصل الى المملكة العربية السعودية وغيرها؟

السابق
فريق سياسي عرض إغلاق ملف الطيارين التركيين مقابل ملف الموقوفين الإسلاميين
التالي
السيارة المشتبه بها خالية من المتفجرات